23 ديسمبر، 2024 2:32 ص

منذ اليوم الاول لتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية الاقصائية، فإنها إستغلت ما کانت تسميه و تصفه دائما في أدبياتها ب”مظلومية الشيعة”، في الدول العربية ومن إنها نصيرة و داعمة لهم، وبسبب من هذا الزعم الذي هو بمثابة دس السم بالعسل، أو في أحسن الاحوال”کلمة حق يراد بها باطل”، فإنها نجحت للأسف و لأسباب مختلفة في التغلغل في داخل العديد من دول المنطقة و إقامة مراکز نفوذ قوية لها، وقد أکدت الادلة و الوقائع من إن الضرر الذي ألحقته السياسات الايرانية المشبوهة بالشيعة العرب هي أکبر بکثير من تلك التي کان يزعم بها بل وحتى لايوجد مجال للمقارنة بينهما.
الشيعة العرب في العراق و لبنان و اليمن وحتى العلويون في سوريا، باتوا وبسبب من الدور الايراني المشبوه يعيشون حالة من القلق وعدم الاطمئنان الى جانب إنهم يعانون من مشاکل إقتصادية ومعيشية حادة جدا لم يکونوا يعانوا منها في العهود السابقة أبدا، ناهيك عن إن عدد القتلى والضحايا من الشيعة العرب الذين يقعون يوميا بفعل السياسات المشبوهة لطهران هي الاخرى قياسية بحيث لايوجد وجه للمقارنة بينها و بين عدد الضحايا الرمزيين في العهود السابقة، والذي يجسد أقصى درجات الفشل والاخفاق لطهران ويفضح کذب و زيف شعاراتها بشأن نصرتها للشيعة هو إن أهالي جنوب العراق الذين يشکلون أغلبية شيعية قد طفقوا يتظاهرون ضد الظلم والذي يلحق بهم و يطالبون بإنهاء النفوذ الايراني في العراق کما حدث في البصرة ومحافظات أخرى.
هذه المعادلة غير المتکافئة في الاوضاع القائمة في المنطقة والتي تعتبر أصل وأساس المخطط الايراني في المنطقة، حيث يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية بالتدخل في العديد من بلدان المنطقة و يعتبر في نفس الوقت تدخلات تلك البلدان في شٶونها خطا أحمرا، وهو يقصد بذلك قبل کل شئ دعم وتإييد ومساندة نضال الشعب الايراني والمعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولاسيما منظمة مجاهدي خلق التي تمثل العمود الفقري ورأس الحربة للمقاومة الايرانية والقوة الطليعية الاولى فيها، وإنه لمن المٶسف أن تتصرف دول المنطقة ولحد يومنا هذا بما يرضي رغبات وأهواء طهران، لإن إعتراف دول المنطقة بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني ودعم تطلعات هذا الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، سوف يٶثر کثيرا على المعادلة القائمة ويغير من کفتها ليس لصالح شعوب المنطقة فقط وانما حتى لصالح الشعب الايراني ذاته.
الاعتراف بالمقاومة الايرانية من جانب الدول العربية وخصوصا في ظل المرحلة الحالية التي تشهد تدهورا غير مسبوقا لمختلف أوضاع النظام في طهران، أمر يخدم الامن القومي العربي من جهة ويخدم السلام والامن والاستقرار من جهة ثانية، ويهئ الارضية المناسبة للتغيير في إيران، ذلك إن نقطة الضعف عندما تتغير الى نقطة قوة إستثنائية فإن من شأنها أن تغير من موازين القوى وتسحب البساط من تحت أقدام نظام طالما إستغل حالة تجاهل دول المنطقة لدعم المقاومة الايرانية والشعب الايراني، وإننا نٶکد مرة أخرى على ضرورة الاستفادة من هذه الفرصة التي لايمکن أن تعوض ومن المفيد جدا أن نذکر بلدان المنطقة کيف إن طهران تقوم بإستغلال أي أوضاع إستثنائية وطارئة في بلدان المنطقة وتقوم بتوظيفها لصالح مخططاتها.