7 أبريل، 2024 11:13 ص
Search
Close this search box.

لنطبق الاسابيع الذهبية لتجاوز فوضى العطل

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايختلف اثنان على أن، العطل الكثيرة والفوضى فيها وخاصة ايام الاعياد والمناسبات، شكلت تحديا للاقتصاد الوطني الذي يعاني بالاساس من مشاكل كثيرة، قادت إلى خسائر فادحة قدرها قسم من الاقتصاديين بانها تجاوزت بعض مليارات، لذلك لابد من مراجعة هذه العطل ووضع نظام صارم لها للحد من الفوضى وايقاف استنزاف الاقتصاد الوطني.
    ما اثار اهتمامي بهذا الموضوع هو التصريحات التي ادلى بها مسؤولون ومختصون اشاروا فيها إلى أن نصف ايام السنة تمنح عطل واجازات، مؤكدين ان هذا يشكل تهديدا للاقتصاد العراقي وخسارة كبيرة ويعطل مصالح الناس ومعاملاتهم ومصالحهم.
   وتصريح ادلت به برلمانية قالت فيه “إن العراق يتكبد خسائر كبيرة في العطل الرسمية بنسبة (8 – 10) مليار دينار في اليوم، مبينة أن العراق خسر خلال عطلة عيد الفطر المبارك الماضي أكثر من (80) مليار دينار، رواتب للموظفين فقط.
    لست مختصا في مجال الاقتصاد حتى اروج لنظرية اقتصادية معينة، ولكن الامر واضح وجلي بان هناك هدرا للمال العام وخسارة كبيرة يمنى بها الاقتصاد الوطني، لذلك علينا جميعا وكل من موقعه ان نقدم الاقتراحات وننبه الجهات المسؤولة والمختصين لمعالجة الخلل اينما وجد، وهذه لعمري ابسط مهام الصحافة والاعلام.
    اثناء عملي في الصين، التي يتكون شعبها من 56 قومية وفيها مختلف الاديان، هناك تنظيم للعطل وخاصة المناسبات القومية والوطنية، بحيث يجمع بين المحافظة على المال العام واعطاء وقت كافي للموظفين للاستمتاع بعطلة جيدة وكافية مع عوائلهم.
    هناك لديهم نظام للعطل يسمى ” الاسابيع الذهبية” اي ان الدولة تعطي الموظفين اجازة لمدة اسبوع كامل، للاعياد والمناسبات الكبيرة لديهم والبالغة ثلاثة اعياد ومناسبات، الاول عيد الربيع، العيد التقليدي الصيني، والثاني عيد العمال، والثالث عيد الاستقلال او اليوم الوطني، وهذه الاعياد موزعة على مدار السنة.
    تقوم جميع الدوائر الحكومية والشركات بتقليص عطلة نهاية الاسبوع، للاسبوع الذي يسبق المناسبة، اي انهم يعملون طول الاسبوع ولايأخذون اية اجازة وبعد انتهاء المناسبة يعملون في عطلة نهاية الاسبوع الاخر، وبذلك يعوضون عن الايام التي اخذوها خلال فترة العيد او المناسبة، حيث انهم يجمعون المناسبة مع عطلة نهاية الاسبوع، لتشكل اسبوعا كاملا كاجازة، لكنهم يعوضون هذه الايام قبل وبعد الاجازة، وبذلك يحصل الموظف على عطلة جيدة وتضمن الدولة استمرار عجلة الاقتصاد وتتجنب خسارة كبيرة، وكلكم يعمل التقدم الاقتصادي في الصين ونسبة النمو الاقتصادي في هذا البلد التي تعد الاكثر في العالم.
    اما نحن فاجازة عيد الفطر المبارك الاخيرة فقد بلغت 10 أيام على الرغم من ان الدستور نص على ان الاجازة لمدة ثلاثة ايام فقط، ونحن مقبلون بعد نحو شهرين على عيد الاضحى المبارك الذي تبلغ اجازته اربعة ايام وفقا للدستور، واخشى أن تزيد مدة العطلة فيه على عيد الفطر ما يعني خسارة اخرى تضاف الى خسائرنا السابقة.
     علينا ان نفكر جميعا ونعمل سوية على وضع حلول جذرية لقضية العطل والاجازات لان بلدنا وشعبنا بحاجة ماسة للكثير، وعلينا أن نزيد من ساعات العمل للنهوض بواقعنا وبلدنا واعادة اعماره وزيادة النمو في الاقتصاد، خصوصا، وان العديد من العراقيين من ذوي المهن يعيشون على اجرهم اليومي، فتوقف العمل يعني توقف مدخولاتهم اليومية، ويزيد من معاناتهم في وقت نحن ملزمون كمجتمع وكدولة بتخفيف معاناة الطبقات الفقيرة.
   من هنا ارى ان الجهات المسؤولة وخاصة البرلمان مدعوة للتفكير في هذا الامر والاستفادة من تجارب الدول الاخرى، لانه من غير المعقول ان نبقى الدولة التي تمنح اطول اجازة في العالم، ووضعنا الاقتصادي بحاجة لساعات عمل اضافية، لذلك اتمنى ان تدرس الجهات ذات العلاقة مقترح الاسابيع الذهبية خلال الاعياد والمناسبات الدينية الكبيرة وتعويضها بساعات عمل اضافية من ايام عطل نهاية الاسبوع، وبذلك نحقق الهدفين معا الحفاظ على اموال الدولة وتمتع الموظف وعائلته باجازة مناسبة لاثؤثر على اقتصاد البلد.
    وارى أن يكون تعويض الايام التي تمنح في الاسابيع الذهبية على مدار الشهر اي يكون يوم السبت دوام وعمل رسمي حتى لا نؤثر على صلاة الجمعة، انه مجرد مقترح نضعه امام الجهات ذات العلاقة التي نعتقد انها لن تدخر جهدا للحفاظ على الاقتصاد وتطويره والعمل على توفير جو مناسب يضمن راحة الموظفين واسرهم.   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب