مع كل إشراقة شمس, يتدفق ذاك الشعاع, معلناَ الثورة على النوافذ, مخترقا كل الحواجز, بين انعكاس وانكسار, وعتمةً وحيود, يبقى الأمل موجود, ينتظر القادم .. فالقادم أجمل, لكن .. من يتصفح أوراق الماضي, لبعض الدول المتطورة, كاليابان والمانيا وغيرها.. يجد أن الشعب هو الذي بنى الدولة, وأسس نظامها وطورها, وتعاونوا في ما بينهم, لأصلاح ما أفسدته الحروب التي جرت على بلادهم.
الحقبة المظلمة التي مرت بها هذه البلدان, أنتجت شعباً, مقاوما للظروف المعيشية الصعبة, راح يتغلب عليها بخطى محسوبة جيداً, يبني ويصنع وينتج معتمداً على قدراته الذاتية, جعلته يؤسس نظاما سياسياً قوياً, مبني على أحترام الانسان وتوفير الخدمات له, كانت من أساسياته الاولية, هي بناء الانسان, فشرع بالتعليم, وبناء المدرارس كخطوة أولى, لصناعة جيل قادر على أن يقف على قدميه ويعتمد على نفسه في بناء الدولة, وأعمار البلاد, كان ألاصلاح جذريا وعميقا, من خلال تشخيص مواطن الخلل, ووضع الحلول المناسبة, للسير نحوى القمم, ليس أصلاحا ترقيعيا أو سطحيا, كما يحصل ألان في بلدنا.
ما أكدته المرجعية الدينية العليا في أصلاح القضاء, أنما يشير الى أهميته في أصلاح باقي مفاصل الدولة الفاسدة, لأنه من أساسيات بناء الانسان وحفظ كرامته, وأسترداد الحق – من الظالم والمفسد – لأهله, من يدقق في خطاب الجمعة الماضية, يصل الى عمق الكلام ودقة الاشارة الى مواطن الخلل, عندما تطرقت المرجعية الى المعركة المصيرية مع داعش, قالت :(إنما يقومون بالمهمة الأصعب والأسمى بهذه المعركة، وعلى الاخرين -حكومةً وشعباً- أن يُقدموا كل ما باستطاعتهم في سبيل إسناد المقاتلين ودعمهم وتقوية عزائمهم وتعزيز معنوياتهم ورعاية عوائلهم…) بينة المرجعية أن الحكومة هي المسؤل الاول في تقديم المساعدة والأسناد لذلك قدمت كلمة الحكومة على الشعب في دعم المجاهدين في سوح القتال, لكن عندما تكلمت عن معركة الاصلاح قالت (إن معركة الاصلاحات التي نخوضها في هذه الايام هي ايضاً معركة مصيرية تحدد مستقبلنا ومستقبل بلدنا ولا خيار لنا -شعب وحكومة- الا الانتصار فيها ولكنه يحتاج فيها الى صبرٍ وأناةٍ وتظافرِ جهودِ كل المخلصين من ابناء هذا الشعب) هنا أشارة الى الشعب باعتباره المعني الاول بالتغيير, أي أن الاصلاح يبدأ من الشعب حتى يصل الى الحكومة, مع الصبر الذي هو مفتاح الفرج, والتعاون المخلصين, وما نزرعه اليوم نحصده غداً.
ألم يحن الوقت ؟.. لنبدأ بانفسنا أولاً.. ثم أسرنا – عندما نحترم أنظمة المرور, ونحافظ على الممتلكات العامة, ولانرمي النفايات في الطريق, ونعمل بأخلاص – يصلح بذلك المجتمع, والشعب أجمعين.