23 ديسمبر، 2024 6:48 ص

لنرحل قبل أن يتكرر داعش

لنرحل قبل أن يتكرر داعش

مذ تحوّل مطار أربيل من عسكري الى مدني دولي بعد 2003 والمشيّد في واحدة من أروع عقارات عنكاوا في مجمل جغرافية وتاريخ اربيل تحولت انظار رجال الاعمال وكبار السياسيين وقادة الاحزاب الكبيرة الى هذه العقارات وبقية المناطق المتاخمة لها ، وعندما تم تشييد الشارع المئوي وبعده شارع ال 120 وأخيرا شارع ال 150 ..سال لعاب المشار اليهم اعلاه لكل شبر من الاراضي المحصورة بين الشوارع اعلاه ، ولعل مايتعلق منها بعقار عنكاوا أكثرها إغراءا بحكم استراتيجية موقعها..
كيف لا وان أهالي عنكاوا ومالكي هذه الاراضي يعدون مكوّن صغير ، و(حائط نصيّص) يتمكن اي سياسي او حزبي متنفذ او آغا كردي ان يتسلق عليه بسهولة ويسر دون اي تردد أو خوف ، ودون أية مسائلة أو ملاحقة قانونية أو قضائية..
وضمن هذه الاجندات الواضحة يكون التهافت على عقاراتنا أكثر وأشد تنافسا وإغراءا ..
نعم صارت اراضي عنكاوا وعقاراتها التي يتنافس السياسيين على الاستحواذ عليها محط انظار الجميع ، يتهافتون عليها كلما وجدوا فرصة ووقتا مناسبا لأنتزاعها من الفلاح وتحويلها الى مناطق وعقارات تجارية – مولات وفنادق راقية، وعمارات سكنية تدر عليهم الملايين ..
كيف لا وكلنا نعلم ان رجالات السياسة عندنا جلهم يتعاملون في حياتهم مع البازار و ال بزنس ، وليس لأسعاد شعبهم كما يعلنون ، فهم يعلنون شيء ويطبقون آخر..
هذا ماحصل فعلا حيث كان آخر ماتم الاستحواذ عليه قبل ايام الف دونم من الاراضي الزراعية من قبل ماتسمى شركة (لافا) في وضح النهار، وحتما هذه الشركه مملوكه لأحد كبار رجال السياسة والحزب الحاكم ..
هذا يعني لا احد يستطيع ان يحكي او يحتج وحتى يتظاهر سلميا وفق السياقات المتبعة هنا في اقليم كردستان ..
ففي كردستان وبموجب القانون يحق للمواطن ان يتظاهر ويحتج ويعتصم سلميا ، ولكن يمنع منعا باتا ان يطبق ذلك فعليا ، ولعل تجربة استقطاع الرواتب في كردستان العراق عن الموظفين والمتقاعدين لست سنوات متتالية خير شاهد وخير دليل على ذلك حيث تم اعتقال ومحاكمة أعداد من الموظفين المتظاهرين السلميين ممن اعترضوا على استقطاع رواتبهم..
بعد هذا الاستحواذ العلني والواضح من يتجرأ استعادة هذه الاراضي الزراعية من أنياب من أستحوذ عليها ؟..
هذا مانسميه بالتغيير المبرمج لديموكرافية عنكاوا تلك المدينة العريقة التي قدمت على مذبح الحرية قافلة من الشهداء والدماء الزكية ..
هل هكذا يكرّم ابناء عنكاوا وأحفاد أولئك الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل الحرية والانعتاق نحو بر الانطلاق لفاضاءات أرحب ؟..
هذا مانلمسه تماما اليوم .. تغيير ديموكرافية مدينتنا ، والاستحواذ على أراضينا وعقاراتنا نهارا جهارا .. لقد قلتها في الرابط ادناه إن الخطة مبرمجه ومخطط لها سلفا :-
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1006022.0
لعل سياسة الاستحواذ على أراضينا وعقاراتنا (سواءا في عنكاوا ، أو نالا، أو سهل نينوى ، أو بغداد) . إضافة الى الاصرار على عدم دفع الرواتب بشكل منظم واستقطاع نسب كبيرة منها لست سنوات متتالية خلت ، لعل هذه الامور وغيرها تقف في مقدمة الاسباب التي سببت وتسبب تفكير ماتبقى من شبابنا وشاباتنا بالهجرة والتغرب برغم تيقنهم ان الطريق ليس معبدا ولا مفروشا بالزهور . لكن في دواخلهم يدوي المثل البغدادي (شنو اللي يخليك ترضه بالمر إذا مو الامر منّ؟)..
إن بادرة الاستحواذ الاخير قبل ايام على مساحات لألف دونم من الاراضي الزراعية لفلاحي عنكاوا أرغمت مرة أخرى أعداد كبيرة من شبابنا وشاباتنا على التفكير بالهجره وكفروا بقيم التشبث بالوطن ، ولسان حالهم يقول :- لانستغرب غدا أو بعد غد نفس الجهات التي اغتصبت أراضينا وعقاراتنا أن يخرجونا من بيوتنا بالقوة ويستحوذوا على مالنا وحلالنا ، ويتركونا في العراء !! وربما يقتلوننا وعوائلنا كما فعل الدواعش بأبناء جلدتنا في الموصل وسهل نينوى وبقية المناطق التي دخلوها ..
إنها عملية محو حقيقي لهوية عنكاوا ..
إذن لنغادر قبل ان يحدث المزيد وقبل أن يتكرر داعش..