22 ديسمبر، 2024 11:34 م

لندافع عن شيعة العراق ،، كفانا تخندقا

لندافع عن شيعة العراق ،، كفانا تخندقا

من سلسلة (بناء وطن) . تنويه: البعض في العراق مازال يتحفظ على هذه التسميات او التوصيفات المذهبية باللفظ الصريح وان كانوا بشكل اقل من السابق وانا كنت احد هؤلاء ولكن صار لابد من ذلك ،، فاقتضى التنويه
اقول، لسنوات ونحن ندافع عن انفسنا – كما نظن – نحن المكون الآخر من المسلمين العراقيين او لنقل كما هو حقنا وحق كل فرد او جماعه ترى انها تتعرض للحيف ، فحتى في العائله الواحده احيانا يصطف بعض الافراد ضد طرف آخر عندما يكون هناك شعور بالظلم او عند نزاع ما ، ولاننا شعرنا -او في الحقيقه – لمسنا التهميش والاقصاء والاعتقال على الهوية المذهبية بل والقتل في بعض الفترات السوداء من هذه الحقبة و،،و،،
فقد نهض البعض منا للدفاع عن النفس كردة فعل طبيعيه لا ألوم احدا عليها ، وبالغ غيره الى حد التصادم ، وغالى الآخر الى حد الاعتداء، غير المقبول في اي حال . وانشغلنا بهذا طوال تلك السنوات العشر العجاف الفائتة .
.لنتوقف اذن قليلا ونهدا ونرى ماذا جنينا من السبيلين الآخرين (التصادم والاعتداء) هذا اولا ،، وثانيا ، لماذا ظننا كل هذا الوقت اننا وفي دفاعنا عن انفسنا يجب ان نلقي كل اللوم ونحمل كل المسؤوليه للطرف الاخر ؟ ولماذا لانتبصر في الواقع لنجد ان الطرف الآخر هو في موقع المظلوم ايضا !! وان رايناه “جمعيا” ظالما.
ولنفترضه “ظالم” الم يقل رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: “انصر اخاك ظالما او مظلوما” ؟
أليس هم اخوة لنا ؟! اليس علينا نصرتهم اي الدفاع عنهم طبقا لمفهوم الحديث ، فان كان ظالما فلياخذ على يديه او يحجزه عن الظلم على اختلاف الفاظ الروايات.،،،الى اخر النص الشريف.
فان قلت لماذا ؟! اقول لك : لان النبي لم يخرجه من وصف (الاخوة) فهو “اخاك” ظالما كان او مظلوما ، واذا تمعنا قليلا في قول آخر لامام المسلمين علي بن ابي طالب على نبينا و آله الصلاة و السلام لراينا انه قال : ان لم يكن اخ لك في الدين فهو اخ لك في الانسانيه ! وهذا للابعد .فما بالك بالاقرب ، اخ لك في الوطن (في مفهوم العصر الحديث) اذن فلننصر اخانا ظالما او مظلوما ولندافع عنه . كما دافع بعضنا عنهم في زمن النظام السابق ، نعم البعض منا او الكثير ربما ، كان يفعل اذا امن على نفسه الاذى الكبير بل وحتى بعضنا فعل ذلك مع ورود حصول الاذى -وانا لمن يعرفني كنت افعل – وقد تعرضت للمضايقات الامنية وبعض التعسف آنذاك (ولست هنا لأتهم ذلك النظام بالطائفيه التي لم تكن اصلا معروفه آنذاك) ولكنه لاخلاف انه كان دكتاتوريا مستبدا على الجميع -اختلفنا او اتفقنا في التفاصيل.
– القصد : انه آن لنا ان نفكر بان ننصر اخواننا من المكون الآخر: (مظلومين) وهم في الاغلبية الساحقه كذلك ، فلا تعتقد ان حكامنا اليوم الذين ينتسبون اليهم قد عدلوا معهم او اعطوهم حقوقهم او اصلحوا مدنهم بالقدر الذي يليق ويستحقه هذا الشعب،،مطلقا . اذن فلننصر مظلوميهم ولانضعهم كلهم في خانة واحدة . فاغلب هؤلاء يحبوننا الى الآن كعراقيين ويكرموننا حين نحل على مدنهم ضيوفا ويدافعون عنا عندما تجمعنا بهم الايام خارج الوطن في بلاد الغربة ، ولهم نفوس طيبة اصيلة ماتغيرت ، وما هم براضين اصلا عما يحدث لنا من حاكميهم وحاكمينا . ولنتوقف عن وصم الأغلبية بالتبعية الفكرية او الدينية الى اطراف خارجية .فان لهم وطنية تغلب على انتماءاتهم الدينية اغلب الوقت. ويفعلون كما انت تفعل تجاه وطنك ومواطنيك وربما افضل . والتعميم لم يكن صحيحا في اي شيء ولا في اي وقت -وانا هنا ادعو نفسي ومن لم يؤد هذا الدور سابقا ، لان الكثيرين منكم كانوا “للامانه” يفعلون الصحيح اصلا قبل دعوتي هذه ودون الحاجة اليها-
وكذلك فلننصرهم (ظالمين) وهم الاقلية القليلة او الشرذمة الصغيرة من هذا الجسم (الشيعي ) الكبير(كما لدينا نحن ايضا اقلية مثلها ).ننصر هؤلاء ايضا ولندافع عنهم ضد اعدائهم واعدائنا الذين يتلبسون لهم بلباس الصديق ويسلطونهم علينا ويصبغون الامر بصبغة مذهبية او دينية وهم في الاصل اقوام غرباء لايقربون لنا كعراقيين لا في القومية – كعرب او كرد او تركمان او غير ذلك – ولا في الوطن .
ونعلم جميعا انهم ايضا لايخلصون لهم في النصح ولا في الدعم حتى على اساس المذهب لانهم في الاصل لهم غايات سياسية توسعية خارجية يحققونها من خلال تفريق المكونين الكبيرين وحتى الاقليات في العراق .
لندافع عنهم بحجزهم عن الظلم ومجادلتهم ومحاججتهم بالقول والنصح والتحذير والارشاد ، ناخذ على ايديهم ولنحملهم على الجاده ، نوعيهم ، نذكرهم الاخوة والوطن ، نذكرهم التعايش والقانون . ولانتعب ولانكل ولانتوقف ولا نمل الى ان يؤتي ذلك ثماره ولننظر الى هذه الفئة القليلة ممن ينتسبون لهم على انهم “اخوة لنا بغوا علينا” حتى يحدث الله فيهم وفينا امرا وهو على كل شيء قدير. اذن فلنتخلى عن تخندقنا ولندافع عن شيعةالعراق ،،لأنهم ،،شيعة “العراق”.