23 ديسمبر، 2024 10:28 ص

لنحترم دماء الحشد الشعبي…

لنحترم دماء الحشد الشعبي…

بعد الأنهيار الذي احدثته مؤامرة 10 / 06 / 2014 وسقوط الموصل بيد دواعشها والأستيلاء على ثلث جغرافية العراق واصبحت بغداد في مرمى الأستسلام, تطوع اكثر من مليوني شاب عراقي من مواطني الجنوب والوسط للدفاع عن ارضهم واهلهم, كانوا كرماء في دمائهم وارواحهم, خلال ساعات وايام قليلة شيدوا جداراً من التضحيات السخية لأيقاف مد الهجين الدواعشي, ثم البدء في استرجاع الأرض التي اغتصبت بما عليها من ثروات واعراض وممتلكات, كان واجباً ان تخلد تلك المواقف الباسلة والتضحيات السخية في الذاكرة العراقية, درس في صدق الأنتماء والولاء يقتدى به.
 
كل امة ولها سماسرتها وخونتها, انها الحثالات التي لا تخلو منها امة على الأرض, حثالات امتنا الجدد كما التي سبقتها وضعها الكارهون لعراقنا ادوات لتمرير مشروع التقسيم والتحاصص, كان مفروضاً عليها (الحثالات) ان تقدم الشكر والأمتنان لمن يغسل بدمائه اوحال الأغتصاب ويرتق المتبقي من شرف الذين خذلوا الأرض والناس وفتحوا ابوابهم واعدوا اسرتهم لمرور دواعش النكاح الجهادي, لا ان يتعهروا (بزفرة) السنتهم ونتانة ضمائرهم, يفترون ويكذبون على من لبّوا نداء الوطن وحافظوا على المتبقي من كرامة الأشقاء!!, متطوعي الحشد الشعبي, هبّة وطنية متحدية في سكون مقابر قطاع الطرق, ايقظت الوجدان العراقي واعادت للأرادة عافيتها وللمبادرات الشعبية روحها, انها اليقظة التي لا تغفو ثانية والخطوات التي لا تتراجع.
 
متطوعو الحشد الشعبي, انتفاضة وطنية انطلقت من وجع الأنكسارات ومزقت الوهم الطائفي لبقايا الزمن البعثي, انها كلمة العراق التي حان وقتها ان تقال والتعبير الصادق للمتغيرات القادمة رغم شراسة النفس الأخير لمافيا الفساد والأرهاب وقوى الردة, ايتام النظام البعثي البغيض والمتواطئون معهم من بعض قيادات احزاب البيت الشيعي, قد يستطيعون تمرير بهلوانياتهم الدامية, لكن البيت العراقي لمواطني الجنوب والوسط, لهم حسابات اخرى تمنع مرورهم عبر فلتر ثأرات الشارع العراقي.
 
يستطيع البعثيون دخول المنطقة الخضراء حيث النفوذ الأمريكي وعهر العملية السياسية, يتصافحون يتصالحون يتوافقون ويتحاصصون مع تحالفي الشيعي والكردي هناك, ومن تحت غطاء المقبولية تقع الطيور على اشكالها, تتغازل تتعاشق تتلاقح ثم تنتفخ كروش ارصدتها بحمل المنقول وغير المنقول, يحدث هذا فقط من داخل ماخور المنطقة الخضراء, من خارجها تترصدهم عيون شوارع مدن الغضب العراقي, البعثيون لم يتركوا بيتاً واحداً من شمال بغداد وحتى جنوب البصرة لم يرتكبوا داخله مجزرة, انها ثارات وطنية مشرعنة بحق الشهداء والأرامل والأيتام والمعوقين والمشردين, ومن رحم المعانات ولد حشد شعبي سيحاصر دواعش البعث في عقر ثكنات حواضنهم حتى يتنفس العراقيون امنهم.
 
نسألهم وهم لا يستحقون السؤال, عندما فتحوا ابواب الموصل وبيوتها ومساجدها واحضانها وافخاذها امام الأغتصاب الدواعشي, اين كان حرسهم الوطني !! واين هو الآن, في اي جبهة يقاتل (صخم الله وجوههم) كل ما يريدونه, اكمال طريق الخيانة وايصال رسالة مشروع التقسيم الى نهايته, ومن ذات الدواعش البعثية يغزلون حرساً قومياً, ومن دولة الخلافة الأسلامية يشكلون امارة “الجماجم والدم”, ما اوسخهم لا تنضح ضمائرهم الا قذارات العمالة ولا يكفيهم المستنقع الغارق فيه الآن مكونهم الذي يدعون تمثيله, لولا احترامنا للبقية الباقية من الخيرين في مناطقهم, لكانوا حقاً مناطق الحثالات ومستنقع الخيانات.
 
سؤال ينزفه الوجع العراقي الى دولة رئيس الوزراء ورزمة وزراء ونواب البيت الشيعي, بأي حق تعرضون العراق في مزاد مستهلكات العملية السياسية, هل لديكم تخويلاً شعبياً وشرعية انتخابية لبيعه بالأقساط وتحصيل بعضكم في الأنتخابات الأخيرة لا يزن حذاء مقعد, ما هي المبيعات التي وقعتم عليها والعمولات التي حصلتم عليها في الوثيقة السياسية وبرنامج عمل الحكومة المتفق عليه كمغلوبين مع الغالب, وما حجم الضريبة التي سيدفعها العراق واين تقف اقدامكم, مع من تدعون تمثيلهم ام في (ذاك الصوب) … ؟؟؟, تتشاتمون تتنابزون تتكارهون مسكونين بالوقيعة لبعضكم, هل تنكرون فسادكم والمشين من توافقاتكم وخذلانكم لناخبيكم..؟؟.
 
“حلو” اغلبكم يدعي انه كان محكوماً بالأعدام, هل تريدون منا ان نصدق, ان صدام يحكم بالأعدام على (نسختـه), من يسرق ارزاق اهله وثروات وطنهم بالشكل الذي انتم عليه, لا يصلح الا لكتابة التقارير ان لم تكن قد كتبت, المحكومين بالأعدام فقط مخلصي (ولد الخايبة) المغيبين في المقابر الجماعية وعوائلهم يذلها العوز والقهر, ما ارذلكم جعلتم من الفساد هوية لكم ومن ثقة واصوات ناخبيكم صفقات في مزادات عواصم الأرتزاق, لقد قزمتم العراق اقلية في جيوب الصغار, هل كذبنا عليكم او لديكم اعتراض يا فخامات وسعادات وبيضات السماحات … ؟؟؟  “الله يمهل ولا يهمل” وهكذا هو الشعب العراقي, انكم تهرولون نحو لحظات العقاب كالذين سبقوكم لا تحسنون التفكير بأخطار حفر عار تنتظركم في وقت ومكان ــ ما ــ.
 
بواسل متطوعي الحشد الشعبي, هوية وطن ومواطني هوية, مقدس الثأر الذي يترصد الجلادين والفاسدين والأرهابيين والخونة, السكين ـــ وللوطن سكينه ـــ التي ستقطع اصابع من يبصم على قانون العفو العام عن القتلة, او الدواعش حرساً قومياً او يتنكر لعدالة مسائلة مجرمي النظام السابق, او يسلم ارزاق الناس وثروات الوطن لمهربي الأقليم الكردي, لمن يخذل العراق في جنوبه ووسطه ومن يساوم الذين اختاروا الأعوج طريقاً والغدر وسيلة ومن دسائس النيل من الشرف الوطني لمتطوعي الحشد الشعبي نهجاً.
 
العراقيون ومنهم ابناء الجنوب والوسط بشكل خاص, سيدافعون عن ابنائهم من بواسل الحشد الشعبي ويحذرون من يمثلهم خطأً في حكومة قطيع المقبولية, ألا يتمادون اكثر, او يتجاوزون الخطوط الحمراء في مساومة ذيول العمالة على حساب الحقيقة العراقية لمتطوعي الحشد الشعبي, حينها يحق لهم غسل العار المتراكم في مستنقع المنطقة الخضراء.