23 ديسمبر، 2024 5:43 ص

لنتكلم بصراحة عن أسباب تدني نسب النجاح في مدارسنا!/1

لنتكلم بصراحة عن أسباب تدني نسب النجاح في مدارسنا!/1

أولاً: وزارة التربية…
ليس من باب الصدفة أبداً، أن تتناول المرجعية الرشيدة بخطبة الجمعة بتاريخ 23/9/2016م، الموافق 22 ذو الحجة 1437 هجرية، موضوعاً خطيراً كمشكلة إنخفاض نسب النجاح، في جميع المراحل الدراسية، وتلقي باللوم على وزارة التربية، والمعلمين، وأولياء الأمور، فهذه الجهات الثلاث تعد أهم العوامل المؤثرة، في المسيرة التربوية ونتائجها المستقبلية، والشيء الذي جعلني أقف عنده طويلاً وأتأمله بتعجب، هو الجهة العليا المسؤولة عن عملية التعليم في العراق ألا وهي وزارة التربية!
يرى البعض أن الكتابة نوع من العلاج لإحداث التغيير، وليس المقصود الإنتقام أو توجيه نقد شخصي، بقدر ماهو نقد بنّاء، تستحصل فيه العبرة والحكمة، لعلها تفيدنا بقراراتنا لخلق واقع مشرق لأجيالنا الجديدة، التي تلاقي ما تلاقي من تحديات ومغريات لاتُعد ولا تحصى، فالحرب خطيرة جداً وأسلحتها أخطر، وتداعياتها على أبنائنا كارثية، فماذا ستفعل وزارة التربية لمواجهة هذا الخطر المحدق، فليس هناك ذريعة للصمت، مع نسب نجاح لا تتعدى ال17% للبعض؟!
وزارة التربية شأنها شأن بقية الوزارات، تعرضت لموجة من الإنتقادات، بسبب بعض سياسياتها المترهلة وغير السليمة، والتي يتساءل الشارع العراقي، حول جدوى بقائها على لائحة الوزارة، مع أن الزمن قد أكل عليها وشرب، وأولها نظام التعليم بالعراق وقوانينه البائسة، حيث من المفترض أنها قوانين وضعية، قام خبراء بدراستها وعرضها على الحكومة، فلماذا هذا الإصرار على إعتمادها، رغم الفارق الزمني الكبير الذي يوجه خطابه للخبراء الجدد، بأننا سنكتب لأجل التغيير؟!
المرجعية الرشيدة العليا طالبت وزارة التربية، بعدم التعكز على المشاكل الإقتصادية التي تمر بالعراق، فالبلد كان يعيش أوضاعاً أسوأ في زمن النظام البائد، ومع ذلك كانت الأجيال يشار لها بالبنان، وهي التي تقود حاليا المعركة في الميدان التربوي والتعليمي، لكن الوزارة كما هي لا تتطور بتطور الزمن، وما يحتاجه المعلم والطالب يراد له التطبيق، وليس الإكتفاء بالتنظير، الذي يجعل من الوزير ومعاونيه، مجرد أدوات للتوقيع باللون الأحمر لا غير!
التخطيط أساس النجاح في العملية التربوية، وهنا يأتي دور الوزير في معرفته التامة، بشروط نجاح الخطة التعليمية المعدة مسبقاً، وأبرزها توفير المدارس الجاذبة للأطفال، وليست الطاردة لهم بسبب إدارتها القاسية، وكتابها القديم، ومعلمها المتشنج الممتلئ بهمومه الخارجية، وساحة المدرسة، وقاعاتها البالية، وحدائقها القاحلة، مع أن الزمن قد تغير، والطفل يأتي للمدرسة وهو مثخن بمعلومات هائلة، قد لا يعرفها المعلم أصلاً، فكيف بالمعلم التقليدي، الذي لا يُعلم سوى بالطرق الكلاسيكية؟!
 إذا كنتَ تريد مجتمعاً واعياً، مؤمناً بوطنه، ومواطنته، ووطنيته، فعليك بتوفير بيئة مثالية لمدرسة حديثة، وملاك تعليمي متكامل، وكتب جديدة تلهم الطالب بقرائتها، ومختبرات ووسائل تعليمية متطورة، وحانوت مدرسي وفق الشروط الصحية، ومرافق صحية بعدد كاف، يوازي الإرتفاع الكبير بأعداد الطلاب، وزيادة أعداد عمال موظفي النظافة، ومنحهم مخصصات إضافية، وحديقة منسقة تروح عن نفوسهم، وهذه ليست من المستحيلات، بل تحتاج لقلوب نقية، وأياد نزيهة، وضمائر كالشموع، تحترق لأجل فلذات أكبادها!