23 ديسمبر، 2024 7:36 م

لنتكلم بصراحة،،حقيقة ماجرى بعد ٢٠٠٣

لنتكلم بصراحة،،حقيقة ماجرى بعد ٢٠٠٣

لنتحدث اليوم بطريقة اخرى ومختلفة،،عن ملابسات الوضع العراقي الشائك والمعقد،،فرصة لنتحدث بصراحة ونجري مراجعة شاملة ومحاكمة تاريخية لتداعيات سقوط النظام العراقي في نيسان ٢٠٠٣ وماتلته من ايام رسمت خارطة العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتداعياتها حتى انبثق فجر ٣١ تموز ٢٠٠١٥ العظيم،،
يتفق الجميع على ان صدام حسين قد امات الحياة السياسية بمفهومها الحقيقي داخل  العراق سنوات حكمه الطويلة المقرفة،،،،وانهك الطبقة الوسطى التي هاجر معظمها مضطرا من العراق ،ولم يبقي فيه سوى الملايين من الطبقة المسحوقة،
وعندما حدث السقوط والانهيار الدراماتيكي للنظام السياسي العراقي،،وقيام التحالف الدولي بقيادة امريكا بضخ جرعات هائلة من التقاليد الديمقراطية تلقفها الشعب على عجالة بطريقة اثرت على عملية هضمها والاستفادة من اجوائها،،كان الشعب العراقي المسكين في حالة صدمة لم يستفق منها الكثيرين حتى الان،،
لا احد كان يعلم مايجري في مطبخ السياسة الامريكي ومارسم لهذا الشعب المنكوب واي مقادير ستقع عليه،،كان الغالبية من الشعب العراقي فرحة بالخلاص ويغمرها الامل بان الغد سوف يكون افضل بكثير ،وكيف لا والعراق تحت وصاية اكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم،،وما انفك بوش الصغير يبشر انه سيجعل من العراق افضل ديمقراطية في الشرق الاوسط والعالم العربي،،
اطمأن الشعب لوعود الامريكان ،الذين جلبوا معهم مجاميع من السياسين العراقين والذين يطلق عليهم لقب المعارضة العراقية في الخارج مجازاً ،والذين اتاح لهم العيش في دول الغرب معرفة وخبرة  فيفهم حقيقة السياسة الامريكية،،والتعاطي بشكل مباشر مع عرابي احتلال العراق،،
هذا الامر مكن هذه الشخصيات وعلى رأسهم الجلبي وعلاوي والجعفري واخرين،،من تصدر المشهد والامساك بمفاتيح الاهتمام الشعبي العراقي ،بالاضافة الى القيادات التي تربت بحضن المخابرات الايرانية، التي نسقت لهم ورتبت الاوضاع بالتعاون مع جهات دينية نافذة في العراق من خلال استغلال التعاطف الديني المذهبي وشحنات الغضب والانفعال من ايام التضييق والحرمان والتهميش الطائفي الذي مارسه النظام البائد والذكريات المرة لتاريخ موغل في القدم من اضطهادات ممنهجة للطائفة الشيعية،،،
لم يتاخر دهاقنة السياسة الامريكية ابدا فشرعوا فورا  بتنفيذ خارطة الطريق الجهنمية،التي اعدت مسبقا والتي حددت ملامح الوضع العراقي السياسي المرتبك،لعقود لاحقة،،من خلال حزمة من الاجرأت المرسومة بدقة، اولها تشكيل محلس الحكم العراقي المبني على اساس طائفي وقومي،،حل الجيش ،السماح بتدمير كافة المنشات الحكومية والوزارات،،الاسراع بكتابة دستور عراقي ملغوم يعمل على تقسيم المجتمع العراقي طائفيا وقوميا،،وونجحت على اقراره دون ان يتمكن الشعب الاطلاع عليه تفصيليا وادراك خطورة الكثير من فقراته المشؤمة وتضييعه للهوية الحقيقة للشعب العراقي،،والاسراع  باقرار نظام انتخابي فاشل،،واجراء انتخابات مزيفة غير معبرة عن الواقع الحقيقي للشعب العراقي ولا تؤمن الحد الادنى من الكفاءات الازمة لقيادة العراق في ظل مرحلة انتقالية مهمة،،
كان الشعب العراقي مبتهجا ولاهيا بتحسن وضعه المادي وتمكن العائلة العراقية والموظف البسيط شراء الثلاجة والمكيف وجهاز الستلايت براتبه الشهري الذي كان لايكفيه سابقا لشراء طبقة بيض،،وكان المثقف العراقي والشخص المتنور مذهولا من هول الصدمة ولا احد يدرك تماما ماجرى وسيجري،،وكان صعبا عليه حينها الشروع بتأسيس احزاب او تجمعات سياسية فقد،كان حائرا مرتبكا ،مشغولا في ايجاد توصيف لعملية اسقاط النظام ،هل هو احتلال ام تحرير،وكان اخر شئ يشغل تفكيره ، هو الانخراط في الوضع السياسي الجديد والمشاركة في تجسيد هويته السياسية والثقافية،،لم تمهل قوى الاحتلال بقصدية متعمدة ، القوى الاجتماعية العراقية من الاستفاقة والفرصة لفهم ما يجري او سيجري،،في الوقت الذي كانت الشخصيات السياسية التي اتت مع المحتل تعمل بقوة ودراية لتأسيس مشروعها الشخصي ،دون ادراك للمشروع التدميري الكبير المرسوم للعراق ،او انها كانت مدركة له الا انها فضلت مصالحها الشخصية الضيقة،،وتماهت مع المشروع التدميري ،بسبب جشعها وعدم انتمائها الحقيقي للمشروع الوطني او رغبتها االانتقامية الا واعية والمخبؤة في الا شعور الذي دمرته سنوات الضياع والتشرذم في دول اللجوء،،
بعد ان سيطرت هذه القوى التي اتت مع المحتل على المشهد السياسي العراقي،،والتفاف الجماهير حولها لاسباب عديدة ،،وامتلاكها لعامل المال والسلطة ،وتزامن ذلك مع فورة عالمية باسعار النفط،،فبدأت تبذخ بالاموال بطريقة هستيرية فوضوية،،لا مثيل لها في العالم،،وبدأت العمل بخبث وغباء على توطيد زعامتها وتقووية نفوذها من خلال حزم من الاجرأت العبثية في التعيينات وانشاء المؤسسات الفاشلة والغير مهمة والتي لا اثر لها سوى افقار ميزانية الدولة التي كلها ذهبت ،،رواتب ونثريات وايفادات وبلاوي ما انزل الله بها من سلطان،،،وتكريس النفس الطائفي الذي تعول عليه في ضمان بقاؤها واستمرار خديعتها،،،
لقد سرقت هذه الطفيليات مستقبل وماضي الشعب العراقي الحافل بالتضحيات،،مجاميع من الجهلة عبثت بمقدرات الشعب العراقي،واوغلت في دمائه ،ومزقت نسيجه الاجتماعي وسلمه الاهلي،،وبددت ثرواته،وضيعت زهو ان يحل في ربوعه الامن والسلام،،
ان قبول الشعب العراقي فكرة ان يطلق عليه بلد محتل وان تحتل اراضيه وتسقط حكومته،وتتلوث ارضه وانهره،،لم يكن ابدا من اجل ان تأتي هذه الشراذم البغيضة وتتحكم بمقدراته،،،
لم  يكن يستحق الشعب العراقي الذي يؤمن بقيم المدنية والتحرر والانفتاح على الثقافات ،والتنوع ان تتسلط عليه مجموعة من العمائم القذرة المتخلفة، لتطبق عليه وتحيل ليالي بغداد المنيرة الى ظلام دامس بفتاوي الحلال والحرام وتحول بغداد والعراق الى اتعس من مقبرة في قندهار،،لم تستطع ١٠٠٠ ترليون  دولار،من بناء صرح واحد ذي شأن ،كمصداق على قدرة الاسلامويين في ادارة الدول،،فقتلوا الفرحة واوصدوا ابواب الامل وزرعوا اليأس في النفوس ،ليتحول عراق الرافدين وابي نواس والمتنبي والجواهري وناظم الغزالي وفائق حسن،،الى اسوء مكان للعيش،،وليكون العراق بلد الأئمة والانبياء والقيم والمثل الى افسد بلد في العالم،،وتتحول بغداد حاضرة الدنيا الى اقذر عاصمة في الكون،،،،وتضيع الموصل وصلاح الدين والانبار،،والفلوجه،،ولتبدأ صفحة اخرى من الهجرة والهروب الى المنافي هي الاقسى والاكبر،،هاجر المسيحيون،وهاجر الازيديون،وهاجر الكثير من المكونات الاخرى،واليوم مئات الالاف من الشباب العراقي يغامر بالهروب بحرا وبرا من اجل الخلاص من بلد الضياع والا امل،
اعترفوا ايها السفلة انكم سرقتم حلمنا الجميل ،وان غباؤكم وحماقتكم،وجشعكم صار مضرب مثل وتندر العالم كله
لقد استوليتم على السلطة بالخديعة والمكر،وفي غفلة من الزمن والتاريخ ليس الا،،
ستلعنكم كل الاجيال القادمة،فانتم الاسواء من الذين تسلطوا على رقاب العراقيين،،،
كما قال هيكل فيكم،،لا سياسيين ولا رجال دولة مجموعة من اللصوص استولت على بنك كبير،
او ربما كما قال احد الحاخامات اليهود،،سنسلط عليهم اراذل قومهم ليحكموهم ،حتى يأتي اليوم الذي يستنجدون بنا ويرحبون،،،
حتى بزغ فجر الواحد والثلاثين من تموز،،ليعلن الشعب العراقي عن نفاذ صبره وتفجر غضبه البركاني،بوجه هذه الوجوه الفاسدة والنظام السياسي الافسد،،،ويثبت انه شعب حي لا يموت،،
لترحل هذه الوجوه الكالحة،،ليسقط هذا التظام الفاسد،،
عاش الشعب،،عاش الثوار،،عاشت بغداد،،عاش العراق،،،