22 ديسمبر، 2024 7:00 م

لنتعلم قليلا من حزب الله

لنتعلم قليلا من حزب الله

بعد مخاض عسير امتد لثلاثين شهر، انتخب العماد ميشيل عون رئيس لدولة لبنان، الذي يمثل انعطاف سياسي، في تاريخ لبنان الحديث، كما استطاع عون أقناع الشركاء بالعمل السياسي، انه سيمنح لبنان مكانتها السابقة، في ضل ألازمة المالية التي بلغ حجم الديون قرابة 80 مليار دولار، كما اقتنع به الشركاء كرئيس، بما يمتلكه من مقبولية وله كلمة عند الخصوم الإقليميين.
استطاع السيد حسن نصر الله، من أعطاء جميع السياسيين، درسا بليغا في فن السياسة، وحفظ وحدة البلاد، بدعمه للعماد ميشيل عون، الذي تدور حوله كثير من علامات الاستفهام قبل نفيه، حتى نفي بعدها الى فرنسا، وبعد مقتل الحريري والاضطرابات السياسية، عاد عون عام 2005 من منفاه، ليمارس دوره السياسي في بلاده، حتى اثبت انه عميل للبنان وليس كما يظن الآخرين.
لو نضع بالموازين السياسية، بين العماد ميشيل عون و ما فعلة في لبنان، في ثمانينات القرن الماضي، ومع من كان تعاونه، وبين السيد مسعود بارزاني، ستكون النتيجة لصالحة البارزاني، في تاريخه ومواقفه تجاه العراق، ولا ننسى مسعود مسلم، فمن حيث المشتركات اكبر بكثير من التحديات، وحتى لو نقارن بين الميشيل عون، والسيد أسامة النجيفي، أكيد ستكون كفة النجيفي تكون أكثر رجاحة من الآخر.
حزب الله أعطى درسا سياسية، حول كيفية التعاطي مع مصلحة البلد، وطي خلافات الماضي، بدعمه للسيد عون، ليكون رئيس لبنان، بعد مخاض أكثر من سنتين، فان ميشيل عون، يمثل أجندة وفئة ليس بالبسيطة المراس، فإذا جعله السيد حسن نصر الله، في دائرة الصراع، لكان نصر الله الخاسر في هذه المعادلة.
اليوم على ساسة العراق، وبعض المهرجين في الفضائيات، الكف عن لقلقة اللسان، الذي أودت بالبلاد في ممرات ضيقة، وخسائر بشرية ومالية ليس بالبسيطة، كما أن اليوم على أعتاب القضاء على “داعش” ولنغادر الأمس كما غادره نصر الله، من اجل العراق، ونفكر برؤية إستراتيجية.