27 ديسمبر، 2024 12:02 ص

لنتركهم يقتلون بعضهم بعضا

لنتركهم يقتلون بعضهم بعضا

ضربتان على الرأس توجع كما يقال فكيف اذا كانت في أقل من يومين ؟ فبعد تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان حول جرائم الانتهاكات التي تحصل في العراق وخاصة ضد المراة , إضافة الى كشف المستورعن وجود اكثر من 4200 امراة ما زلن محتجزات بتهم باطلة وكيدية وبجريرة الابن او الاخ او الزوج , جاء تقرير نواب امريكيين في جلسة استماع في مجلس النواب الامريكي حول الوضع الدائر في العراق , اتهم التقرير وحمل رئيس الوزراء نوري المالكي المسؤولية الكاملة باللعب على الكرت الطائفي بحجة محاربته للارهاب , وانه لم ينجح او لم يكن قادر على اخراج العراق من هذه الاجواء التي يعيش بها , اضافة الى قربه من ايران واستبعاده للمكون السني من خلال عدم الذهاب الى المصالحة السياسية الحقيقية .
 اما مايثير الانتباه او لم يكن متوقعا حتى لاكثر الناس العارفين والمتيقنين  في النهج الطائفي والاستعلاء على المكونات الاخرى والانتقام الاعمى الذي تمارسه هذه الطغمة والحفنة من الفاسدين .
 اقول حتى هؤلاء لم يكن يتوقعوا هذا التحول او التغير السريع او الاستدراك بان ما يجري في العراق حاليا هو شأن عراقي داخلي ولا يحق للولايات المتحدة ان تتدخل فيه وأنها قدمت ما يكفي لهذه الحكومة وعليها ان تدافع عن نفسها , هذا يعني ان كل الحديث عن القاعدة وداعش تدعي الحكومة العراقية في مقاتلتهما هو محظ كذب وافتراء .
ان ما جاء في جلسة مجلس النواب وعلى لسان النائبة الجمهورية دانا رور اباشر حينما اعترضت على استمرار تورط حكومتها مع اناس يقتلون بعضهم البعض في اشارة الى ما يجري في محافظة الانبار, ما هو الا دليل واعتراف على ان الذي يجري في المحافظات العراقية هو ثورة الابطال ثورة التهميش والاقصاء والظلم والجور والاستهتار الذي مارسته شلة من المجرمين والعصابات الخارجة عن كل الاعراف والقوانين السماوية.
اذن المجتمع الدولي والمتمثل في منظمة هيومن رايتس ووتش ومجلس النواب الامركي فجرا  قنبلتين من العيار الثقيل هزت وطاحت بكل الاكاذيب والبالونات التي اطلقتها الحكومة العراقية بان داعش والقاعدة قد عادت لتسيطر على مناطق عراقية , والسؤال هو الى متى تبقى حكومة المالكي مستمرة في غيها وظلمها للشعب وسد آذانها بأن الذي يجري في العراق هي انتفاضة المظلومين والفقراء ؟ الم يدركوا ان من حطم ودمر واحتل هذا البلد سوف يتفرج علينا ونحن نذبح بعضنا الاخر؟ الم يعي السياسيون بعد اننا امام فوهة بركان اذا ما انفجر فوقتها لات ساعة ندم ؟ .