مما لاشك فيه إن كل إنسان يبحث عن التكامل ويطمح إليه ويسعى جاهدا لان يكون متكاملا كي يكون الخليفة الحقيقي الذي جعله الله على الأرض .
ولغرض أن يتكامل الإنسان لابد من وجود عدة أمور مهمة تسهل له عملية التكامل . وهي المجتمع الصالح والقائد الصالح وذلك لان المجتمع له دور كبير على الإنسان وفي عملية تكامله ورقيه أو تسافله وانحلاله كيف لا والمجتمع يتكون من أبي وأخي واقاربي وأصدقائي وهؤلاء قطعا لهم تأثير كبير على تصرفي وتربيتي وفي مختلف مراحل حياتي والمجتمع له من يؤثر عليه ألا وهو القائد الصالح الحكيم الذي يزن الأمور بعين العقل ويضع كل شيء في موقعه الصحيح وبحكم موقعه له تأثير كبير على الناس انطلاقا من القول المأثور ( الناس على دين ملوكهم ) .
لذلك ترى أن كل المجتمعات تقدس قادتها ورموزها الذين تعتقد أن لهم الدور الكبير في بنائها فنحن نرى حب الهنود لغاندي أو حب الأتراك لاتاتورك أو حب اليوغسلاف لتيتو والى أخره من الرموز ، علما أن كل هؤلاء وإن كانوا حقا سعوا وبقوة لأسعاد مجتمعاتهم إلا انهم يبقون أناس دنيويون نظرتهم لا تتعدى البناء المادي والاقتصادي للمجتمع لكنهم يهملون الجانب الأخلاقي إهمالا كبيرا … لماذا لان كل هؤلاء الرموز وان كانوا ذو باع طويل في السياسة أو كانوا حملة شهادات عليا إلا انهم غير معصومين .
نعود إلى مجتمعنا نحن شيعة العراق حيث نرى ما يتعرض له الفرد منا إلى الإقصاء والتهميش ونرى ما يتعرض له مجتمعنا إلى سلخ الهوية منه ونرى حجم التفرقة التي تحصل بين أبناء الجماعة الصالحة أبناء الطائفة الحقة.
قلنا قبل قليل أن للمجتمع تأثير على الفرد لكن بوجود القائد ينقلب الأمر فيكون الفرد هو المؤثر على المجتمع بقوة القائد الحكيم والصالح .
وقد علمنا أن كل القادة غير معصومين إلا قائدنا فهو معصوم ، لانه الإمام الثاني عشر ، انه الإمام المهدي (عجل الله فرجه ) وهو الحاكم المطلق لكل هذه المجتمعات . ستقول لي انه غائب .. فاقول لك لكنه موجود لان الأرض لا تخلو من المعصوم وأقول لك انه موجود يراقبني ويراقبك وينتظر منا أن نفعل شيئا … ستقول وما هو .. أقول انه القاعدة القوية المثقفة الواعية التي سيعتمد عليها الإمام ( عجل الله فرجه ) في بناء دولته العالمية دولة العدل الإلهي . إذن فواجبي وواجبك هو بناء هذه القاعدة لتعجيل فرجه الشريف وهو الوحيد الذي سينهي كل هذه الأزمات الحقيقية والمفتعلة .
اعلم يا أخي ويا ولدي انه عليه السلام ينظر إليك باعتبارك جنديا من جنوده وينتظرك إلى أن تصبح جنديا مؤهلا يعتمد عليك في حمل المسؤولية الكبيرة والعظمى .
لو التقينا أنا وأنت أصبحنا اثنين والاثنين يصبحون أربعة والأربعة تصبح جيشا . ولا أظن أن الإمام سيبقى غائبا لو جهزنا له جيشا واعيا مثقفا رجاله عقولهم عقول العلماء وقلوبهم كزبر الحديد بل اشد قوة .
هذه دعوتي لك أخي وولدي الموالي لال البيت وعنواني معروف فنحن الامل ودالتنا الصفراء تجدها مرفوعة على صدورنا وبها نتوشح هدفنا بناء الدولة العصرية العادلة فلنلتقي لعلنا نكون عند حسن ظن الإمام أرواحنا له الفداء والله ناصر المؤمنين .