23 ديسمبر، 2024 4:00 ص

لم ينج ( عراقي ) واحد

لم ينج ( عراقي ) واحد

ما مر يوم علينا في العراق إلا وكان أسوأ من قبله .. الفقر يزداد ونطاق الظلم يتوسع .. ساعة أسوأ من أخرى وجحيم يتبعه جحيم ينهش صبر الناس ويجعلهم يلتفتون إلى باب للحل أو نافذة يترقبون من نورها بصيصا كي يشفي غليلهم ويعيد لهم حقوقهم ممن ظلمهم .. العراقيون يقاتلهم كل أهل الأرض وحتى الجن يقاتلنا ويتآمر ضدنا بينما يمتلك العراقيون جميعهم .. العرب والكورد والتركمان والأيزيديين والشبك والجرجر .. قلوبا تسامح أعداءهم بابتسامة بسيطة .. يمدون أيديهم للعالم بالسلام فيرد علينا بالدم والنار والموت .. لم ينج عراقي واحد من الظلم والقهر وضياع المستقبل وضياع الممتلكات وخراب المدن منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا .. ما حكمنا إلا طغاة وبغاة فأخترقوا عقولنا ومزقوا عواطفنا ونثروا أحلامنا في سديم أسود كقلوبهم .. دخلنا العباسيون وأصبحت بغداد عاصمة للعالم ثم تحولت الى مركز لصراع المذاهب وقتال العقائد وبحيرة تطوف فوقها الفتن فضاع كل شيء ودخل المغول بقبلة من خائن عميل وتكرر دخول المحتلين البويهيين والسلاجقة والجلائريين والصفويين والعثمانيين والانكليز ثم الأميركيين وهم المحطة التي رسا فيها قطار موتنا وخراب ضمائرنا منذ
( 2003 وحتى أواخر 2019 ) سبعة عشر عاما من الشؤم والويلات ونزف الدماء ودخول المحتلين الدواعش الارهابيين إلى أرضنا الطاهرة حكمنا بها عقل موحد لكن وجوهه مختلفة .. فرق كبير بين سياسي وحاكم ومسؤول يعمل بما يفترض أن يقدمه لمن انتخبه من العراقيين الفقراء الصابرين وبين ان تحركه أياد مجهولة قليل منها معروف ومعظمها لا نعرف هويته .