18 ديسمبر، 2024 11:49 م

اليوم وعند سؤالك لأي عراقي عن مشاركته في الانتخابات القادمة من عدمها ، سيكون جوابه ، وبعد ان يشتم السياسيين والعملية السياسية والانتخابات ، احد الجوابين التاليين ، انه لن يذهب او انه سيذهب ليضع اشارة “أكس” على ورقة الأنتخاب ويعود كي لا يسرق صوته.

وان دل هذا الجواب على شيء فانه سيدل على ان المواطن العراقي يعيش في حالة من الأحباط وعدم الرضا والامتعاض والغضب الشديد من كل ما يجري في العراق ، وانه فاقد لأي أمل بالاصلاح او التغيير او التحول نحن الأفضل بل وانه فاقد للثقة بالجميع بالأحزاب وبالسياسيين وبجميع المرشحين.

ان السؤال الذي يطرح نفسه الان هو من المسؤول عن ما وصل له المواطن العراقي اليوم من هذا الأحباط ، ولماذا تحولت الديمقراطية والأنتخابات من شي جميل تقوم به الشعوب لتقرير مصيرها الى كابوس مزعج في عقول العراقيين ، ومن المسؤول عن رفض المواطن العراقي للمشاركة بهذه التجربة ، ومن المسؤول عن كل هذه السليبة التي يتعامل بها العراقيين مع مواقعهم السياسي الحالي.

وفي المقابل ووسط عزوف المواطن العراقي عن المشاركة في الانتخابات القادمة او حتى الحديث عنها ومناقشتها ، تجد ان الأحزاب السياسية في العراق مشغولة اليوم وبصورة كبيرة بالأنتخابات وبعقد التحالفات وبحملات التسقيط والتشهير الأعلامي والسياسي فيما بينها ، وكأنها هي في واد والعراق والعراقيين في واداً اخر.

ان المشكلة في الانتخابات القادمة انها ستكون “استفاء” اكثر من كونها انتخابات ، استفتاء على الوصاية الأمريكية او الأيرانية على العراق ، حيث يتصارع رجال امريكا وايران حول الرئاسة والزعامة في هذا البلد ، واما المواطن العراقي سواءً ذهب ووضع علامة أكس او لم يذهب ففي كلتا الحالتين ، ستكون نتائج صناديق الأقتراع في عقول العراقيين هي لم يذهب أحد.