23 ديسمبر، 2024 6:18 ص

لم يحدث في البصرة فقط

لم يحدث في البصرة فقط

لم تکن القنصلية الايرانية في البصرة لوحدها من تم إستهدافها بهجوم، بل تعرضت سفارتي النظام الايراني في باريس وأثينا أيضا لهجمتين مختلفتين، ومع إن الحکومة العراقية وبسبب تبعيتها للنظام الايراني سارعت في إتخاد إجراءات”إستثنائية”إنتصار لکرامة النظام الايراني التي أهدرها أهالي البصرة المنتفضون، فإن الحکومتين الفرنسية واليونانية إتخذتا موقفا روتينيا ليس إلا!

الهجوم على السفارات والتعرض لها، هو في الحقيقة من ضمن تراث هذا النظام وماقد برع فيه مع الانتباه الى أن سفاراته هي في الاساس أوکارا وبٶرا للتخطيط للاعمال والنشاطات الارهابية، کما حدث في عمليات إغتيال رموز المعارضة الايرانية ولاسيما المقاومة الايرانية في جنيف وروما والعراق خلال الاعوام الماضية بل وتحديدا کما حدث مع العملية الارهابية الاخيرة التي قادها السکرتير الثالث في السفارة الايرانية بالعاصمة النمساوية فينا من أجل تفجير التجمع السنوي العالم للمقاومة الايرانية الذي إنعقد في باريس في 30 يونيو/حزيران 2018.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد أن صارت مخططاته وألاعيبه مکشوفة ومفضوحة للعالم، وبعد أن باتت سفاراته وقنصلياته تتعرض لهجمات، فإنه يسعى لإظهار نفسه بموقف المظلوم متناسيا بأن العالم کله لم ينسى فعلته في بوينس آيرس وفي بيروت والکويت وغيرها وکيف إنه کان يقود هجمات إرهابية ضد السفارات وإن ماقد زرع بالامس من”مساوئ”و”أمور سلبية” يجد نفسه اليوم مجبرا على حصاد نتائجها.

الانشغال الرسمي العراقي بحادثة إحراق القنصلية الايرانية والتي والى جانب السفارة الايرانية في بغداد، قامتا وتقومان بدور مشبوه في البلاد، کان يجب أن يکون هناك أيضا ترکيزا على الاسباب التي دعت أهالي البصرة للهجوم عليها وليس إدانتها فقط والسعي لإلقاء القبض على المتورطين فيها بل وحتى الزعم بتورط دول أخرى في العملية، وإن الذي يجب أن تنتبه إليه جيدا الحکومة العراقية هو إن النشاطات المختلفة التي تقوم بها سفارات النظام الايراني وممثلياته صارت موضع شك وريبة وباتت تحت الانظار ولاسيما بعد ثبوت تورطها بأعمال ونشاطات إرهابية، لکن الذي يدعو للتأمل هو إنه وفي العراق يتم النظر فقط في الجانب الذي يخدم مصالح النظام الايراني ويعکس رٶيته أما خلاف ذلك فإنه يتم إهماله وتجاهله.

ليست البصرة وأهاليها لوحدهم من يکرهون النظام الايراني ويرفضون دوره المشبوه في مدينتهم وبلدهم، وإنما الدائرة باتت تتسع علما بأن الشعب الايراني نفسه في طليعة الرافضين لهذا النظام والساعين الى إسقاطه وتغييره.