حاول الكثير من متديني البلد الصادقين توجيه الشباب لمذهب معتدل فلم يفلحوا ، وحاول العقلاء توجيه شباب البلد لأخلاق معتدلة ففشلوا ، فالسيد فلان والشيخ فلان والمفكر فلان والعاقل فلان باءت محاولتهم بالفشل، فلا الدين موجود عند اغلبنا ( الدين الحقيقي ) ولا الأخلاق نلمسها بصدق، نعم الكل يتكلم بالدين وبسيرة محمد المصطفى وبخطى الراشدين وبسيرة أهل البيت ( رضوان الله عليهم جميعاً ) ولكن عندما تتم الترجمة على الأرض تتم بصورة معاكسة تماماً، ولا الأخلاق موجودة كما نسمعها من فم فلان ولسان علان ، وحين تتم الترجمة بالأفعال نجد الأقوال مجرد ( سرد فارغ ) ، لم يبق لنا إلا ملكة واحدة وهي الغيرة ( النخوة ) أو ما تسمى بـ ( الشهامة ) ، فلحد الآن لم يستخدم عراقي بمكانة مرموقة سواء كان رجل دين أو مفكر عاقل أو مصلح اجتماعي أو داعية إسلامي معتدل هذه الملكة تماما أو حتى نوه إليها شخص من العناوين الأجتماعية المذكورة آنفاً .
من المعروف عن هذا الشعب ( بكل مذاهبه وقومياته واديانه ) إنهم أكثر شعب بالعالم ( ليس تحزباً لوطني ) يقدس الغيرة ، فغيرة العراقي تدفعه يدخل في النار دون أن يفكر بأنها نار أو ربما يعتقد أنها ماء بارد، يهب كالمجنون عندما يسمع كلمة تدغدغ الغيرة، مجانين هم العراقيون بفكرة الغيرة والتي لحد الآن لم يستخدمها أي عراقي استخداماً صحيحا لنصرة البلد وأهله وبالذات عندما الأمر يتعلق بنصرة امرأة أو رجل مسن أو حتى رجل قادر أو وطن في طريقه للضياع .
سأحاول من الآن فصاعدا أن أهتم بهذه (الملكة) وأصب جهدي في التركيز على هذه الكلمة بعد أن شعرت بأن الدين أصبح (طائفة) والقومية أصبحت ( انتماء محدود ) لا استطيع أن أقنع س من الطائفة الفلانية أو ص بضرورة السير وفق النهج الصحيح ، ولا استطيع ومعي الكثير أن أقنع الناس بالأخلاق وفكرة العمل بالأخلاق الحميدة بعد أن اصبحت الأخلاق في كثير من الأحيان تُفسر سذاجة وغباء عندما يتعلق الأمر ( بشق الجفن ) فهناك من يقول فلان ( شق الكفن ) في إشارة إلى أنه لص شجاع وبائع للأخلاق وصياد فرص وصنديد اجتماعي وكسيب اموال .
لنجرب معاً آخر رصاصة لنا وآخر جوكر في سلتنا عسى أن نربح وأنا على يقين أن الغيرة عند العراقي لا تقبل التفاوض لأنها مربوطة بحالة نفسية اسمها ( حب التفاخر ) فالعراقي سواء كان بغيرة أو ممثلاً لها سيكون منفذاً ومتمسكا بأفعال أبو ( الغيرة ) حينها نربح نحن المخططون لإثارة هذه الملكة في نفوسنا عسى ولعل نعود رويداً رويداً من الغيرة وبطريق عكسي إلى الأخلاق والدين .