19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

لم ولن تتمكن الحكومة العراقية وأزلام ومليشيات القتل والقنص ولاصنام الولائية من امكانية فض الاحتجاجات!

لم ولن تتمكن الحكومة العراقية وأزلام ومليشيات القتل والقنص ولاصنام الولائية من امكانية فض الاحتجاجات!

إن الانتفاضة الشعبية العراقية الأخيرة فرزت جبهتين متقابلتين، جبهة الشعب العراقي وأصدقائه ومناصريه، وجبهة أعدائه المتحدين على الإثم والعدوان.وكما بدا واضحا أن أعداء الشعب العراقي، وهم عصبة واحدة، حتى وهم متقاتلون فيما بينهم على المكاسب والمناصب والرواتب، قد استخدموا ويستخدمون لوأد الانتفاضة كل ما لديهم من أساليب المداهنة الناعمة المرافقة للقسوة المفرطة والإرهاب , فمن جانبٍ يتفنن الرؤساء والوزراء وأعضاء مجلس القضاء الأعلى والمرجعية في إطلاق ما يخطر على بال، وما لا يخطر، من الوداعة والنعومة والسلاسة والمحبة والعطف على المحتاجين والمظلومين والمحرومين، والإغداق بالوعود بحوار وطني، ومحاسبة الذين أطلقوا الرصاص الحي، ومحاسبة الفاسدين، وتحسين الخدمات، وإقامة المشاريع لإنعاش الاقتصاد ولتشغيل حملة الشهادات العاطلين عن العمل أما على الجانب الآخر، وفي نفس الوقت، فإن المجاهدين في الحشد الإيراني وأشقياء الحكومة نازلون إلى الشارع بكل فنون الغدر والقتل والقنص والبطش بالهروات والعصي والسكاكين والرصاص الحي، مرفقة بتهديدات نارية لا تتوقف باعتقال المتظاهرين، وقتلهم، دفاعا عن الدولة، وعن الدستور، وعن الشرعية، كما يزعمون وهم يعلمون بأنهم، لو انتصر الشعب العراقي، لا مكان لهم سوى وراء القضبان أو على خشب المشانق، أو الشوارع التي كانوا يتسعون فيها في طهران وبيروت وعمان ولندن، فقط لا غير. إنهم يقولون، بمختلف اللغات والكلمات والأساليب، إما نحن وإما الشعب العراقي المنتفض ولو افترضنا أن الإيرانيين قد تمكنوا، مباشرة، أو بمليشياتهم وقنابلها المسمومة، من إسكات الجماهير، فإن الانتفاضة باقية، بالتظاهرات أو بدونها، ثابتة، وساخنة، ولن تتوقف إلا بقتل آخر مواطن عراقي مسَّه أو مسَّ ولده أو أخاه أو أو أخته أو أحد أفراد أسرته شيءٌ من رصاص القناصة والحشد الشعبي وقوات الحكومة، ليُضاف إلى الظلم المتراكم السابق، على امتداد سنين حكم الإيرانيين ووكلائهم، وستبقى الأنظار شاخصة تترقب الفرصة الثانية للانقضاض، من جديد.فكيف تنتهي الانتفاضة وقد بلغ عدد شهدائها مئة وثلاثين، وجرحاها ستة آلاف، ومعتقليها ومغيبيها لا يعرف أدادهم أحد؟.وقد أعلنها المدعو فالح الفياض، مستشار الأمن القومي ورئيس هيئة الحشد الإيراني، صريحة، فقال، “إن الحكومة تدافع عن دستور بُني بالدماء والتضحيات“.بعبارة أوضح. إن الذين كانوا جياعا وأذلة ومعدمين وعطشى إلى مال وجاه وسلطة ثم أعطاهم الإيرانيون أموال الشعب العراقي كلها، وجعلوا منهم رؤساء ووزراء وقادة وزعماء لن يسمحوا لأيٍ كان باسترجاع ما اكتسبوه بالغدر والغش والاختلاس وبالخيانة والعمالة إلا بالقوة، وبالقوة وحدها هذه الحقيقية أكدها المرشد الإيراني علي الخامنئي بصراحة كاملة، بتغريدة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بقوله “إن الأعداء يحاولون دق إسفين بين العراق وإيران”، مؤكدا أن “الأعداء يسعون للتفرقة بينهما، لكنهم عجزوا، ولن يكون لمؤامرتهم أثر ثم، وبدوره، أعلن قائد الوحدات الخاصة التابعة لقوى الأمن الداخلي الإيراني، العميد حسن كرمي، عن إرسال قوة مكونة من 7500 عنصر إلى العراق لحماية “مراسم أربعين الحسين، وهناك 4000 عنصر احتياط…إن كل هذه التصريحات والوقائع التي تكشف واقع الحال في العراق، تؤكد، وبكل وضوح،أن أي حوار وطني، كالذي دعا إليه برهم صالح وعادل عبد المهدي ومحمد الحلبوسيليس له معنى ولا منه فائدة. لأن الأمر كلَّه، من أوله إلى آخره، لوليّ الأمر الوحيد والحقيقي الذي لا يوجد في العراق فالرئيس برهم صالح، في كلمة نقلها التلفزيون، يعلق مسؤولية المذبحة التي أدارها الحشد الشعبي وقوات أمن عادل عبد المهدي على حفنة قناصين ألقى المتظاهرون القبض على بعضهم وتبين أنهم إيرانيون بأوراق رسمية. ويقول إن “المتربصين والمجرمين الذين واجهوا (المتظاهرين) و(القوى الأمنية) بالرصاص الحي هم أعداء هذا الوطن، وهم أعداء الشعب“. أما الإيرايون وجواسيسهم ومليشيات حشدهم فلا علم للرئيس بأي دور لهم في المذبحة. وليته سكت مع الساكتين ثم، وكما هو متوقع من حكام إقليم كردستان، وانطلاقا من مصالحهم الخاصة البعيدة عن مصالح أشقائهم عرب العراق، جددوا دعمهم لحكومة عادل عبد المهدي “لتهدئة الأوضاع في البلاد، ونؤيد خطواته في تجاوز الازمة الحالية, حتى أياد علاوي الذي دوخ العالم بحديثه عن فساد الحكومة وفشل العملية السياسية أعلن، هو الآخر، في بيان مشترك مع مسعود البارزاني عن عدم القبول بأي تغيير في العملية السياسية خارج السياقات والأطر الدستورية والاليات الديمقراطية ولم ينس أن يتقدم بالتعازي والمواسات الى ذوي الضحايا المغدورين في (الأحداث) الأخيرة، ويتمنى “الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، طالبا من الحكومة الإهتمام والرعاية التامة بالضحايا والجرحى وتعويض المتضررين أما المحزن العجيب الغريب فهو أن موقف المرجعية الدينية في النجف لم يختلف عن مواقف باقي المتحدين ضد الشعب العراقي. فهي تحذر من (العنف) و(العنف المتبادل)، وتتناسى ما قام به مسلحو مليشيات الحشد الإيراني من حملات قتل وحرق وتكسير واغتيال، وكأنها لم تعلم بأن أبناءها وأتباعها المتظاهرين لم يكونوا مسلحين إلا بالهتافوالأعلام العراقية وزغاريد النساء، لا يريدون سوى استرجاع حقوقهم ومحاسبة الفاسدين والفاشلين الذين كان لها اليد الأولى في تسليطهم على العباد والبلاد . يقول جلال الصغير رئيس المجلس الإسلامي “إننا سوف ننزل إلى الشارع، بكل قواتنا،لمقاتلة النواصب الوهابية والبعثيين الذين يتظاهرون ضد دولة الحسين”.وكأنه يقول إن شيعة بغداد والحلة والنجف وكربلاء والناصرية والديوانية والسماوة والكوت والبصرة ليسوا هم الطائفة التي يحكم باسمها وبأصوات أبنائها هذه هي المسألة إذن. إنهم، جميعَهم، إيرانيين وعراقيين موكَّلين من إيران، جاهزون لقتال الشعب العراقي، بكل ما لديهم من قوة، دفاعا عن وجودهم، وبلا حدود.إنهم يزرعون النهاية لظلمهم، ويمنحون الشعب العراقي القوة والجبروت لمقاتلتهم حتى النصر الأخير!!! يشهد العراق منذ مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي موجة مظاهرات خرج فيها الآلاف في العاصمة بغداد وعدد من المدن الأخرى، احتجاجا على استشراء الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة. ومع أن قوات الأمن حاولت فضّ تلك المظاهرات باستخدام خراطيم المياه، والغاز المسيل للدموع، لكنها لجأت بعد تصاعدها إلى إطلاق الرصاص المطاطي والحي، مما أسفر عن وقوع أكثر من مئة قتيل وآلاف المصابين خلال الأيام الستة الأولى منها , يتزامن اندلاع هذه الاحتجاجات مع مرور عام كامل على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عادل عبدالمهدي، اتسم بالتلكؤ في التعامل مع ملفات مهمة ورثتها من حكومات سابقة، وكان من المتوقع أن تعالجها، وخصوصا مكافحة الفساد. وهذا أبقى الحال كما هو عليه، إن لم يزده سوءاً، خلال السنة الأولى من عمر الحكومة ربما باستثناء التحسن النسبي في إمدادات الطاقة الكهربائية فقد ظل المواطن العراقي يعيش حياته اليومية وسط استشراء الفساد الإداري والاقتصادي، حسبما رصدته منظمات دولية مثل منظمة الشفافية التي صنفت العراق باعتباره أحد أبرز دول العالم التي ينخرها الفساد وكان العراقيون وخصوصا فئة الشباب وخريجي المعاهد والجامعات يتطلعون إلى تحقيق تقدم في مساعي معالجة تحديات كبرى مثل: تردي الوضع الاقتصادي، وانحدار مستوى الخدمات، وتفاقم البطالة، وتعثر جهود إعادة الإعمار، واستمرار صيغ المحاصصة بأشكالها، وارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية وهذه الاحتجاجات هي الأكثر اتساعاً مقارنة بسابقاتها في ساحة التحرير في العاصمة، أو تلك التي شهدتها مدن أخرى في الجنوب على وجه الخصوص. وتتسم بأن معظم المشاركين فيها شباب من مناطق فقيرة مهمشة ذات غالبية شيعية، فتحوا أعينهم على حكومات ما بعد 2003. ومن الواضح أنها مظاهرات عفوية لا علاقة للأحزاب والكتل السياسية وحساباتها بها، وتنبع مطالب المشاركين فيها من معاناتهم المعيشية اليومية ومع أن معظم المشاركين من الشيعة لكن ليس ثمة ثما يشير إلى أي صفة طائفية للمظاهرات وتتراوح أسباب عدم مساهمة السنة والأكراد في هذه الانتفاضة بين الموقع الجغرافي لمناطقهم وطبيعة الأحداث التي مرت بها. ويعتقد على نطاق واسع أن انضمام سكان نينوى والمحافظات الواقعة غربي البلاد (ذات الغالبية السنية) قد لا يعود بالنفع على انتفاضة بغداد (المختلطة) والجنوب (ذي الغالبية الشيعية). ويعود ذلك إلى الظروف التي مرت بها تلك المحافظات إبان سيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، خصوصا مع كثرة التصورات النمطية والاتهامات الجاهزة من قبيل: دور الإرهاب وبقايا “داعش” أو موالاة نظام البعث السابق.ولقد ندلعت مظاهرات الأول من أكتوبر مباشرة بعد التعامل الفظ مع المشاركين في اعتصامات ساحة التحرير في بغداد، خصوصا الجامعيين المطالبين بحقوق مهنية ومما زاد من زخمها وارتفاع مستوى التعاطف والتضامن معها، طريقة التعامل العنيفة دون الأخذ بالحسبان أنها شبابية عفوية واسعة النطاق لا جهة منظمة وراءها يمكن تحييدها أو المساومة معها. وما أثبت جديتها وتأثيرها الإصرار الرسمي على إجراءات مثل حجب وسائل التواصل الاجتماعي، وقطع الإنترنت، ومحاولة لجم سائل الإعلام. لكن العامل الذي أدخل المزيد من التعقيد في الموقف والارتباك في التعامل الرسمي مع الاحتجاجات دخول عناصر مارست العنف بحرق منشآت عامة وتدمير بعضها،ومجموعات مسلحة نفذت هجمات وأطلقت النار بكثافة على المتظاهرين. أما الاستجابة المتمثلة بالخطاب الرسمي وشبه الرسمي، فلم تأتِ بمستوى ما يجري إذ لم تتضمن خطوات واضحة نحو إجراء إصلاحات، بل بدت منفصلة عن الواقع وبعيدة عن الإقناع. والحلول الآنية التي صدرت عن المسؤولين الكبار لم تكن كافية لتلبية الحاجة الفعلية للإصلاح الموعود الذي يتطلب خطة عملية لتطمين مطالب المتظاهرين. لقد سرقوا نفطنا وحقولنا ونخيلنا, وتقاسموا ارضنا وأملاكنا, تسلطوا على سمائنا ومياهنا ..هتكوا اعراضنا , وشردوا اطفالنا , حرقوا مدمننا , جعلوا من بلاد النهرين أرض بؤس وخراب ودمار. فرضوا رعاعهم الى جهلتهم وحمقاهم حكماء علينا بأسم الدين والمذهب تارة , وبأسم مصائبهم وبلواهم التي جلبوها للعراق والينا تارة اخرى لم يتبجح بالخيانة والعمالة والسقوط في كلّ تأريخ العراق العظيم , حتى في زمن أعتى الغزاة والمحتلين لبلاد مابين النهرين , كما تبجح هؤلاء الرعاع الجهلة , بخيانتهم وسقوطهم الوطني والأخلاقي تحت أقدام فارس وأحذية المجرم الأرهابي قاسم سليماني.لقد تجمعوا علينا , وعلى الشعب العراقي بكلّ مكوناتهم وأسماءهم , من مرجعيات عظمى الى صغرى , ومن كيان الى مكونات شتى , بأسم الدين وبأسم المدنية والامبريالية والصهيونية , الى الممناعة والمقاومة التي نهبت قوت الشعب العراقي لتمول حروب فارس في لبنان وصنعاء وغزّة … لايستثنى أحد من هؤلاء العملاء والخونة , من الذين تأمروا علينا بأسم الله , وبأسم الدين , وبأسم المذهب . لقد أنكشفت عوارتهم منذ زمن طويل , ولجهالة فيهم وقصر نظر , ظنّ هؤلاء الرعاع الخونة العملاء , من انّ الشعب العراقي قد لبس أو اعتنق شمس مجوسهم , الى تأريخ بؤسهم الذي يشهد عليه الـتأريخ العراقي العظيم عهد نبوخذ نصر البابلي العظيم الى عهد القادسية المقدسة التي اشترك بها الحسن والحسين من ابناء علي ابن ابي طالب , تلك الملحمة البطولية التي أذلت فارس , وأدخلتها الأسلام رغما عن أنفها نعم . لا عزاء للخونة والعملاء والجواسيس وتجار الدم والبؤس العراقي , لا عزاء لكلّ عميل ومرتزق ولص عمل على ذبح الشعب العراقي وتركعيه واذلاله لقد أشعلها فتيان العراق العظماء , وأسقطوا ورقة القدسية والمرجعية الدينية التي ضحكت على ذقون الشعب على طول عقود من الزمن , وليس من زمن الاحتلال الصهيوني الفارسي الامريكي للعراق .. لقد اسقطت المرجعيات الدينية نفسها , ولقد اسقطت الأحزاب الأسلامية نفسها في المستنقع العراقي الذي لايرحم … وهؤلاء من المرجعيات الدينية الى احزابهم الدينية قد أنتهى دورهم منذ زمن بعيد في اصلاح أمّة أو قيادة شعب انّ رجال الدين والمرجعيات الدينية الى احزابهم الاسلامية , هم لايستطيعوا اصلاح عوائلهم وبيوتهم الفاسدة , فكيف لهم من التكفل بقيادة شعب, وأمة جبارة مثل الشعب العراقي , لقد انفرط العقد الذي كان يعتقد به رجال الدين الى احزابهم الفارسية في العراق العظيم … ستة عشرة عاما , وهؤلاء المجرمون الخونة لم يتركوا موبقة , او عارا , او شنارا الاّ وهم أهله في العراق المحتل … يجمعون بناتنا ونسائنا ليتزوجون بهنّ متعة .. ستة عشرة عاما وهم يستفحلون على اطفالنا بأغتصابهم أو نكح أمهاتهم من أجل دفع حاجة لعائلة عراقية فقيرة … ستة عشر عاما ومرجعية الأعظم تضع الأختام على ادبار شبابنا في كربلاء من أجل عمل عند الصافي او الكربلائي …. ستة عشرة عاما قد حول فيها محمد رضى السيستاني مصانع العراق ومؤسساته الكبرى في خدمة ايران ومشروعها الصفوي في العراق … ستة عشرة عاما ومرجعياتهم الفارسية تنشر الجهل والتخلف والأمية في عموم مناطق الشيعة الأثني عشرية … ستة عشرة عام وما زالت المرجعيات الدينية , وعلى الرغم من كفر الشعب العراقي بها , ما زالت مسلحة وتعتمر ترسانة حربية تقاتل بها دولة مثل العراق …. ستة عشرة عاما ومازال بعضهم يتحدث للشعب العراقي , وهو شريك هو وحزبه الى انصاره في ذبح العراق ورجعيته الى اذلاله في الطلب منهم في الطاعة اليه , وعدم الخروج على طاعته … وهذا الأهبل كان سببا في ضياع العراق وشعبه , الى انتشار الفوضى في كلّ سوحه وارضه المقدسة وبعد ستة عشرة عام قد أدرك شباب العراق العظيم, وفتيانه مهزلة رجال الدين الى عقيدة من يعتقد فيهم …. لقد انتفض الشباب العراقي الحي , وهذا ما كنا نتطلع اليه منذ زمن طويل …. انتفض الشعب العراقي العظيم , وترك الفقاعات الى من يتحدث بأسمه في صومعته وتسبيحاته وخبله
ان الخط السياسي المتشدد داخل حكومة عبد المهدي ازداد قوةً لأن الإصلاحات لم تؤد الى وقف الاحتجاجات وبالتالي كفة المؤيدين لاستعمال القوة المفرطة لفض الاعتصامات في الميادين وحول الجسور وفوقها صار أكبر وهذا ما يفسر تصاعد العنف بين القوات الأمنية والمتظاهرين , وان انهاء التظاهرات و الاعتصامات لا يبدو عملية أمنية خاطفة أو عبارة عن نزهة ولذلك ستحتاج الحكومة العراقية اذا قررت القيام بهذه الخطوة الى شرطين: استعمال قوات كبيرة تفوق 30 الف عنصر أمن وبدء هجوم على ميدان التحرير وسط بغداد وهو النقطة المحورية للاحتجاجات من محاور أربعة: محور جسر الجمهورية و محور ساحة النصر ومحور شارع أبي نؤاس باتجاه شارع الرشيد و المحور الرابع من فوق الجسور الأخرى السنك و الأحرار و الشهداء .. وهناك من يتحدث عن محور خامس للهجوم قادماً من شارع الشيخ عمر. أما الشرط الثاني لبدء الهجوم النهائي لأنهاء حركة الاحتجاج، فيتمثل بدعم الأطراف الخارجية الإقليمية والدولية. سيما من إيران والولايات المتحدة تقارير سياسية في بغداد أكدت وجود دور ايراني لدفع حكومة عبد المهدي لشن عملية أمنية حاسمة للقضاء على المتظاهرين المعتصمين وسط العاصمة العراقية غير ان الموقف الأميركي وفق العديد من القراءات لا يؤيد عملية أمنية عنيفة لحكومة عبد المهدي لكنه يسعى الى حل اصلاحي يجمع بين نشوء وضع عراقي بنفوذ ايراني أضعف مقارنة بالفترة السابقة وبين نهاية الاحتجاجات في بغداد ومدن جنوب البلاد بشكل هادئ. بمعنى الأميركيون لا يريدون هزيمة حركة الاحتجاج العراقية لأن ذلك يعني أن إيران وحلفاءها في العراق قد انتصروا كل المعطيات تشير الى أن الحصيلة المهمة التي تريد تحقيقها الولايات المتحدة من وراء حركة الاحتجاج العراقية هو أن لا تخرج ايران قوية ومنتصرة من الأحداث الجارية في العراق .. بمعنى لا تخرج الأطراف السياسية العراقية الحليفة للنظام الإيراني، قوية بعد أزمة عنيفة تسببت بمقتل مئات العراقيين وجرح أكثر من عشرة آلاف آخرين.واجتماع شارك فيه كبار القادة السياسيين، بمعية رجال الدين، في منزل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم في بغداد، انتهى إلى اتفاق بإنهاء حركة الاحتجاج التي تشهدها البلاد منذ الشهر الماضي، حتى إذا لزم الأمر استخدام العنف “مهما كان الثمن”. وتقوم الخطة على استمرار ضغط قوات مكافحة الشغب على المواقع التي اختارها المعتصمون في بغداد والمحافظات لنصب خيامهم، والتضييق على طرق وصول المتظاهرين إلى ساحات الاحتجاج، وهو ما دخل حيز التنفيذ في بغداد.وهناك تسريبات تشير إلى إمكانية تنفيذ سيناريو فضّ الاحتجاجات بالقوة، مستشهدين باقتحام قوات مكافحة الشغب ساحة التظاهرات الرئيسة في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوب العراق، في وقت مبكر من فجر الأحد 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، لتفريق المتظاهرين بالعنف، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى، واعتقال العشرات. وقالت مصادر محلية “عدد القتلى في عملية اقتحام ساحة الحبوبي وسط الناصرية بلغ ثلاثة”، لكن نشطاء تحدثوا عن سقوط ثمانية قتلى. ويشير هذا السيناريو إلى موافقة مشروطة من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، على تفريق المتظاهرين، شرط عدم التورط في بحر من الدماء.ويقول مراقبون إن تعمد الحكومة العراقية التشكيك في أرقام ضحايا حركة الاحتجاج التي تعلنها جهات رسمية وغير رسمية، يمثل غطاء للمضي في قتل المزيد من المتظاهرين، في ظل الحصيلة المفزعة التي كشفت عنها منظمات حقوقية، لافتة إلى أن قتلى التظاهرات العراقية منذ أكتوبر (تشرين الأول) بلغ 600، أما عدد الجرحى فحوالى 17 ألفاً.يتضمن هذا السيناريو أيضا موافقة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي يشكل أنصاره أحد أهم أعمدة ساحات التظاهر في العراق. وأفيد بأن ممثلين عنه حضروا اجتماع منزل الحكيم، وأقروا الخطة التي اتفق عليها ساسة ورجال دين لإنهاء التظاهرات العراقية “مهما كلف الثمن”. ويقول نشطاء إن خروج المتظاهرين الصدريين من ساحات الاحتجاج، ربما يضعفها، ويسهل القضاء عليها، مع خشية من أن يحدث هذا الأمر بشكل مباغت، أو وفق خطة متفق عليها.و في هذا الوقت، قلل متظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد من قيمة هذه التسريبات، وأكدوا أنهم يتلقون مثلها منذ أسابيع، ويؤكدون أنهم مستمرون في التحرير جنباً إلى جنب مع الصدريين، الذين يتولون مهام كبيرة داخل الساحة، كانت لها الدور الأبرز في إدامة زخم الاحتجاجات. ويعتقد نشطاء “مدنيون” في بغداد، أن الصدر حليف موثوق، “ولا يمكن أن يسلم رقبة الاحتجاجات العراقية للإيرانيين، الذين يريدون قمعها بسرعة، خشية تأثيرها على وضعهم الداخلي، مثلما حدث أخيراً”.وبالنسبة لهؤلاء، فإن هذه محض حرب نفسية تستهدف تخويف المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى ساحات الاحتجاج، مؤكدين أن السيستاني يقف إلى جانبهم، وقد حذر السلطات الحاكمة من الاستغراق في الدماء.وتأتي هذه التطورات، بالتزامن مع قرار لافت لهيئة الإعلام والاتصالات، وهي سلطة تابعة للدولة، مختصة بتنظيم شؤون البث الفضائي والإذاعي، يقضي بإغلاق وإنذار 14 محطة تلفزيونية محلية وأجنبية، يبدو أن تغطياتها للاحتجاجات أغضبت الحكومة العراقية. وقال مرصد الحريات الصحافية، وهو منظمة غير ربحية في بغداد، إن “قوات الأمن في العراق تلقت أوامر من السلطات الحكومية بوقف عمل تسع محطات تلفزيونية بارزة محلياً ودولياً، وإنذار خمس أخرى بسبب تغطيتها الاحتجاجات الشعبية في مدن جنوب ووسط العراق”.هناك وثيقة مرسلة من هيئة الإعلام والاتصالات إلى مكتب رئيس الوزراء ووزارة الداخلية توصي القوات الأمنية بمنع 14 مؤسسة إعلامية عراقية وأجنبية بارزة من العمل في مناطق متفرقة من البلاد بما فيها إقليم كردستان”.