سالتْ دمانا في الشموسِ تـَلَهُّبَا
لم نتخذْ ليـــلَ المذلّةِ مَهْرَبا
سِلْنا شـموعاً في الظلام ليرتوي
منا السناءُ ، إذا نذوبُ ليشربا
ساروا على درب الخنوع أراقماً
سرنا على درب البطولة موكبا
باعوا خماراً للزناة سـماسـراً
صنَّا على نهج العقيدة مَذهبا
نمشي على زهو الثبات ضياغماً
يَحْـثون في تيهِ المهانةِ أرنبا
شانوك يا (طه) ، ملأتَ بفاطمٍ
دُنيا البتولِ ، فكنتَ منها المُنْجِبا
طمسوا (الغديرَ)، وكان عهدَ رسالةٍ
تبَّتْ يدا مَنْ كذّبوهُ فكُذِّبا
عادوا على الحَدْوِ القديمِ .. تجَمَّلوا
فاسترجعوا قصدَ التفرّق حَوْأبا
سرنا على درب الصلاح لربِّنا
متتبعين خطــى النبيِّ تَعَقُبَا
سرنا على هدي الإلهِ بواسلاً
ما ضرَّ لو شانَ المسيرة من كبا
سرنا ، وقد شَدَّ الحشودَ تظافرٌ
ومناكبٌ رَصَّتْ بحشدٍ منكبا
باعوا لإبليسَ الديارَ خرائطـاً
في(داعشٍ) ضلَّ الصِّراطَ مُخَرِّبا
سقطوا على حَدِّ الفَقَارِ شراذماً
فَرَّ الجَّبانُ كما الإماءُ مُنَقَّبا
فمضيتَ بالفتوى تُرَصَّعُ كوكبا
ومضوا على غي الظليمة غيهبا
أنتَ الصِّراطُ .. مدى الزمانِ حقيقة ً
مَنْ يدنو منكَ إلى الإله تقرّبا
نزف (الحُسَيْنُ) على الفراتِ دماءَه
ونزفتَ أنتَ على الصَّلاة مُخَضَّبا
كم حاولوا أن يهدموك منائراً
لكنَّ قبرك يا (علــيُّ) تذهَّبا
وأتيتَ بالثـأرِ النجيبِ ملبيّاً
صوتَ الطفوفِ ، وقد أتيتَ مُحَبَّبا
يا أيّها (المخـــتارُ) مِنْ آياتهِ
أنْ تبلغَ النصـرَ المؤيّدَ منْقَبا
لن ينتهي (عاشورُ) .. بين صحافهِ
سفرُ البطولةِ .. ذي البطولةَ أنجبا
هذا (حُسَيْنٌ) .. ذا (الرَّضيعُ) ، و(زينبٌ)
هي هاهنا .. عن (كربلا) لن تذهبا
في كلِّ يومٍ يحظرونَ حضورَها
كي لا تعيشَ على العراق وتعقِبا
ذبحوا بـ(تكريتَ) الأليمةِ ولْدَها
في (دجلةٍ) سالَ النزيفُ وأرهبا
باقٍ عراقُ الأولياءِ .. سينجلي
عنه الغمام وكنتَ فيه الكوكبا
يا(حيدر الكرّار) أنتَ مدادُنا
ويراعُ ما قلنا ، نعيشُ لنكتبا
وتظلُّ يا صرحَ (الجَوَادِ) مسامقاً
نخلَ العراقِ لكي تباركَ مُخْصِبا
وتظلُّ يا قبرَ (الحُسَيْنِ) مرويّاً
من فيضِ نحرِكَ بالبطولة مَحْرَبا
لمّا تزلْ في الرافدين دماؤنا
تجري ، وتجري بالشهادة موكبا
يمشي عراقُ الرافدينِ مضرَّجاً
والعالمُ السكرانُ يَرْقِدُ مُتْعَبا
لمّا تزلْ (بغدادُ) تَحْمَدُ رَبَّها
وتسيرُ في جُرْحِ العروبةِ أصلبا
للقُدْسِ تفزعُ .. في دمشقَ شهيدُها
في أرضِها فـرداً يذودُ مُخَضَّبا !!!