18 ديسمبر، 2024 11:59 م

لم لا ترد سلامي..؟

لم لا ترد سلامي..؟

وانا اقف اليوم بين ملايين الحشود مررت انت الى جانبي يا ” شيبة الشهداء” نعم مررت ولكنك، لم تكن ماشيا على قدميك لتشق صفوف الأبطال الى سواتر الموت..! تختلف هذه المرة كثيراً عن المرات التي رأيتك فيها،

نعم هممت بالسلام عليك بأعلى صوتي وانا اصرخ ، فلماذا لم ترد سلامي. لماذا لم تلثمني مثل كل مرة كنت التقيك فيها وانا في تغطيتي هناك او في احد مؤتمرات تأبين الشهداء..! أولم تسمع صوتي يا قائدي. كررتها اكثر من مرة ولكنك لم ترد.. أغمضت عيني وسمعت صوت في أذني يخترق السماء وهو يقول لي .. انك شهيد..!

شهيد ..! ؟ كيف تكون شهيدا ونحن لازلنا نتنفس ياسيدي..

فتحت عيني مندهشا من هول ذلك الصوت واذا بي اراك اجزاء مقطعة تحملها اكف المشيعون في صندوق من خشب.. حاولت ان الطم بكل ما اوتيت من قوة وبكل مالدي من ذكريات توجع قلبي معك.. حاولت ان اسقط من أسفل مكاني لاعلى وجودك الابدي. الا انها الاقدار لم تعطني المساحة الكافية لاخضب بالاحتضار بين يديك سيدي..!

رحلت يا ابا الحشد وابيت ان ترحل الا وانت تتناثر شجاعة وبطولة وفداء في سماء العراق الذي طالما وطأت أقدامك الطاهرة أترابه للدفاع عن كل ماهو مقدس فيه..

رحلت نعم.. ولكنك بقيت حشرجة في صوت نساءنا التي تبكيك بكل ما لديها من شرف. رحلت وانت روحاً تعانق اطفالنا على شكل صور وضعت على صدورهم المترفة.. رحلت بين كل اهازيجنا وهوسات اهلنه ” ومزامط” الشجعان وهم يتوعدون قاتليك بأقسى رد..

الوداع وانت حسرة نبتت في قلوب كل محبيك وأبناءك في ساحات الموت..

طبت حيّا وميتا