18 ديسمبر، 2024 5:05 م

لم تتوضح الصورة للان حول امكانية وتنفيذ الانسحاب الامريكي وحيثياته وحقيقته

لم تتوضح الصورة للان حول امكانية وتنفيذ الانسحاب الامريكي وحيثياته وحقيقته

لم تتوضح الصورة للان حول امكانية وتنفيذ الانسحاب الامريكي وحيثياته وحقيقته,  وهل يرضي السياسين والفصائل المسلحة والحشد وايران ومنظري القرارات الحاسمة والمصيرية؟؟؟

رغم اتفاق واشنطن وبغداد على انسحاب القوات الأمريكية من العراق، ورغم المطالب بطرد هذه القوات وتصويت البرلمان العراقي على ذلك، إلا أن مراقبين يرون أن مختلف الأطراف ـ بما في ذلك إيران ـ لا تريد الانسحاب الكامل، فكيف ذلك؟

هل بات الجيش العراقي قادرا على مواجهة تنظيم “داعس” وملء الفرغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية؟

وأكد البيان المشترك للجولة الرابعة من “الحوار الاستراتيجي” بين بغداد وواشنطن أن “العلاقة الأمنية سوف تنتقل بالكامل إلى دور خاص بالتدريب وتقديم المشورة والمساعدة وتبادل المعلومات الاستخباراتية“.

وأضاف البيان “لن تكون هناك قوات أمريكية تقوم بدور قتالي في العراق بنهاية الحادي والثلاثين من ديسمبر / كانون الأول عام 2021.”

وأشار البيان إلى أن القواعد العسكرية التي استخدمتها القوات الأمريكية “هي قواعد عراقية تعمل وفقا للقوانين العراقية” وأن الجنود الدوليين المتمركزين في هذه القواعد كانوا فقط للمساعدة في الحرب على “داعش“.

ولم يحمل إعلان اتفاق الانسحاب أو التوصل إليه أي مفاجأة للمراقبين أو حتى للعراقيين بسبب أن الاتفاق جاء كنتيجة غير مباشرة للأحداث التي وقعت في يناير / كانون الثاني عام 2020.

ففي الثالث من ذاك الشهر، قٌتل قاسم سليماني – القائد السابق لفيلق القدس الإيراني- ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وشخصيات أخرى من ميليشيات تدعمها إيران في غارة شنتها الولايات المتحدة بطائرة مسيرة استهدفت موكبهم في مطار بغداد.

وعلى  وقع الغضب إزاء انتهاك السيادة العراقية، صوت البرلمان في أواخر يناير / تشرين الثاني على طرد القوات الأمريكية من العراق.

 بيد أن تصويت البرلمان العراقي على الانسحاب لم يكن ملزما، لكن جاء اتفاق الانسحاب الأمريكي من العراق من قبل بايدن والكاظمي لينهي فصلا من الوجود القتالي للجنود الأمريكيين في العراق.

ومع ذلك ورغم الضجة التي صاحبت الإعلان عن الاتفاق، فإنه يجدر الإشارة إلى أن الانسحاب الأمريكي من العراق ليس انسحابا كاملا على غرار السيناريو الأمريكي في أفغانستان إذ قررت إدارة بايدن الانسحاب الكامل من أفغانستان قبل الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2021.

فمن المرجح أن يشهد القرار الأمريكي-العراقي إعادة ترتيب القوات الأمريكية وتحديد دورها أكثر من خفض عددها.

ويتواجد على الأراضي العراقية حاليا قرابة 2500 جندي أمريكي.

 

الرئيس الأمريكي جو بايدن يعلن انتهاء “المهمة القتالية” لقوات بلاده بالعراق، خلال زيارة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لواشنطن (26 يوليو/تموز 20212)

وقبل زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة، وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الاتفاق الجديد بكونه ليس سوى “مسرحية دبلوماسية”، فيما انتقدت قناة “صابرين نيوز” التابعة للحشد الشعبي على منصة تليغرام الاتفاق إذ قالت في منشور: “لن يتم سحب أي جندي أمريكي…سوف يتم تغيير توصيفهم على الورق !”.

فلماذا يُنظر إلى الاتفاق باعتباره “عرضا مسرحيا”؟ يرجع هذا الأمر إلى التسامح المستمر للوجود الأمريكي في العراق باعتباره سرا لكنه مكشوف بمعنى أن كل شخص في السلطة يتفق عليه ضمنيا لكنه لا يمكنه الحديث عنه علنا.

وإن “معظم القادة العراقيين يدركون أهمية التواجد الأمريكي في العراق بما في ذلك السياسيين الذين لا يتحدثون عن الأمر علنا“.

“بشكل عام، توفر الولايات المتحدة غطاءً للتمثيل الغربي في العراق بمعنى إذا غادرت الولايات المتحدة بشكل كامل، فمن المحتمل أن تحذو دول أخرى حذوها مثل بريطانيا وألمانيا. وفي هذه الحالة، يصبح العراق بلدا منبوذا ومنغلقا على العالم“.

و أن هذا السيناريو ربما لا ترغب الأطراف الدولية في حدوثه بما في ذلك إيران- خصم أمريكا اللدود في العراق – إذ أن طهران لا تريد هذا الانسحاب الكامل بالضرورة.

و إن إيران تستفيد من أن حدود العراق في جوارها لا تزال مفتوحة على العالم الخارجي في الوقت الذي تجد فيه طهران نفسها محاصرة بالعقوبات ومنبوذة من الكثير من أعضاء المجتمع الدولي.

واكد مسؤول بارز في الحكومة العراقية ان القوات الامريكية ينظر اليها بانها تحقق توازنا وتردع ايران !!!

ويقوم النظام السياسي في العراق على أساس التوازن بين مكوناته السكانية الثلاثة الرئيسية وهم الشيعة والسنة والكرد.

ويخشى المكونان السني والكردي من أنه في حالة الانسحاب الأمريكي الكامل فإن المليشيات الشيعية المدعومة من إيران ستملأ أي فراغ أمني.

و إعلان الكاظمي أن العراق لا يحتاج لقوات قتالية أمريكية،  إن “هذا الأمر حقيقي“.

و “لكن من الناحية العملية، لا نزال في حاجة إلى القوات الأمريكية في العراق خاصة عندما يتطرق الأمر إلى المقاتلات العسكرية والغطاء الجوي. السلاح الجوي العراقي ضعيف بشكل نسبي ومن غير القوات الجوية الأمريكية، لكان العراق أكثر عرضة للهجمات الطائرات المسيرة الخارجية وأيضا سيواجه صعوبات في شن هجمات جوية ضد داعش.”

و أن “الجيش العراقي أيضا في حاجة إلى الحصول على معلومات استخباراتية أمريكية بشأن إرهابيي داعش“.

بيد أن الأمر البالغ في الأهمية يتمثل في التدريب، مضيفا “نحن في حاجة إلى ضمان أن جيشنا محايد وقوي ومحترف. وإذا تراجعت قدرات الجيش العراقي، فإن هذا الأمر سيصب مرة أخرى في صالح التنظيمات شبه العسكرية (الموالية لإيران)”.

 

أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن الانسحاب الكامل من العراق سيضر أيضا بمصالحها، وفقا لما ذكره باحثون من منظمة “راند” البحثية ومقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية في تقرير نشر في مايو / أيار عام 2020 بشأن خيارات أمريكا في العراق.

وخلص الباحثون بعد دراسة كافة الاحتمالات بما في ذلك الانسحاب الأمريكي الكامل، إلى أن أفضل الخيارات أمام واشنطن يتمثل في التوسط في أمر الانسحاب بمعنى الحفاظ على قوة صغيرة من المستشارين والمدربين.

وأشار الباحثون في التقرير إلى أن “دعم عراق مستقر وصديق يخدم المصالح الأمريكية طويلة الأمد، فضلا عن أن التواجد (الأمريكي) طويل الأمد سيحافظ أيضا على النفوذ الأمريكي في العراق وبالتالي يمكن أن يساعد في تخفيف النفوذ الإيراني والروسي وأشكال أخرى من النفوذ الخبيث“.

وتتواجد القوات الأمريكية في العراق منذ عام 2003 عندما وصل قرابة 125 ألف جندي أمريكي إلى العراق في مارس / أذار من ذاك العام بزعم تدمير “أسلحة الدمار الشامل” ليسفر الغزو الأمريكي عن الإطاحة بالرئيس الأسبق صدام حسين.

 

وعقب تولي الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما زمام الأمور في البيت الأبيض عام 2009، تعهد بسحب القوات الأمريكية من العراق إذ بدأ خفض عدد الجنود الأمريكيين بشكل مطرد.

وقال مراقبون للسياسة الخارجية في تغريدات إنه كان من المفترض “أن ينتقل دور الدور الأمريكي إلى الدور الاستشاري” منذ سنوات وحتى اليوم مثلما كان الأمر بين عامي 2007 و2009.

بيد أن ظهور داعش في العراق وسوريا عام 2014 كشف عن حاجة العراق لاستمرار الدعم العسكري الأمريكي مرة أخرى.

وفي ضوء عدم تمكن الجيش العراقي والقوات الكردية من شن هجمات دفاعية ضد “داعش” في بداية الأمر، اعتمدت هذه القوات بشكل كبير على الضربات الجوية الأمريكية لصد تقدم التنظيم.

وفي ذاك الوقت، كان عدد الجنود الأمريكيين في العراق يقترب من خمسة آلاف جندي.

وعلى وقع هزيمة “داعش” إلى حد ما فيما بعد، بدأ عدد القوات الأمريكية في العراق في الانخفاض وفي العام الماضي، قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خفض هذا العدد ليصل إلى 2500.

وبعيدا عن السياسية، فإن اتفاق الانسحاب الأمريكي الذي أعلنه بايدن والكاظمي من غير المحتمل أن يحمل في طياته تغييرا كبيرا على حياة العراقيين العاديين إذ اختفت منذ زمن طويل من المدن العراقية نقاط التفتيش التي كانت قوات أمريكية تتمركز فيها.

ففي الوقت الحالي، باتت كافة نقاط التفتيش في العراق تتمركز فيها قوات من الجيش أو الشرطة أو عناصر من الحشد الشعبي.

وبات الحديث عن الوجود العسكري الأمريكي في الشارع العراقي منحصرا على سماع أنباء عن شن القوات الأمريكية ضربات جوية أو غارات بطائرات مسيرة. ولم ير معظم العراقيين العاديين جنديا أمريكيا أمامهم منذ سنوات فقد غاب مشهد الجنود الأمريكيين من الشوارع العراقية.

 

 

وفي السابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنه “سيتم بدء سحب جزء من القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان خلال الساعات المقبلة“.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة “كريس ميلر” في بث حي أذاعه الحساب الرسمي للوزارة على (تويتر): ” البدء بسحب جزء من القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان خلال الساعات المقبلة”، مؤكداً: “سنخفض القوات الأمريكية في العراق من 3200 إلى 2500 مقاتل“.

وأضاف: ” سننفذ أوامر الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من العراق وأفغانستان“!

وفي الحادي عشر من حزيران/ يونيو 2020 أكدت الولايات المتحدة الأمريكية مواصلة تقليص وجودها في العراق، حسبما أعلنت الدولتان في بيان مشترك عقب انطلاق “حوارهما الاستراتيجي”. وحسب البيان إنّه “في ضوء التقدّم الكبير المُحرز نحو القضاء على تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، ستواصل الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة خفض العديد من قوّاتها في العراق”، من دون تقديم تفاصيل إضافيّة.

وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية نقلاً عن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن ” بغداد وواشنطن أكدتا التزامهما بانسحاب القوات الأمريكية، وذلك دون تحديد جدول زمني“.

وقال الكاظمي “جرى تأكيد الانسحاب الأمريكي من العراق لجميع القوات الموجودة، ولن تكون هنالك أية قواعد أمريكية في العراق“!

فهل ما ذكرته واشنطن منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر يقع ضمن هذا الاتفاق، أم هنالك غايات أمريكية أخرى غير واضحة المعالم حتى الساعة؟

لا شكّ أن هذه التصريحات الرسمية والتحركات العسكرية الأمريكية لها انعكاساتها الكبيرة على أرض الواقع العراقي، وربما الإقليمي!

بداية يجب أن نتفهم أن هذه التحركات العسكرية تأتي مع (ترقب) العالم لرئيس أمريكي جديد سيدخل للبيت الأبيض، وبالتأكيد ستكون أولوياته، وفريقه المرافق مختلفة تماماً عن أولويات الرئيس دونالد ترامب، الذي (أدخل) منطقة الشرق الأوسط في موجات تسونامي لا ندري متى تهدأ رغم قرب رحيل الرئيس ترامب من البيت البيضوي؟

وكذلك تأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه الضربات الصاروخية (العبثية) ضد السفارة الأمريكية ببغداد، وأربيل، وأيضاً مع بقاء أقل من سبعة أشهر على تنظيم الانتخابات العراقية البرلمانية المبكرة!

والأهم من كل هذا هو استمرار الأزمة المالية الخانقة التي يمرّ بها العراق، مع إقرار البرلمان العراقي لقانون الاقتراض الداخلي لتأمين رواتب الموظفين للأشهر المتبقية من هذا العام، وتأكيد رئيس حكومة بغداد يوم 20 تشرين/ نوفمبر 2020 أن” الحكومة ستواجه مشكلة تأمين رواتب الموظفين اعتباراً من شهر كانون الثاني/ يناير 2021“!

وأيضاً مع دخول المنطقة في أزمة غير واضحة مع اغتيال العالم النووي الإيراني محسن زاده يوم الجمعة 28/11/2020، ولا أحد يعلم ما هي تداعيات هذه العملية، التي اتهم فيها جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانية الموساد الإسرائيلي بتنفيذها؟

ومع هذه التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الداخلية والإقليمية المركبة، نتصور أن مناقشة آثار الانسحاب الأمريكي على العراق والمنطقة يمكن أن تتم عبر عدة طروحات، ومنها:

هل هذا الانسحاب حقيقي، أم تكتيكي، ولغايات سياسية؟

نعتقد أن الانسحاب العسكري حقيقي، ومع ذلك سيتم الإبقاء أعداد كافية لتأمين وحماية المصالح والمكاسب الأمريكية في العراق، وفي ذات الوقت هو خطوة للضغط على بغداد ودول الخليج، للتخويف من (الفصائل الولائية) وباقي القوى الإرهابية، وربما هو نوع من تخويف دول المنطقة من التدخل الإيراني، وبالذات مع التقارب العراقي – السعودي خلال الأيام الماضية.

هل هذه الخطورة لصالح حكومة الكاظمي؟

نتصور أن الخطوة ليست لصالح الكاظمي، وبالتالي نرى أن الانسحاب سيضعف الكاظمي في غالبية الأصعدة، وبالذات في الانتخابات القادمة، التي يحلم بها الكاظمي بتشكيل حزب، أو تكتل ما.

هل للخطوة أي تأثيرات إيجابية، أو سلبية على المظاهرات في العراق؟

هذه الخطوة ليست في صالح المظاهرات، لأن هذه الخطوة فيها (تقوية ودعم) لقوة المليشيات في الشارع العراقي، وكل ما يخدم المليشيات يضر بالمتظاهرين، والعكس صحيح.

هل ستجد بعض الكتل السياسية في البرلمان العراقي أن هذه الخطوة تعدّ نصراً لها، وبالذات بعد مطالبة غالبيتهم بسحب القوات الأمريكية بعد مقتل قاسم سليماني (قائد فيلق القدس) وأبو مهدي المهندس (نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي) بداية العام الحالي ببغداد؟

نتصور أن غالبية القوى البرلمانية الشيعية، وبالذات (سائرون -مقتدى الصدر-، والفتح -هادي العامري-، والقانون -نوري المالكي-، والنصر -حيدر العبادي-، وحتى صادقون -قيس الخزعلي- سيعتبرون هذه الخطوة نصراً لهم، ومن عوامل دعمهم في الانتخابات القادمة.

هل ستعدّ المليشيات هذا الانسحاب على أنه انتصار لها؟

نظن أن موقف المليشيات لا يختلف تماماً عن موقف القوى البرلمانية آنفة الذكر، أو ما يمكن تسميته (أجنحتها السياسية داخل البرلمان) والداعمة أصلاً لتلك المليشيات تحت قبة البرلمان العراقي، وبالتالي موقفهم واحد، وهو أنهم سيعدون هذا الانسحاب نصراً كبيراً لهم.

ما هو موقف الرئيس الأمريكي القادم (جو بايدن) من الانسحاب، وهل سيعيد تلك القوات إلى العراق، أم لديه رأي آخر، وهل ستترك (أمريكا بايدن) الساحة العراقية لإيران؟

لا يمكن التكهن بذلك بسهولة، لكن على العموم، نظن أن موقف الرئيس بايدن ليس مثل موقف الرئيس ترامب، وربما سيعيد، أو يزيد، تلك القوات ثانية ليس للعراق فحسب، بل إلى العديد من دول المنطقة!

وكذلك نعتقد أن إيران ستستفيد من هذه الخطوة، وربما، سيفتح لها الرئيس بايدن الباب للدخول ثانية للعراق، ولأداء دور جديد في العراق والمنطقة.

ميدانياً: ما هو موقف المليشيات في الأنبار والموصل صلاح الدين وغيرها، وما هي احتمالات عودة سيناريو (داعش) في الموصل لبعض المدن العراقية؟

هذا السؤال من القضايا المهمة والمقلقة في العراق، فمما لا خلاف عليه أن المليشيات ستعبث أكثر في ما يسمى (المدن المحررة) وهذا لا يخدم السلم المجتمعي العراقي.

ومن هذا المنطلق الواقعي نحسب أن خطوة الانسحاب، ربما ستعيد العديد من السيناريوهات المخيفة، سواء في محافظات  الموصل ، أو الأنبار، أو في ديالى، أو حتى مناطق حزام بغداد، وستخلط الأوراق ثانية قبل الانتخابات القادمة في حزيران/ يونيو 2021.

وقد لا تكون هذه التوقعات تتفق مع المصالح الأمريكية في المنطقة، وحينها ربما سيكون لواشنطن وطهران، بالتوافق بينهما، رأي آخر.

وربما تكون علمية اغتيال العالم النووي الإيراني، فخري زاده، سبباً لجلب المزيد من القوات الأمريكية للعراق والمنطقة، وبالذات مع احتمالية انتقام ايران من أمريكا عبر أجنحتها في العراق!

هل ستنسحب أمريكا دون الحصول على مكاسب، أو أموال؟

الواقع لا يمكن تصور انسحاباً أمريكياً دون الحصول على مكاسب آنية، أو مستقبلية، وربما ستكون هنالك اتفاقية جديدة إما مع حكومة الكاظمي، أو أي حكومة قادمة.

ما هو موقف القوى العراقية المعارضة للعملية السياسية المستمرة في العراق من الانسحاب، وهؤلاء غالبيتهم خارج العراق، وهل سيسعون لاستغلال هذه الخطوة؟

نتصور أن الغالبية العظمى من المعارضة هم من (سُنّة العراق)، وهؤلاء يعانون من هشاشة التمثيل في العملية السياسية، وسطوة المليشيات في مدنهم (المحررة)، ومن شماعة “داعش” التي ربما تعود لمناطقهم في أي لحظة، بعد أن أكدت واشنطن أن أعداد مقاتلي “داعش” في العراق وسوريا أكثر من عشرة آلاف مقاتل!

وبناءً على ما تقدم هل من مصلحة السنّة الآن حدوث انسحاب أمريكي كامل، أو كبير، وترك الميدان لكل هذه المخاطر الكافية لسحق ما تبقى منهم من الأحياء والأحرار وغير المهجرين، بعد أن قتل وهاجر وتغرب الملايين منهم؟

في تقديرنا أن أمريكا هي التي أدخلت العراق في هذا النفق، وبالتالي هي المسؤولة، وبالذات مع وجود حكومات غير نقية، عن سلامة العراقيين، وفي كل الأحوال خطوة الانسحاب ليست مريحة وبالذات مع استمرار حالة اللادولة في العراق!

في كل الأحوال نتصور أن أمريكا ستكتفي ببضع قواعد في العراق، وبالذات قاعدة (عين الأسد) الاستراتيجية في الأنبار، غربي العراق، وقاعدة (الحرير) في أربيل، في كردستان العراق، وربما قاعدة التاجي ببغداد، فضلاً عن (القاعدة الدبلوماسية) المتمثلة بالسفارة الأمريكية التي تعدّ السفارة الأكبر في الشرق الأوسط، أو العالم.

وعلى كل حال أمريكا لن تترك العراق بدون ضمانات آنية، أو مستقبلية لأننا لا يمكن أن نتصور أنها بذلت وقدمت كل هذه التضحيات لوجه الله تعالى، بل هي قامت بذلك طبقاً لخطط استراتيجية؛ ولهذا لا يمكن تبديد هذه المخططات بسهولة كما يتوهم البعض دون أي مكاسب استراتيجية لواشنطن!

الخلاصة هي أن العراق من الدول المهمة بالنسبة لواشنطن سواء بسبب موقعه الاستراتيجي، أو لتماسه المباشر مع إيران، أو لغير ذلك من الأسباب ولهذا ستبقى أمريكا في العراق، ولن ترحل عنه بسهولة، على الأقل في الآجال القريبة والمتوسطة المرتقبة.

 

بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان جاء دور العراق. فبعد زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للبيت الأبيض ومحادثاته مع الرئيس جو بايدن، تم الإعلان عن انسحاب جميع القوات القتالية الأمريكية من العراق بحلول نهاية هذا العام في إطار “الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق “.

ويتبادر إلى الأذهان سؤالان ملحان هما: ما تداعيات ذلك على الأرض، وهل يفتح هذا الباب أمام عودة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، الجماعة التي أرهبت معظم الشرق الأوسط واستقطبت مقاتلين جهاديين من أماكن بعيدة مثل لندن، وأستراليا؟.

بعد 18 عاماً من الغزو الأمريكي للعراق، لم يتبق للولايات المتحدة سوى 2500 جندي نظامي في العراق، بالإضافة إلى عدد محدود من القوات الخاصة التي تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية“.

تتركز القوات الأمريكية حالياً في ثلاث قواعد فقط، وعددها شيء لا يذكر مقارنة بالقوة التي بلغ قوامها 160 ألفاً عند إحتلال العراق عام 2003.

وتتعرض هذه القوات لهجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل المليشيات المقربة من إيران.

 

 

فيما يلي بعض الحقائق والارقام عن الانسحاب الامريكي التدريجي من العراق:

تواريخ هامة في الاتفاق الامني الثنائي الذي أبرم عام 2008 :

* 31 ديسمبر كانون الاول 2011 – انسحاب القوات الامريكية الكامل من العراق

* 30 يونيو حزيران 2009 – انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية

* الاول من يناير كانون الثاني 2009 – عودة السيادة للحكومة العراقية بحيث لم يعد بمقدور القوات الامريكية التحرك من جانب واحد وباتت ملتزمة بالقوانين العراقية.

الجدول الزمني الذي وعد به أوباما:

* 31 اغسطس اب 2010 – انتهاء العمليات القتالية الامريكية

الاول من سبتمبر ايلول 2010 – يجب أن يكون عدد القوات الامريكية قد انخفض الى 50 الف فرد

تغيير اسم العملية:

* في الاول من سبتمبر يتغير اسم المهمة العسكرية الامريكية بالعراق من عملية حرية العراق الى عملية الفجر الجديد.

رحيل القوات:

* انخفض قوام الجيش الامريكي قبل بضعة أيام من انتهاء العمليات القتالية الى نحو 49700 فرد. وسيبقى العدد عند هذا المستوى حتى الصيف القادم على الارجح وفقا لما ذكره القائد الامريكي الجنرال ريموند اوديرنو.

* ستركز ستة ألوية باقية في العراق ويطلق عليها ألوية ” النصح والمساعدة” على التدريب والشراكة مع الشرطة والجيش العراقيين. ولا يزال نحو 4500 من أفراد القوات الخاصة الامريكية بالعراق وسيواصلون مساعدة القوات العراقية في عمليات مكافحة الارهاب.

* كان عدد الجنود الامريكيين في عام 2007 في أوج زيادة القوات 167 الفا فضلا عن عدة الاف من دول أخرى مثل بريطانيا.

ما الذي تم اخراجه او نقله:

* معدات عسكرية تتجاوز قيمتها 1.25 مليار دولار

* 120 الف جندي

* 40 الف مركبة ومركبة مجنزرة

* اكثر من 1.5 مليون قطعة من المعدات بين يونيو 2009 واغسطس 2010

* اكثر من 900 الف قطعة من المعدات تزيد قيمتها عن 151 مليون دولار بينها مركبات ومعدات اتصال تم نقلها لقوات الامن والوزارات العراقية

* تم التخلص من اكثر من 34 مليون رطل من “الخردة” على مدى العام المنصرم

* تم التخلص من 32 مليون رطل من النفايات السامة

* أعطيت نحو 180 الف قطعة من المعدات مثل الشاحنات المدرعة ومعدات ازالة الالغام للقوات الامريكية التي تقاتل حربا متفاقمة في افغانستان

كيف تم الاخراج او النقل:

* سارت القوافل العسكرية الامريكية باتجاه الجنوب لاشهر خاصة في الليل من العراق الى الكويت.

* تم نقل أعداد كبيرة من القوات في طائرات سي-130 الى الكويت.

اغلاق القواعد العسكرية او نقلها:

* تم اغلاق 82 بالمئة من القواعد العسكرية الامريكية التي تجاوز عددها 600 في احدى المراحل او نقلها للحكومة العراقية.

* هناك شراكة حاليا بين القوات الامريكية ونظيرتها العراقية في 56 قاعدة بأنحاء العراق.