7 أبريل، 2024 3:13 ص
Search
Close this search box.

“لم تتم محاكمة المسؤولين عن مذبحة 20 يناير في العاصمة الاذربيجانية باكو”

Facebook
Twitter
LinkedIn

يناير الأسود Qara Yanvar ويعرف أيضاً بمذبحة كانون الثاني، مذبحة ارتكبت بحق متظاهرين أذربيجانيّين من قبل الجيش السوفييتي في 20 يناير عام 1990، حينما مزق الجيش الاحمر السوفييتي باكو . قبل 31 عاما، وفي منتصف ليلة العشرين من شهر يناير لعام 1990، ارتكبت القوات السوفيتية أكبر مجزرة لها في ذلك الوقت بحق المدنيين الأذربيجان، وفتحوا نيران أسلحتهم في كل اتجاه وقتلوا وجرحوا المئات من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ العزل.ووفقاً للتقديرات الرسمية فقد لقي 133 إلى 137 مدني أذربيجاني حتفهم، وجرح اكثر من 800 شخص، تعتبر هذه المجزرة الميلاد الحقيقي للجمهوريّة اذربيجاني حيث نال اتراك اذربيجان استقلالهم الوطني.
مر عام آخر على يوم الاسود “20 يناير الدامي” ، وهو اليوم المدون بدم اتراك اذربيجان يوم مجيد مؤلم في الصفحات التاريخ الشعب الأذربيجاني المسلم !
لقد مرت 31 سنة على تلك المأساة الرهيبة التي عصفت بقلوب شعبنا.
في ليلة 19-20 كانون الثاني 1990 استشهد الكثير من شهداء الحرية والاستقلال بدم بارد من قبل الجيش السوفيتي الاحمر الملطخ بالدم وباضطهاد وتعذيب غير مسبوق للمطالبين بالحرية والاستقلال الوطني !
يقول المحلل السياسي وخبير في العلاقات الدولية الاستاذ مير سامير مامادوف : بأمر من العصابات الطشناق الأرمينية ،بأمر وتوصيات من زوجة الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف الأرمنية الاصل وبأمر من الزعيم الأذربيجاني المحلي آنذاك فازيروف ، وبحجة “إعادة النظام إلى المدينة” اقتحم الجيش السوفيتى المدينة بوحشية بالغة، محاولاً سحق حركة التحرر التي كانت تحظى بالتأييد وبالزخم، وأباد الجيش وسحق بالدبابات والمدافع الرشاشة كل شىء في المدينة.
حسب قول مامادوف : بان وزارة الدفاع اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ارسلت أكثر من 35000 جندي روسي أرمني مدربين تدريبا خاصا ،و من القوات ALFA ، و KGB تسللت مجموعات من العناصر الفا الاستفزازية إلى باكو من جميع الجهات وقتلت المدنيين المسالمين الأبرياء بوحشية غير مسبوقة تم تنفيذ العملية العسكرية التي أُطلق عليها “الضربة” ضد الحركة المعادية للسوفيت، والمؤيدة للديمقراطية والتحرر في أذربيجان، بموجب حالة الطوارئ التي أعلنتها اللجنة التنفيذية الدائمة العليا لعموم الاتحاد السوفيتى ووقع عليها الرئيس جورباتشوف، وتم تطبيقها حصرياً على جمهورية أذربيجان.
هؤلاء الارهابيون المجرمون من عناصر الجيش الاحمر ذات التاريخ الاسود المعروف لهم ,الذين هاجموا المدنيين في باكو بوحشية ونفذوا واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية دموية في تاريخ الشعب الأذربيجاني في القرن الماضي . حيث قُتل المئات من المدنيين ، وأصيب أكثر من 800 ، وفقد الكثيرون نتيجة هذا الهجوم البربري الرهيب في عموم اذربيجان وفي باكو خاصة .
كانت مأساة 20 كانون الثاني (يناير) واحدة من أكثر الجرائم دموية في تاريخ البشرية واظهرت وحشية جمهورية روسيا السوفياتية انذاك المؤيد للأرمن والكراهية تجاه اتراك اذربيجان.
في ذكرى هذا اليوم الرهيب المؤلم ، المكتوب بالدم في ذاكرة الشعب الاذربيجاني ، هو اليوم الذي صنع فيه الشعب الاذربيجاني تاريخًه المجيد بدماء شهدائه الابطال شهداء العزة والتضحية والوطنية.
كانت 20 يناير بداية السجل البطولي لأذربيجان نحو الحرية والاستقلال.
لا شك أن الشعب الاذربيجاني مدينون بحريتهم واستقلالهم الحالية لشهداء 20 يناير الاسود.
إن الهجوم المفاجئ للجيش الاحمر السوفياتي ضد الشعب الأذربيجاني بالعربات المدرعة الثقيلة والدبابات التي كانت تصنع مدة 70 عامًا في اذربيجان،دمر باكو اولا وأطلق منها النيران بوحشية على المدنيين الاذربيجانيين وقتلهم وسحقهم تحت الدبابات بدم بارد ,لم يستطع الشعب الاذربيجاني أن يفعل شيئًا سوى أن يحتمل ويصمد ويقدم التضحيات بدماء الشهداء الابرار .
هكذا نال الشعب الاذربيجاني استقلاله وحريته وكرامته ,بفضل شهداء 20 يناير الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة. وبعد 70 عاما من الحياة القاسية والقمعية في ظل نظام قمعي ودكتاتوري ذاق الشعب طعم الحرية والاستقلال الوطني !
الذين ضحوا من اجل الحرية والاستقلال للشعب الأذربيجاني باستشهادهم وتضحياتهم ، سيبقون في قلوب وضمير الشعب والاجيال المستقبل إلى الأبد ,وسيظلون دائمًا في ذاكرة الشعب الاذربيجاني التواق للحرية والكرامة سينحني لهم الاجيال باحترام وفخر وسيعيشون في تاريخ الشعب الاذربيجاني إلى الأبد!
فالأحداث المأسوية للعشرين من يناير عام 1990م لم تضعف إرادة الشعب الأذربيجاني ورغبته في الحرية والاستقلال، بل عملت هذه الأحداث على التكاتف الأذربيجاني في مقاومة المحتل ودفعت عملية التحرير الوطني بقوة إلى الأمام حيث تكلل ذلك باستقلال أذربيجان عام1991م.
ولكن بقي المجرمون طلاقاء من دون عقاب امام العدالة الانسانية …
لم تتم ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻋﻦ ارﺗﻜﺎب تلك الﺟﺮاﺋﻢ …ولم يساق المجرمون المسؤولين عن جرائمهم الى محكمة اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻛﻲ ﺗﺘﻢ ﻣﺤﺎكمتهم..
بل بلعكس المجتمع الدولي،بدلا من محاكمة المجرمون ,منح ميخائيل غورباتشوف آخر رئيس للاتحاد السوفيتي، جائزة نوبل للسلام، رغم أنه المتسبب الرئيسي في تلك المذبحة، ان إزدواجية المعايير لعبت دورا سلبيا في ماسي الشعب الاذربيجاني ،علما ان غورباتشوف نفسه اعترف عام 1995، بخطئه في إعلان حالة الطوارئ في أذربيجان والسماح بالأحداث أن تسير إلى هذا الشكل الدامي في باكو .
رحمة الله على شهدائنا الابرار !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب