ذكرنا سابقاً انه كلما طال الزمن كلما قدسنا أشخاص لم يعطيهم الناس من حولهم أي قدسية .. والحسين بن علي بن أبي طالب هو ليس فقط لم تعطيه الناس من حوله أي قدسية ، وانما عندما قرأت التاريخ لم أجد في ال ٥٠٠ سنة الأولى من ظهور الاسلام شخصاً كأن يكون شاعراً ، حاكم ، قائد ، جندي ، طبيب ، مؤرخ ، أو تاجر اسمه الحسين أو حسين !!!
لو ذهبنا الى مجتمع مكة والمدينة في عهد الرسول محمد (ص) والخلفاء الثلاثة لوجدنا أن علي والحسن والحسين قد أطلقوا أسماء أبو بكر وعمر وعثمان على البعض من أبنائهم .. ولكن العكس ليس صحيحاً ; أي لم يطلق أبو بكر وعمر وعثمان اسم علي والحسن والحسين على أي من أبنائهم .. بل حتى لم أجد اسمي الحسن والحسين في أبناء جعفر وعقيل بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وعبدالله بن عباس!!
هل المعلومات أعلاه توحي ان النبي محمد قد قال يوماً للناس ان الحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة ؟؟ الجواب قطعاً كلا ، فالتناقض واضح ; شي ما راكب على شي !! لنفترض ان الرسول قد قالها .. كم امرأة في المدينة ولدت خلال ٤٨ ساعة بعد قول الرسول ان الحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة ؟؟ كثير ، لكن لم يسمي أحد من الصحابة ولده اسم الحسين أو حسين .. ليس فقط بعد ٤٨ ساعة وانما حتى بعد ٤٨٠ سنة لم نجد أثر لهذا الاسم … ألم تقل العرب البعر يدل على البعير والأثر يدل على المسير … فما الذي جرى حتى تعتبر الناس التي جاءت بعد ١٠٠٠سنة من وفاة الحسين ان الكون
كله يدور “باصبع” الحسين !!! … الحمد لله على نعمة العقل .
