23 ديسمبر، 2024 5:34 ص

لمْ يكُن الصُّبح الصّادِق الَّذي أشرَقَ ولا الَّذي غرَّدَ العِندَليب

لمْ يكُن الصُّبح الصّادِق الَّذي أشرَقَ ولا الَّذي غرَّدَ العِندَليب

التهديد الأميركي قبل نحو نصف قَرن مِنَ الزَّمَن الخؤون، لعرب الخليج المُتشرذم بغباء عداء ضِفة الخليج الشَّرقيَّة والعِراق والشّام، بَدَأَ به وزير الخارجيَّة الأميركي الأشهر «هنري كسنجر» بعد قطع الملك السَّعودي القتيل فيصل للبترول عن الغرب وأميركا إبّان حرب تشرين عام 1973م بأنَّهم سيدفعون كُلّ سنت حلبوه مِن ريع النِّفط في يوم من الأيام.

 

وجاء استحقاق هذا اليوم، مع الرَّئيس الأميركي العلج ترمب الذي حصل على الجزية نحو نصف تريليون دولار خلال زيارته التاريخية الاُولى للخليج مِنْ آل سَعود عن أيدٍ وهم صاغرون. وقانون جاستا هدفه الاستيلاء على الاستثمارات السَّعوديَّة في أميركا كتعويض عن غزوة 11 أيلول الأسوَد الأميركي سَنَة اُولى ألفيَّة ثالِثَة 2001م.

 

لمْ يكُن الصُّبح الصّادِق الَّذي أشرَقَ ولا الَّذي غرَّدَ العِندَليبُ، إنَّه الأشعب الَّذي لا يشبع الأميركي القبيح الفظّ ترمب يقول في إحدى تغريداته قبل وصولِه «البيت الأبيض»: «يجب على حُكّام العرب أن يدفعوا مليارات كثيرة للولايات المتحدة مقابل دفاعنا عنهم، ومن دوننا يسقطون» ولَمْ يردَّهُ مُستنكرَاً رافضَاً فورَاً، سوى رئيس حكومة العِراق الرّافضي، وفي تغريدة أُخرى، يقول ترمب: «هؤلاء لا شيء سوى أبواق فارغة ومتحرشون وجبناء. لديهم المال وليست الشَّجاعة». وفي تغريدة أُخرى: «أخبروا حُكّام العرب بأننا نريد النِّفط مجاناً على مدى عشر سنوات مقبلة وإلا لن نحمي طائراتهم الخاصة.. ادفعوا». ثم يسخر: «هل ترون كيف تلاعبت بعض الأقطار العربية بزعمائنا السياسيين الأغبياء جداً كي يحموها من الدّولة الإسلامية؟، لماذا لا يدفعون؟» وفي إحدى تغريداته ذكرَ الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة البعبع الإيراني ليُسوّق ابتزز العرب على طريقة برزاني النقشبندي، فيغرّد في الغبش: «نحن نستعد لحماية بعض الأقطار العربيَّة مِنْ إيران وآخرين عن طريق إرسال البوارج الحربيَّة. كم يدفعون مقابل هذه الحماية؟» ثم بعد وصوله إلى السلطة: «أنتم تجنون مليار دولار يوميَّاً مِنَ النِّفط وتنشدون مُساعدتنا لحمايتكم، لهذا لا بُدَّ أن تدفعوا بسخاء.. لا مُجاملات!». ويُذكّرهم بضعفهم في تغريدة استفزازية بأن « يقاتلوا حروبهم الخاصة وهم لن يفعَلوا، لهذا يجب أن يدفعوا لنا ثروة مُطلقة لحمايتهم، سيَّما وأن ثرواتهم الضَّخمة بالتّريليونات». وفي تغريدة أُخرى خاطبهم بعبارات احتقار: «أُريد أن أعرف الَّذين نساعدهم كم مُستعدون للدَّفع ثمناً لحفظهم من الانقراض الكُّلي.. ادفعوا الآن!».

 

ادفعوا الفدية الدِّيَّة!.. ذُلُّكُم أقرَب إلى التَّقيَّة، يرحمكُم الله!.