17 نوفمبر، 2024 5:47 م
Search
Close this search box.

لمَ لا تتوضأون قبل أن تكتبوا؟!…

لمَ لا تتوضأون قبل أن تكتبوا؟!…

منذ ايام عدة كنت ضمن مجموعة منتخبة من المثقفين والاكاديمين، ملبي دعوة  واحد من كبار الشخصيات الدينية والسياسية،  الدعوة جاءت في سياق مناسبة دينية يقيمها سنويا، في هذا اللقاء الحميم دار حديث عريض طويل تناول مواضيع شتى ، لكنها كانت جميعا في مدار موضعنا الأساس..الكتابة والممتلقي، ولم يخرب هذا الحديث الذي وجنا فيه أنفسنا ألا إستطراد ليس في محله لأحد الإخوة الحاضرين، سرعان ما تداركناه وعدنا الى ما جئنا من أجله: حديث الفكر والكتابة…..
وتحدث الجميع، تقريبا بلا أستثناء،سيما أن اغلب الجالسين هم ممن يتوفرون على ملكات إبداعية أو لهم باع طويل  في هذا المجال ( الكتابة)، فيما البعض الأخر من المواضبين بشكل يومي على قراءة الصحف، وقلة هم المستمعين لكلا البعضين إن صح الوصف.
بين هذا وذاك وصل بنا الحديث الى كتابة المقال او العمود او التقارير الصحفية، كان حديثا مهما وممتعا في آن حتى أن الليل أخذنا دون أن ندرك كم أمضينا في هذا الحديث .
وحانت ساعة تحدث بها صاحب الدعوة، وكنا ننتظر ذلك، فهو من هو من المقام .. وساد المجلس هدوء لذيذ،  وصمت من في المجلس بالكامل وكأنما على رأسهم الطير!! ولا أكتمكم أن في داخلي كانت تعتمل عدة تساؤلات وقلت في داخلي،( سوف يتحدث عن آيات  قرآنية  قد قرناها او عن حديث نبوي شريف قد سمعنا به) لكن بكل هدوء اختصر كل ما دار بيننا من حديث ثم قال من يريد ان يكتب عليه بالدرجة الاولى ان يتوضأ ويجعل عمله خالصا الى وجه الله وفي هذا الكلمات اختتم المجلس..
وبقيت تلك الكلمات في داخلي تبحث عن جواب واضح!!  كيفية الوضوء وما علاقة  الوضوء بالكتابة؟ وماهي نية الوضوء؟ الحقيقة امرا محيرا بالنسبة لي.
بعد مرور عدة ايام بدء الماراثون والسباق الانتخابي لانتخاب أعضاء مجالس المحافظات،  وبدا الكل يدلي بدلوه واختلط الحابل بالنابل وصارت الأمور شبه معقده اذ لم تكن تعقدت،  وبدأت الأقلام تكتب لهذا او ذاك البعض سارع ليتهم الآخرين وينسب لهم أمور ما انزل الله بها من سلطان،  والبعض سخر قلمه للكذب والبهتان والافتراء على الآخرين والوعود الكاذبة والشعارات الرنانة التي لا يصدقها حتى كاتبها،  والبعض سخر نفسه وقلمه من اجل دنيا غيره للتظليل على البسطاء من يقرئون ويشاهدون ولا يميزون بين الصالح والطالح.  وقال تعالى  (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد) حينها تذكرت ما قاله ذلك الشخص، وتذكرت أيضا مقاله،  جوزف غوبلز وهو وزير الإعلام النازي، في زمن هتلر عندما قال لهتلر : أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي

 

أحدث المقالات