23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

لمَ تحارب السعوديةُ وقطرُ سوريةَ !؟

لمَ تحارب السعوديةُ وقطرُ سوريةَ !؟

سؤالٌ لم يُسأل يوما بدافع معرفة الحقيقة المجرّدة . ولم يُجب عليه بحيادية وموضعية وعلمية بعيدا عن السياسة . دعونا اليوم نطرح هذا السؤال ونحاول الاجابة عليه بحيادية وعلمية مستندة الى الوقائع على الارض , ولنترك كل الاسئلة المغرضة والاجوبة السياسية .
هل تحارب السعوديةُ وقطرُ الحكومةَ السورية من اجل الشعب السوري , اي من اجل حقوق وحريات هذا الشعب !؟  للاجابة على هذا السؤال, علينا النظر الى حقوق وحريات الشعب السوري في ظل الحكومة التي تحاربها دول الخليج مقارنة بما في تلك الدول من حقوق وحريات . الشعب السوري يمتلك الحقوق المدنية كافة ما عدى حق تغيير السلطة, واعني الرئاسة تحديدا , فقد شهدنا حتى في الدراما السورية نقدا لاذعا للحكومة السورية – وزراء ورؤساء وزارات ومسؤولين – ولكن دون المساس بمقام الرئيس . السؤال : هل هذه الحريات موجودة في دول الخليج وخاصة السعودية وقطر , اظن ان الدولة التي تعاقب المرأة على قيادة السيارة كما هي الحال في السعودية ناهيك عن حرمان المراة من العمل السياسي وحتى المدني وعدم وجود برلمان ولا اعلام حر ولا منطمات مجتمع مدني ولا قضاء مستقل , اظن ان دولة بهذا الشكل وهذه الحال وتقودها اسرة مثل آل سعود او آل ثاني لن تعمل او تسعى ابدا  لمساعدة شعب ما مثل الشعب السوري  للحصول على حقوقه وحرياته لان ( فاقد الشيء لا يُعطيه ) …  اذن هل تحارب السعوديةُ وقطرُ الحكومةَ السورية من اجل الدين الاسلامي ؟ معروف لدى الجميع ان الحكومة السورية لم تمنع ممارسة الدين الاسلامي في البلاد بل بالعكس كانت مقرا ومستقرا لكافة المسلمين الذين تطردهم حكومات بلدانهم حتى ان سوريا اتهمت بانها تدعم الاسلام السياسي الراديكالي والمعتدل . في سوريا توجد الحرية الدينية المطلقة لكافة الاديان والمذاهب التي توجد على الاراضي السورية , بالمقابل لا توجد حرية دينية في دول الخليج , بل لا يسمح للمذاهب الاسلامية ماعدى المذهب الوهابي التكفيري( مذهب الحكومة) بممارسة طقوسها او التواجد على الاراضي السعودية , ودولة تحكمها هيئة ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) سيئة الصيت والمذهب الوهابي التكفيري لا يمكن ان تدعم الاسلام والمسلمين , كما الحال في سوريا التي تقدم الحماية والدعم والحرية لكافة الاديان والمذاهب  .. يبقى , هل النظام السوري يهدد انظمة الخليج وخاصة في السعودية وقطر وهذا سببا لمحاربته ؟ الجواب لا توجد اية معطيات مادية سياسية او اقتصادية تؤكد ذلك , ما عدى علاقة سوريا الجيدة بايران والتي لا تعجب السعودية , وهذا ليس سببا كاف لهذه الحرب الخليجية على سوريا . اذن لماذا تحارب السعودية وقطر الحكومة السورية مادامت الوقائع تؤكد ان الحرب ليس من اجل حقوق وحريات الشعب السوري ولا من اجل الاسلام , ولا خوفا من فعل او ايدلوجية النظام السوري على انظمة الخليج  !؟ مادامت الحال هكذا لا يسعنا الا البحث عن عدو حقيقي لسوريا ومقاربة ذلك العدو مع السعودية وقطر , مما لا شك فيه ان العدو الاول والحقيقي لسوريا – الممانعة والمقاومة –  هي اسرائيل وحماة اسرائيل ” امريكا” , ولا يوجد عاقل يشك بعداوة اسرائيل لسوريا التي لم تعقد اتفاقية سلام مع اسرائيل وهي تدعم كل حركات المقاومة سواء في لبنان او فلسطين , ومادامنا عرفنا العدو الحقيقي لسوريا وهي اسرائيل , علينا البحث في علاقة اسرائيل مع السعودية وقطر ودول الخليج وباقي الدول العربية , لن اتحدث عن النشأة الدموية للدولة السعودية وما رافقها من نهج ديني متطرف ولن اتحدث عن الشروط الصهيونية مقابل ان تحمل هذا الدولة اسم آل سعود . ولن اتحدث عن عما يقوله الاسرائيليون والاعلام العالمي عن العلاقة العلنية والخفية والمتميزة ما بين السعودية ودول الخليج  من جهة واسرائيل من جهة اخرى, لن اتحدث عن الكثير الذي يؤكد ارتباط السعودية ودول الحليج وجوديا ومصيريا . ولكني اتمنى على مراكز الدراسات والبحوث العلمية المهنية المستقلة المحايدة ان تتبنى هذه القضية وتشبعها بحثا ودراسة لتخبرنا بما يدور هذه الايام في كواليس القضية السورية ولا نراه , خاصة الدوافع الحقيقية التي تدفع السعودية وقطر للحرب على سوريا .