23 ديسمبر، 2024 7:16 ص

لمواجهة الموت الجماعي

لمواجهة الموت الجماعي

أحداث العنف الدامية والتمزق والتمزيق الحاصلة والتي ستحصل على رأس ابناء الشعب العراقي ، والتي تركت ، وستترك ندوبا وحفرا عميقة في الوجدان والضمير العراقي – الكرادة – سيد محمد – الراشدية – وماقبلها ، طيلة 13 سنة ، أوصلتنا الى قناعات ونتائج في رؤانا وسلوكياتنا ينبغي الألتفات اليها وتسليط الضوء عليها .
لقد ظهر جليا وبما لايقبل الشك بأننا مجرد شعب يجيد العويل والنواح ، ونجيد اعداد طقوس الفجيعة التي نتوقعها دائما ونرتب انفسنا للأستجابة الجنائزية المطلوبة التي تليق بحزننا ، ثم نطوي الصفحة ونعود أدراجنا لنتجه الى غاياتنا ومطامحنا الدنيوية – النفعية – وبريق مغانمنا العابرة .
لقد أثبتنا بأننا شعب جدير بمعاقرة الحزن والمأساة ، وتوارثه والأجادة والتفنن والأبتكار والتجديد في مراسيمه ، واننا باهرون في تراتيلنا الجنائزية ، وفياضون في دموعنا – التي لاشك بأنها حقيقية وصادقة ، نابعة من قلوب مكتوية باللوعة والأسى .
الآن انتهى مشهد الكرادة أو غيره ، وأوشك الستار أن ينسدل على كوارث جماعية لم تنقطع منذ 13 سنة ، والمشهد القادم بحكم المجهول .
يتم الآن تدجيننا في أقفاص وتهيئتنا لموت جماعي (( مقبول )) تحت مسميات وادعاءات – هذا قدرنا – أو – الشهادة نصيبنا ، حيث يسعى بعض (( المتمنطقين )) لتلقيننا وحشو افكارنا بهذه المفاهيم تحت مظلة أبعد ماتكون عن الدين والتدين ، لتبرير مخططات حشرنا صاغرين في أقفاص موت جماعي لايمكن تبريره ، ولايستوعب التدين هذا التبرير الذي يشوبه الفساد والتآمر . فلم يتردد ابناء هذا الشعب بتقديم أنفسهم ودماؤهم دفاعا عن العراق وأرضه وشعبه وصارت الشهادة والموت غايتهم حين تكون الشهادة مبررة ويكون الموت لأجل وطن . لكن سوق الناس الى مفاهيم تبرر موتهم الجماعي في قلب حياتهم المدنية انما هو من باب التبرير والتغاضي عما يحدث من فساد يزكم الأنوف وتخريب معلن لمقدرات ومقومات الشعب العراقي تنتهجه الأحزاب السياسية (( الفاسدة )) ، المتعددة الأجندات والغايات والجهات التي تختفي خلف ستارتها ، بعد أن قام (( هولاكو العصر – بريمر )) بديمقراطيته الهدامة – المقصودة – بفتح أبواب العراق مشرعة للقطاء وسماسرة الدم واللصوص والعصابات للتوارد على العراق والعبث به وبمقدراته لأجل خدمة أهداف ومخططات – غربية – اسرائيلية – لها ذيولها في
المحيط العربي والأقليمي ، كانت تحاك وتنفذ علينا منذ عشرات السنين ، وكانت – حروب الخليج – وقصة الكويت – جزء من حلقاتها ، وآخرها فصل داعش وماجر جرها .
اننا ازاء هذه المحرقة المتواصلة التي تجري بحق أولادنا وبناتنا ونساؤنا وأطفالنا ، وفي ظل حكومة ضعيفة وهزيلة (( دائما لديها ماتبرر به كل شيء )) وعاجزة يمزقها الأختلاف والفرقة الحزبية والكتلوية والمنافع الضيقة .
في مواجهة ذلك : لابد أن يكون لدينا (( خطاب رصين )) للمواجهة والقطع وايقاف المهزلة ، لابد من توفير وايجاد خطاب يستوعب ويعالج جميع الأفرازات والمعطيات الحاصلة ويتمكن من مواجهة مايحصل بحزم وعدم تهاون وكبح الأستخفاف الحاصل بدماء الناس ومقدراتهم .
المطلوب : توحيد وتفعيل جميع الجهود والمساعي من قبل رجال الدين ورجال الثقافة والأعلام ورجال العشائر العراقية التي تعتز بعراقيتها ووطنيتها وكل الفعاليات والجهود الجماعية والفردية ، وتحشيدها في جبهة واحدة ذات خطاب واحد ، منتظم ، للتصدي الى كل مايحصل ومتابعة جذوره واقتلاع حواضنه ومسبباته ، اظهار الحقائق وكشفها بوجهها الصحيح والصريح بلا تزويق ومجاملة ومداهنة ، ومحاسبة كل مقصر أو مسبب أومتستر أو متواطيء أو مسيء .
المطلوب : تكوين خطاب شعبي جماهيري – حشد – فعال بهذا الأتجاه ، يتجاوز كل المسميات الطائفية أو الفئوية أو المناطقية . الغرض منه تهيئة الحصانة والحماية والسلامة والأمن لأبناء العراق ، يكون موازيا ومساندا وموازرا لحماية وصيانة (( خلفيات )) معركة المصير العراقي التي يخوضها ويتسابق عليها ابناء العراق الغيارى في تحرير وتطهير أرض العراق من وباء داعش ، وتحصين الوسط الشعبي من العبث والعابثين ، وموازرة الجهد الرسمي وتسليط الضوء على ماصلح منه ومافسد والتصرف تجاهه بحزم ، والأهم (( بعدل ومصداقية )) .
[email protected]