23 ديسمبر، 2024 3:12 م

لمن يريد ان ينسى الموصل !!

لمن يريد ان ينسى الموصل !!

أمس السبت مرت ثلاث سنوات على فاجعة الموصل ، وفيما كانت وسائل الاعلام وصفحات السوشيل ميديا تذكر الناس بجرائم داعش وتحيي انتصارات قواتنا البطلة في دحر عصابات الاجرام ، إنصرف نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي إلى وضع نظرية سياسية جديدة تضمن أستقرار منطقة الخليج ” حصراً ” .
ولانني من المهتمين بكل ما يقوله سيادته ، اسمحوا لي ان أعيد الجمل والعبارات التي قالها لنا ، وهو يستذكر احداث الموصل .
بعد سقوط المدينة بساعات، وفي مساء يوم 10حزيران 2014 ، خرج علينا السيد نوري المالكي ليبشرنا من ان القوات المسلحة ستستعيد السيطرة على الموصل خلال 24 ساعة، فيما اعلن اسامة النجيفي من ان ” قواته ” ستعيد الموصل الى اهلها خلال ايام معدودات .
ومضت الساعات والايام والشهور لتحل الذكرى الاولى ، وفي يوم العاشر من حزيران عام 2015 ، اختلطت الامور على فخامته ، فبدلا من ان يحدثنا عن مهلة الـ 24 ساعة التي تحولت الى عام ، وجدناه يخبرنا ان العراق مستعد لتقديم المساعدة الى سوريا ، ثم يرفع يديه الى السماء ، شاكرا الله على تحقيق النصر السوري .
في 10 حزيران عام 2016 ، وفي الوقت الذي كانت ترنو فيه أعين العراقيين جميعاً باتجاه أُم الربيعين ، وتمتلئ القلوب بالأمل في إعادة البسمة إلى مهجّري الموصل ، وجدنا ” فخامته ” يخبرنا ان القوات العراقية مستعدة لتقديم النضحيات من اجل حلب وصنعاء ، ويقف وسط مناصريه ليصرخ ” قادمون يايمن .. قادمون ياحلب ”
هذا العام حاول المالكي ان يقدم موعد خطابه ساعات قليلة ، فاجتمع ليلة العاشر من حزيران 2017 بعدد من الاعلاميين ليخبرهم ان مشروع الاغلبية السياسية هو الحل الذي سيعيد للنظام السياسي حيويته .
والان لاتسالني عزيزي القارئ عن مصير مهلة الـ 24 ساعة التي لايريد احد ان يتذكرها ، فليس من حق العراقيين أن يخرج عليهم مسؤول ليقول وبكلام واضح وصريح: من يقف وراء ضياع الموصل ؟ .
ساتوقع حتما سؤال من قارئ كريم يقول فيه : يارجل تلف وتدور حول المالكي لانك لاتريد ان تتطرق الى قضية استفتاء كردستان .
ياعزيزي القارئ بكل حواسي أحزن لقيام اي كيان خارج العراق الواحد ، الذي اعشقه مثلما تعشقه انت حتما. وبكل مخاوفي أحزن لتفتت بلادي . وبكل مشاعري وصداقاتي وذكرياتي أخاف على كردستان ، مثلما اخاف على البصرة والانبار . وبكل إدراك سياسي وفكري ، أعرف أن الانفصال قرار صعب. ولكن على الرغم من ذلك كله، هل تسمح لي أن اقول ، كانت هناك حلول أخرى غير حصار الناس بارزاقهم وبلقمة عيش اطفالهم ؟ ألم نتأخر قليلا في حل الازمة مع الاخوة الاكراد ؟ مثلما دفعنا الغرور الى أهمال اهالي الموصل والانبار أيام فخامته ، ألم نكن نعرف أن النظرة الطائفية والمتعالية وعدم احترام الآخر ، تحوله من مواطن ، الى احد دعاة الانفصال .
ألم يكن في قدرة العراق أن يتسع لكل من يعيش على أرضه من أعراق وطوائف ، أم أن العراق الجديد ، يطلب منا ان نظل نحارب في معارك طائفية ، شعارها : الجميع قوم يزيد ، ونحن فقط ابناء الحسين ” ع ” .