23 ديسمبر، 2024 10:25 ص

لمن نوجه أصابع الإتهام ؟

لمن نوجه أصابع الإتهام ؟

السياسة هي فن الذكاء والدهاء والتجارة شطارة والتسويق فن البيع والترويج فن الإعلان والثورة فن بناء الوطن.. كلها فنون وبرامج وخطط لتحقيق أهداف .
انتظروا الإنتخابات… انتظرنا الإنتخابات… بدأت الإنتخابات وانتهت دون ضجة أو إهتمام مثل أي دورة  انتخابية سبقتها، لأن المواطن فقد الثقة بالحكومات المتعاقبة بالتدريج حتى أتسعت الفجوة وأصبحت أزمة ثقة، لكن هل الأزمة تنعكس على السيد النائب ويصبح هو المذنب والمُحاكم الوحيد من قبل الشعب؟ فلا يثقون فيه أو ينتخبوه مرة أخرى فيشعر بالخسارة الكبيرة.. والسيد النائب أو المسؤول يعترض ويعتقد أن المواطن العراقي يجب أن يوجه أصابع الإتهام للحكومة وليس إليه !! كونه لا يدفع ثمن قرارات الحكومة غير الصحيحة حسب تعبيره .. فهل السادة النوَّاب جزء منفصل عن الحكومة ؟ ربما … حسب قول البعض بأن النائب جزء من الحكومة لكنه ليس جزءاً من أخطائها، فلكل حكومة سياساتها وقراراتها الفردية التي تظلم المواطن أو تسيء في بناء الوطن ، أعتقد قد يكون هذا الكلام غير مبالغ فيه الدليل أن الدنيا لو خُليت قُلبت ورأينا البعض ينّْشق من كتلة سياسية فيتخذ مساراً ويختار أن يكون مستقلاً .. لكي  لاتوجه إليه أصابع الإتهام  .
المواطنون لايحتاجون إلى توجيه أصابع الإتهام.. لأن الأعوام الماضية بمآسيها والتي تعايش المواطن العراقي معها في ظل سوء الإدارة والفساد والأزمات المختلفة ومع مختلف الشخصيات والحكومات هو وحده دفع ثمنها.. رغم معرفة الجناة .
هناك قصص وهنا صور لثورة تشرين.. ماذا حصل منها؟ ولمن نوجه أيضاً أصابع الإتهام؟ هاهيَ أصبحت من الماضي تُكتب على السطور وتُروى في التأريخ فقط.. وهاهيَ جرائم دون محاكمة أو حكم .
رغم أن الظلم لايدوم فهو يحوم ورغم أنه يموت لكنه يعيش كثيراً.. لأن الشر يبقى الأقوى حتى ينتصر الخير ، كما حدث مثلاً مع داعش والإرهاب دون كباب الذي عانته محافظات وشرائح عراقية مختلفة ونحن نسمع ونشاهد أقاويل مختلفة عن ماهية تلك العصابات وأهدافها، تارةً يقال مجاميع مسلمة وهي تذبح المسلمين وتارة يقال مجاميع مُصلِحة وهي تصنع الطائفية وتارةً أخرى يقال أنها مؤامرة كبيرة للتخريب وإزاحة شخصية سياسية، ونحن بين الحين والآخر من قضية إلى قضية ومن جريمة إلى أخرى دون محاكمة أو حكم ودون أصابع إتهام .