23 ديسمبر، 2024 10:59 ص

لمن لمّ يقرءوا التاريخ جيداً , أو من هم مصابون بعمى الألوان والطائفية‎

لمن لمّ يقرءوا التاريخ جيداً , أو من هم مصابون بعمى الألوان والطائفية‎

 

نحن لا نكّره أو نحّقد ولا نتجنى على أحد أبداً , ولن ولم نلقي الاتهامات جزافاً على أي جهة أو أحد أبداً , ولسنا معنيين بالدفاع عن هذه الطائفة أو تلك الملّة , أو هذا الحزب أو ذاك التجمع , ولدنا وعشنا وسنبقى أحرار شاء من شاء وأبى من أبى  , ما في قلوبنا على لساننا .. نقول ونكتب ما تمليه علينا ضمائرنا , ونستمد معلوماتنا وحجتنا ودحضنا لتخرصات الآخرين من بطون الكتب والتاريخ الذي وثّق ويوثق كل شاردة وواردة , التاريخ الذي يكتب ويدون ما لنا وما علينا , والذي لن ولم يرحم أحدا , ونؤكد للمرة الألف .. بأننا لا ننتمي لأي طائفة أو حزب أو مكون أبداً , ولن ولم نتلقى الدعم أو التمويل أو الأوامر من أي طرف أو جهة أو دولة أو منظمة أو حزب أو من أي أحد كان أبداً , لكننا في الوقت نفسه نعتز ونفتخر بانتمائنا القومي العربي أيما اعتزاز , ونقدس ونجل ونحترم ونقتدي بديننا الإسلامي الحنيف , وفي نفس الوقت أيضاً لا .. ولن .. ولم نسكت أو نغض الطرف عن أي جريمة أو فساد أو ظلم أو طغيان أو هظم انتهاك لكرامة ولحقوق الناس , مهما كان مصدرها ومن أي قوة عظمى أو صغرى , تستغل أو تستغفل وتستهبل الناس البسطاء والمساكين ,  بهذه الطريقة الهمجية … حتى لو كلفنا الأمر حياتنا , ولهذا .. ومن هنا .. ولمن لم يقرءوا التاريخ جيداً , أو من أصيبوا بعمى الألوان , أو لمن غرتهم وتربعت على صدورهم الدنيا الزائلة , نضع هذه الحقائق والشواهد المرّة والمرعبة , التي عاصرها وكابدها أجدادننا وآبائنا على مر العصور والدهور , وحالة الدفاع المستمرة عن النفس والوجود , وعن الأرض والعرض منذ أكثر من 2554 عام وحتى هذه الساعة . هذه الحقب التاريخية التي لا يمكن في أي حال من الأحوال تجاهلها , أو نسيانها وطي صفحاتها السوداء … بالرغم من أننا كعراقيين وكعرب كلما أردنا نسيانها وطي صفحاتها المؤلمة , وفتح صفحة جديدة مع جارة السوء بلاد فارس سابقاً – إيران حالياً , غدروا بنا وخانوا الوعود والعهود والمواثيق والأمانة , والتي  .. أي تلك الجرائم باتت تعاد وتكرر وتُصدّر لنا من جديد , بطرق خبيثة جديدة ومبتكرة .. وبلباس وثوب طائفي وسخ , وعمائم سوء كقلوبهم السوداء , التي تكّمن وتختبأ تحتها شياطين ومردة وفجرة الجن … بغباء منقطع النظير يحاول بعض الجهلة وأنصاف المثقفين والمنتفعين والمبتذلين الذين باعوا ويبيعون ضمائرهم وأقلامهم الرخيصة مقابل حفنة من الدولارات والتومانات , محاولين  بشتى الوسائل والأساليب والطرق الخسيسة والرخيصة , تبسيط الأمور ومحو الذاكرة العراقية , وتلميع صور ووجوه دهاقنة الفرس الكالحة , وإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل عام 1508 م , و1623 م , و 1732 م , و 1735 م , و1743 م , و1775 م , و 1779 م , وحتى  فرية واكذوبة تصدير الثورة الإسلامية ( الخمينية ) , عام 1980 م , مروراً بعام 1991 م , عندما استغل همج ورعاع وأدوات إيران فرصتهم التاريخية الذهبية الأولى , بعد أن تم استهداف وتدمير العراق من قبل أمريكا ودول التحالف بحجة تحرير الكويت , عندما اندسوا بين أبناء الشعب العراقي تحت شعار ما يسمى الإنتفاضة الشعبانية .. !؟؟؟, 
أي ( الانتفاضة الغوغائية ) وقاموا بحرق وتدمير ونهب دوائر ومرافق الدولة العراقية في أغلب مدن الوسط والجنوب , وصولاً لعام 2003 م , فرصتهم التاريخية الماسية الثانية لغزو واحتلال وتدمير وحرق العراق بالكامل وتنصيب أراذلهم حكام وساسة , بعد أن حاصروه مع أسيادهم 13 عشر عاماً , وأنهكوا أبناء شعبه تماماً , كي تتكلل الخطة  الأمريكية الفارسية الصهيونية هذه المرة بالنجاح التام , عندما تحالفت الجمهورية الإسلامية الشيعية تحالف سري شيطاني وثيق مع من كانوا ومازالوا ينعتونهم ” بالشيطان الأكبر ” !؟!؟. ولكي ندعم ونوثق ما ذهبنا إليه في هذه المقدمة الموجزة …  إليكم لمحات من هذا التاريخ المرير , والمسلسل الإجرامي المستمر منذ اقتحام أسوار بابل من قبل الإخمينيين عام 539 ق م بقيادة قورش , وحتى محاولاتهم الخائبة والبائسة لإقتحام أسوار مدينة الفلوجة الصامدة منذ عشرة أيام … أقرأ وقارن واتعظ يا عربي ويا عراقي ويا مسلم … كيف أعاد أو يعيد التاريخ نفسه , ولا تغرنكم أصوات وفحيح وصيحات النشاز , وأصوات المطبلين والمرجفين والخراصين , بطون الكتب والتاريخ البعيد والقريب وهذه المرحلة الحاسمة والفاصلة , ومعركة المصير والوجود , لا تكذب ولا تقبل التظليل والتدليس … وإليكم المحاولات الفارسية المتكررة لاحتلال وضم العراق بشتى الطرق والوسائل الشيطانية :  انتهى الحكم في العراق بسقوط بابل عام 539 ق م على ايدي الغزاة – الفرس الاخمينيين ودخل العراق بانعطاف سياسي خطير اخذت البلاد ترزح تحت وطأة الاحتلال الاجنبي الذي دام زهاء ألف عام , وأصبحت مسرحاً لحروب طاحنة بين الدول الغازية وحسب تسلسلها    الغزو الفارسي الاخميني ( 539 – 331 ق م   الغزو المقدوني والسلجوقي ( 331 – 126 ق م ) 3- الغزو الفرثي ( 126 ق م – 226 م )  الغزو الفارسي الساساني ( 226 – 637 م ) 

وقد تم طرد الساسانيين على أيدي العرب المسلمين اثناء فتح العراق وطرد الفرس عام 640 م بمعركة القادسية الأولى وقائدها سعد بن أبي وقاص ( رض ) خال الرسول الأكرم ( ص ) , وبعد أن ضعفت الدولة العربية والاسلامية . جرت محاولات فارسية لاحتلال العراق وكانت كالآتي :- تمكن الشاه اسماعيل الصفوي عام 1508 م أن يخضع بغداد للاحتلال الفارسي , وتمكن سليمان القانوني من إنهاء الاحتلال الفارسي عام 1534 واخضاع العراق للسيطرة العثمانية   زحف الشاه عباس الأول بقواته واحتل بغداد عام 1623 م , وتم طردهم منها عام 1638  قام نادر شاه بغزو العراق عام 1732 بمائة ألف جندي , محاولاً من عدة  محاور احتلاله , محور كركوك – أربيل , ومحور الموصل , وقوة رئيسية باتجاه بغداد , وحاصروا بغداد  وعانى سكانها خلال ذلك الحصار من المجاعة بشكل مريع , وقد جرت معركة حاسمة قرب الدجيل وتم هزيمة ودحر القوات الفارسية الغازية والمعتدية   عاودت إيران الشر هجماتها على محور كركوك – أربيل بعد ثلاثة أشهر من هزيمتها السابقة وتم هزيمتها ودحرها أيضاً في تلك المعركة   هاجمت مدينة البصرة عام 1735 م , ولم تحقق ما كانت تطمح وتصبو إليه فانسحبت قواتها   شنَّ المجرم نادر شاه هجوماً واسعاً على العراق عام 1743 بقوات تقدر بـ 170 ألف جندي من جهة مندلي وشهرزور وتقدمت باتجاه محور كركوك – أربيل نحو الموصل  وحاصرها لاكثر من أربعين يوماً , ولكن صمود وبسالة أبناء الموصل تم تكبيد العدو خسائر جسيمة ونفاذ المؤونة للفرس أدى إلى طلبهم الصلح واشترط والي بغداد على الفرس الانسحاب الكامل من الأراضي العراقية  في عهد كريم خان الزند , قام بغزو البصرة عام 1775 م , وكذلك على طول الجبهة مع العراق , وقد صمدت البصرة عاماً كاملاً من 7 نيسان 1775 وحتى 15 نيسان 1776 , واستطاع الفرس دخول البصرة بعدها  وقد ذكر أحد المؤرخين ما قام به قائد القوات الفارسية بقوله :- ( فدخل البصرة بعسكره , وهتكها وفضحها , ولم يبق مأثماً إلا ارتكبه هو وقواته , ولم يفي بشيء مما وعد به من العهود , وما ترك نوعاً من الظلم إلا تجشمه , أفعال ولا أفعال التتار , وقد انسحبت القوات الفارسية من البصرة في 19 آذار من عام 1779 , بعد تكبيدها خسائر كبيرة من قبل القبائل العربية المحيطة بالبصرة وخاصة قبيلة المنتفك هذا جزء يسير ومبسط من تاريخ العداء والاستهداف المستمر  … والله المستعان … وليعلم المؤمن وغير المؤمن .. لا كسرى .. ولا خميني ..  ولا خامنئي بعد هلاكهم , تصديقاً لقول ووعد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين النبي الأمي سيدنا وقدوتنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين , وأن غداً لناظره قريب