23 ديسمبر، 2024 7:01 ص

لمن كانوا يراهنون على مقتدى ..لا تستغربوا غداً دعوته لعودة نوري الماكي !؟

لمن كانوا يراهنون على مقتدى ..لا تستغربوا غداً دعوته لعودة نوري الماكي !؟

الحمد لله الذي مَنَّ علينا بنعمة العقل , فإن العقل إما أن يكون غريزياً وإما أن يكون اكتسابياً , الحمد لله الذي جعلنا منذ أن أبصرنا النور وفهمنا معنى الحياة وتربينا وترعرعنا على حب الوطن , أن نكون أصحاب قيم ومواقف ثابته ومبادئ وعقيدة راسخة , الحمد لله الذي جعلنا نفرق بين الحق والباطل , ونقف مع الحق مهما كلفت الأمور وغلت التضحيات , ولم نقف أو ندعم الباطل مهما قدمت لنا من وعود واغراءات , الحمد لله الذي جعلنا نميز بين الرجال .. الرجال أصحاب القيم والأخلاق , وبين أشباه الرجال , وجعلنا جل في علاه نميز بين الغث والسمين وبين الخبيث والطيب , وبين العميل والانتهازي والمرتزق  , وبين الوطني والقائد الشجاع الذي لا يلين ولا يحيد ولا يتراجع أو يتذبذب بين .. بين , ولا يتزحزح قيد أنملة , أو يتحين الفرص ويتلاعب بالألفاظ .   
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز بالنفس عندما كنا على طول الخط ننبه ونحذر من الوقوع في فخ الطائفية المقيتة , وكنا على طول الخط نحذر أيضاً ونشحذ الهمم على عدم الارتماء بأحضان من تزعم وقاد المليشيات والتيارات والاحزاب بمختلف أشكالها وألوانها بعد الاحتلال مباشرة , وكنا في نفس الوقت نتأمل خيراً بالمدعو مقتدى .. أبن السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله , كونه أبن مرجع عربي وقف بوجه أطماع إيران مبكراً وبوجه السستاني ورهطه وحذر منهم أشد الحذر قبل الاحتلال بسنوات , لكنهم أي الفرس الأعاجم وأتباعهم تآمروا عليه وقتلوه مع أولاده في ظروف ومرحلة حساسة ودقيقة من تاريخ العراق الحديث كان فيها الوطن والشعب يقفون على مفترق طرق إبان الحصار الظالم وبعد حملة التدمير الأولى عام 1991 , ومقتدى يعلم علم اليقين بدوافع الاغتيال ومن قتل والده رحمه الله , وأبقوا على هذا الطفل المهووس بالزعامة وتصدر المشهد بعد أن دفعت به العصابة المحيطة به دفعاً إلى الواجهة , مع علمهم بأنه لا يملك من كارزما القيادة والزعامة  شيء إلا اللقب والنسب لهذه العائلة , وقد أثبت التاريخ بأن هذا الشاب مُسير وليس مُخير لا يهش ولا ينش , ليستخدموه في ما بعد كحصان طروادة لشق صف العراقيين وقتلهم على يد أقرب المقربين منه وباسمه , بالإضافة للسرقات وهي بالمليارات من قبل آل الأعرجي وآل الدراجي وآل الأسدي ومن لحق بركبهم .
نعم إيران وزعيمها الخميني هم من يقفون وراء إغتيال عمه المرحوم محمد باقر الصدر إبان الثمانينات بعد أن وصفوه بأنه خميني العراق عبر رسائل مقصودة , بعد أن أوشوا به للنظام السابق ليتخلصوا منه , ومن ثم  تخلصوا من المرحوم والده نهاية التسعينات أي قبل الاحتلال بأربع سنوات !؟. , بالضبط  وبنفس الطريقة التي تخلص منها الخميني عندما أوشى أيضاً وساهم بشكل مباشر بقتل الشهيد السيد موسى الصدر عام 1978 على يد المخابرات الليبية والرئيس الليبي معمر القذافي , وكذلك قتلت إيران بعد الغزو والاحتلال مباشرة السيد محمد باقر الحكيم شر وأشنع قتله , لأنه هدد وتوعد بإخراج الاحتلال الأمريكي في حال بقى فترة أطول بالرغم من أنه ساهم وشارك بجلبه للعراق أيضاً بشكل فعلي ومباشر , وأبقت .. أي إيران على أخيه الركيك والمريض عبد العزيز , وأبقوا بعد وفاته على الكتكوت عمار أبن عبد العزيز , بنفس الطريقة التي أبقوا فيها على مقتدى حي ومحمي لتنفيذ نفس الأجندة وإكمال المخطط الذي نعيش فصوله الآن , وهذا ما يحصل ويتم على أرض الواقع بشكل دقيق ومبرمج وممنهج ومازال المشروع غير مكتمل الملامح والمعالم . 
للمرة الألف يطعن المدعو مقتدى الشعب العراقي المنتفض على السرقة والسلب والنهب والظلم والطغيان الشيعي الصفوي بخنجرٍ فارسي خبيث في القلب وليس فقط بالظهر , بعد لقائه التصالحي المزعوم البارحة بقادة الأحزاب والتيارات والمليشيات الموالية لإيران , وعلى رأسهم أبن إيران البار هادي العامري الذي كان بالأمس القريب يقاتل العراق وشعبه وجيشه جنباً إلى جنب مع الجيش الإيراني في حرب الثمان سوات ورفاقه من أمثال قاسم الأعرجي وجمال جعفر ومن لف لفهم , ناهيك عن أنه خنع وخضع تماماً للمشروع الإيراني التدميري الذي ترعاه وتقوده وتنفذه الجارة إيران رسمياً منذ عام 2011 , بعد أن أوكلت لها الولايات المتحدة الأمريكة المهمة لتدمير وتفتيت العراق , وقتل وإبادة وتهجير شعبه وجعلهم قبائل وعشائر وتيارات وأحزاب تارة متقاتلة وتارة متحالفة للقضاء على الوجود العربي في العراق , وكذلك استقبل عدوه اللدود المنشق عن تياره المدعو قيس جواد الخزعلي الذي انشق عن تياره وشكل عصابة موازية لتيار مقتدى , باسم عصائب أهل الحق تحت نفس السقف في بيته في الحنانة , ومعه شلة ضباع وأراذل المحفل الفارسي , بدون أدنى خجل وحياء ومخافة من الله , وأي اعتبار لهذا الشعب المنكوب الذين ضللهم وأضلهم بشعاراته وعنترياته الفارغة ردحاً من الزمن على مدى أربعة عشر عاماً , بعد أن ساهم وشارك مشاركة فعلية على إفشال الاحتجاجات والمظاهرات , ودمر المشروع الوطني بالكامل , وعملية تحرير العراق من هيمنة وقبضة المحفلين الماسوني الصهيوني والفارسي  .
ها هو مقتدى يعود إلى طريق وجادة الإنغماس في هذا المشروع التآمري , ويضرب بعرض الحائط تطلعات وطموحات أبناء الشعب العراقي , واولئك الذين راهنوا عليه وعلى تياره بأنه الوحيد الذي بقي في ساحة مقاومة الاحتلالين عندما هتفوا قبل أشهر معدودة ” إيران بره بره وبغداد تبقى حرة ” لكنه سرعان ما انسحب من المشهد وتذرع واعتزل السياسة للمرة المئة خلال عدة أعوام , وتخاذل وانكفأ وتراجع بعد أن استدعاه ولي نعمته علي خامنئي ليوبخه ويجره من أذنه , الأمر الذي جعله بعدها يصف هؤلاء الغيارى والأبطال من الشباب العراقي الثائر بالثيران ويكيل لهم الشتائم والسباب بدون أدنى حياء وخجل , بدل أن يقودهم ويشد على أيديهم كي يدخل التاريخ الوطني من أوسع أبوابه . 
لقاء المدعو مقتدى الصدر أمس بهذه الحفنة المارقة تعتبر آخر مسمار في نعشه وبمستقبه الوطني والساسي والمذهبي وبمستقبل تياره وخزعبلاته وترهاته وهنبلاته وتصريحاته الممجوجة والمتضاربة , كما أننا لا نستبعد ولا نستغرب أبداً غداً أو بعد غد بأن مقتدى سيرشح من دمر العراق ونهب وبدد أكثر من ألف مليار دولار وسلم نصف العراق لداعش وللأكراد , وتسبب في قتل وإبادة مئات الآلاف من الشباب العراقيين الذين زج بهم ومازال يزج بهم والي إيران نوري في هذه المحرقة باسم مقاتلة منظمة الإرهاب الدولي الإجرامي داعش صنيعة إيران وأمريكا وروسيا والكيان الصهيوني …
بدون أدنى شك أو مواربة .. غداً أو بعد غد وربما في الساعات القليلة القادمة سنصحى وسنجد أنفسنا أمام موقف ومشهد مخزي جديد وسنرى بأم أعيننا  مقتدى الصدر وهو يقف جنباً إلى جنب مع المدعو ( نوري كامل المالكي ) في المنطقة الخضراء أو في بيت نوري نفسه أو في بيت عمار الحكيم أو في مقر المرجعية بوسطة إيرانية يقودها عمار الحكيم أو الطرفين معاً , ومعهم هؤلاء الأوباش الذين وقف أمس وسطهم خانع ذليل يكيل لهم المديح والثناء ويثني ويمجد ويشيد بهم وبمواقفهم البطولية !؟؟؟, في حين هو وسائر أبناء الشعب والعالم  يعلمون علم اليقين بأن هؤلاء تسببوا في قتل أبناء العراق ونحر وتدمير العراق من أقصاه إلى أقصاه وأججوا الحرب الطائفية , وكرسوا الحقد والكراهية , ولا نستبعد أيضاً بأنه … أي مقتدى سيأمر أتباعه وأراذله بالوقف والتكاتف والتأيد الكامل لترشيح نوري كامل المالكي مرة أخرى لتسنم منصب رئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة المرتقبة والأيام والأشهر القادمة بيننا , وستبدأ رحلة ومرحلة عفى الله عما سلف وبوس وقبل يد ولحية عمك !!!!, لأن المرحلة تتطلب ذلك ونصرة المذهب وحماية المقدسات وغيرها من الأكاذيب التي ستنطلي بسرعة وستمر مرور الكرام على هذا الشعب المنكوب والمغلوب على أمره , وما تصريحات المرجعية  الأخيرة قبل أسابيع بأن نوري المالكي رجل وطني ونزيه وأن من خرب العلاقات بينها وبين نوري هو مستشاره عبد الحليم الزهيري ؟,ما هي إلا تمهيد وجس نبض لأبناء الشعب العراقي , من أجل عودة نوري المالكي مرة ثالثة أما رئيساً للوزراء أو سيتم  تغيير النظام البرلماني  لأنه أصبح غير مجدي وغير ناجح في العراق إلى نظام رئاسي سيكون المرشح الوحيد لهذا المنصب نوري المالكي نفسه والأيام بيينا يا أبناء العراق … وأن غداً لناضره قريب ….