18 ديسمبر، 2024 8:43 م

لمن تقرع اجراس الغلبة بين المجلس الاعلى وتيار الحكمة “1”

لمن تقرع اجراس الغلبة بين المجلس الاعلى وتيار الحكمة “1”

لم تكن الظروف متشابهة في بدايتها بين المجلس الاعلى وتيار الحكمة بعد اعلان السيد الحكيم اعلان الانفصال والتخلي عن ارث الاباء والاجداد
في حالة نادرة وفريدة بابجديات العمل السياسي ،لان ما درج عليه وما هو متعارف به ان الاخرين هم من يخرجون وليس صاحب الارث والتاريخ
والدماء والتضحيات.

البداية لتيار الحكمة كانت وردية ومزينة باكاليل الاهازيج لان القوم اعدوا العدة لساعة الاعلان والاحتفال مع ما ظهر على وجه الزعيم المنفصل من
تاثر وحزن تمليه في كثيرا من المواقف حالة استحظار اللحظة ولغة الصورة،واستمرت الروح المعنوية العالية في معسكر الحكمة اياما وليال قابله
تعاطف وارتياح كبير من قبل الكثير من الكتل السياسية التي رات في الانفصال خطوة مهمة في اطار الابتعاد عن التخندقات الطائفية والمسارات
المستهلكة التي انتهى وقتها وباتت ثقلا على الواقع السياسي للجميع والذي يعاني الموت السريري،دون ان ننسى ظهور الوزير كاظم فنجان كاول
المستقبلين للسيد الحكيم كونه وزير تكنوقراط قولا وفعلا.

على الطرف الاخر فان البداية كانت مربكة وصاعقة على قيادات واتباع المجلس الاعلى لان اسوء الاحتمالات لم تتوقع ان تكون النهايات بمثل
هكذا سيناريو وافضل ما يمكن توصيفه للحالة التي مروا بها ما قاله القيادي في المجلس الاعلى بيان جبر عندما قال اننا تعرضنا الى لكمة ساحقة
وسريعة وهو توصيف دقيق لكل ما جرى بعد ان وجدوا انفسهم دون مقرات ولا قيادة ولا انصار ولا استحضارات مسبقة لترتيب اوراقهم.

البداية المتناقضة بين الطرفين لا تعني بالضرورة ان المجلس الاعلى قد خسر جميع اوراقه وان تيار الحكمة قد فاز في السباق وانه وصل الى خط
النهاية وان الموضوع قد حسم ولم يبق الا الارث المخبأ والتاريخ الجهادي والذكر الجميل،لا فالمعركة طويلة والايام حبلى والشاطر من يضحك في
النهاية وبوادر المرحلة القادمة بانت معالمها مالم تحدث متغيرات كبيرة داخلية وخارجية فهذه المتغيرات من شانها ان تحدث فرقا واضحا وان كنت
جازما انها ستكون على المدى البعيد ان حدثت،اما على المدى القريب فان البداية تختلف كليا عن الواقع،وهذا ما ستكشفه الايام لان الادوات
والدوافع والواقع والتفكير الواقعي البعيد عن الخيال هم من سيتكفلون باحداث الفارق وهو ما سنتحدث عنه في المقال اللاحق ان شاء الله.