19 ديسمبر، 2024 12:41 ص

لمن تزعجه طقوس عزاء عاشوراء .. في اسرار العشق الحسيني

لمن تزعجه طقوس عزاء عاشوراء .. في اسرار العشق الحسيني

يقول الباري عز وجل (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) سورة الصف..ومن لم يعتقد ان ال بيت رسول الرحمة هم نور الله فلقد حاولت وتحاول كل الصولجات وكل السيوف وكل الاكاذيب وكل الاحابيل وكل الاضطهاد والقهر والقتل والسجون ان تمحي ذكرهم، لكنها لم ولن تستطع مهما فعلت وستفعل فان ذكرهم باق حتى حلول الساعة .. والامر يعود بي الآن الى عام 1996 حيث حكم علي بالسجن ورحلت الى موقف التسفيرات قرب ملعب الشعب تمهيدا لترحيلي الى سجن ابي غريب..ووسط الظروف الصعبة والازدحام الذي كنا نعيشه في ذلك الموقف جاء مجموعة من الشباب المسفرين من الدوائر الامنية وذلك لترحيلهم الى محافظاتهم وكانت تهمتهم هو السير الى كربلاء في عاشوراء.. كان ثمة شابا سنيا من الفلوجة مع تلك الجموع السائرة الى كربلاء عبر البساتين بالتخفي، والمطاردين من قبل مفارز الامن وقوات الجيش الشعبي في المحافظات والاقضية والنواحي المحيطة بكربلاء ..ونتيجة ماتعرضوا له من تعذيب في دوائر الامر قبل تسفيرهم الى موقف ملعب الشعب فان ذلك الشاب الفلوجي لم يحتمل الجوع والحر والازدحام وانعدام التهوية الصحية وانعدام النظافة في موقف التسفيرات فتوفى وسطنا ونحن بالمئات في قاعة صغيرة ومكتضة بالموقفين والمصاب اكثرهم بامراض التدرن والامراض الجلدية كالجرب..رحل الشاب الفلوجي شهيدا لحبه للحسين وشهيد زيارة عاشوراء..ان هذه الواقعة تعيدني الى نقاش ذات مرة مع احد المحبين للحسين وهو يقول فرحا ويمدح الاعداد الغفيرة من الزائرين،لكنه تفاجئ بقولي(ليس فخرا للزائرين وليس هم اصحاب قرار الزيارة) فقال ومن؟.. قلت له انه نور الحسين الذي يجذب الجموع..العاشق يخضع لنورالمعشوق وليس بالعكس،وهذا مايذكر بعدم فهم مقولة (الحلاج)الصوفي وهو يصرخ في شوارع بغداد(اغيثوني من الله ) انه متيم بالنور الرباني .. وتلك الجموع الحسينية متيمة بنور الحسين الذي هو نور الله ، والله متمم نوره بمعنى ديمومة وبقاء النور الآلهي المجسد بالعاشق لربه .. فحين رمى الحسين قبضة من دم الطفل الرضيع الى السماء وخاطب المعشوق سبحانه وتعالى(خذ هذا القربان ،خذ لترضى) فقد كرمه المعشوق بان منحه طوفان المتيمين لاانقطاع .ان هذه الروح العاشقة لايخبرها الا من اكتوى بنارها ..فلاتتعجبوا ان تروا الجموع المجذوبة بنور الحسين،فهم لايستطيعون فكاكا من القوة النورانية لهذا النور الكربلائي..لاتتعجبوا ان يصرخ عابس ( لقد جنني حب الحسين ).. لاتتعجبوا ان يقول سعد بن عبدالله الحنفي (والله لو علمت اني اقتل ثم احيا ثم احرق حيا ثم اذر يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى القى حمامي دونك ، فكيف الا افعل ذلك وانما هي قتلة واحدة ، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا) ، ولاتتعجبو حين قال  زهير بن القين : (والله لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل كذا الف قتلة وان الله يدفع بذلك القتل عن نفسك و عن انفس هؤلاء الفتية من اهل بيتك ) فانه فيوض العشق .. ان زيارة عاشوراء هي مصداق النور الآلهي الذي قرر الباري ان يتمه ..ولاتتعجبوا فالتاريخ يعيد نفسه.. تاريخ المبغضين لزيارة عاشوراء وتاريخ عشاق النور الحسيني .. لقد سب ابو تراب 70 سنة على منابر الامويين وانبرى معاوية وابنه يزيد ومن خلفهم لاطفاء نور الله ولكن الله وعد باتمام نوره .. فمن يدلني على نسب بني امية؟ .. لقد انقطع نسبهم  وقطع وجودهم .. هل يعرف احد اين هو  قبر يزيد ؟ دلونا لنذب وعد الله ( استغفر الله).. بينما الحسين محجا للعشاق.. اليس في هذا عبرة لأولو الالباب؟؟؟ وكذلك فعل هرون الرشيد حين هدم قبة الحسين وجرف الارض.. فاين هو قبر هرون الرشيد واين هو نور الحسين ومقامه؟.. لقد هدم المتوكل العباسي مقام الحسين وجرف الارض وفتح نهر على القبر الشريف وليقتل بعدها بسيف ابنه ويتناثر لحمه وتسقط قطع من لحمه في كأس شرابه.. اين المتوكل واين قبره واين نور الحسين؟؟ لم يكتف المتوكل بالتنكيل بشيعة اهل البيت ومطاردتهم، فأراد المتوكل العباسي ان يمنع عن زيارة الحسين ع ، ففرض على كل من يزور مقام الحسين  الضرائب وتوعدهم بالقتل ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، فلم يخضعوا لتهديد المتوكل، واستمرت وفود الزائرين الى كربلاء وهم يكمنون بالنهار ويسيرون ليلا. ولما لم يجد سبيلاً لاستئصال هذه الظاهرة ، اتخذ قراراً بهدم القبر وازالة معالمه، ليضيع مكانه ولا يهتدون اليه).. وهذا ماجاء في تاريخ النياحة للشهرستاني.. اما من يقول لماذا لانحتفل بذكرى اشتشهاد الحسين فأقول له لقد سبقك الامويين بالاحتفال ولازالت هذه الطقوس موجودة في بعض مناطق المغرب لانهم قد مورس عليهم غسيل الادمغة وغسيل التاريخ بان النبي موسى قد انتصر على فرعون في العاشر من محرم وكان الرسول الكريم يحتفل حسب اكاذيبهم ..فاقول من يريد ان يحتفل ويرقص فهو حر برقصه واحتفاله فقد قالت العقيلة لزينب ليزيد (صدق الله سبحانه حيث يقول : ” ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون ” .
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الاسارى ان بنا على الله هوانا ، وبك عليه كرامة ، وان ذلك لعظم خطرك عنده ؟ فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسرورا ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا ، أنسيت قول الله تعالى : ” وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ” .
 أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي ، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فو ؟ أكباد الازكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والاحن والاضغان ، ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم : لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل ” منحنيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك ، وقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دماء ذرية محمد ( ص ) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم ولتودن أنك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت اللهم خذ لنا بحقنا ، وانتقم ممن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا . فو الله ما فريت الا جلدك ، ولا حززت الا لحمك ، ولتردن على رسول الله ( ص ) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ، ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم ، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . وحسبك بالله حاكما ، وبمحمد ( ص ) خصيما ، وبجبريل ظهيرا ، وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا وأيكم شر مكانا واضعف جندا ، ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك ، إني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك ، واستكثر توبيخك ، ولكن العيون عبرى ، والصدور حرى . ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء ، بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما ، لتجدنا وشيكا مغرما ، حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد ، والى الله المشتكى وعليه المعول ” فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد وجمعك إلا بدد ، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين..
[email protected]