23 ديسمبر، 2024 12:32 ص

لمن ترفع القبعات والايادي بالتحية والدعاء ؟

لمن ترفع القبعات والايادي بالتحية والدعاء ؟

في لحظة اعلان النصر النهائي على الكابوس الداعشي في الموصل الذي جثم على صدور العراقيين منذ ثلاث سنوات من قبل السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي تكحلت عين كل عراقي غيور على تربة ارض العراق ووحدته بدموع الفرح والنصر وهبت لتعلن هذه الافراح بشكل لا ارادي في جميع المحافظات ..
عندها بدأت الذكريات تتسابق في الولوج الى الذاكرة ولا سيما بعد سقوط الصنم وكيف تحمل العراقيين كل اعباء المرحلة والمخاض الذي اولد الديمقراطية الجديدة الناشئة التي اغاضت اعداء العراق فصنعوا ما صنعوا وحاكوا وطبخوا من مؤامرات على العراق اولا ومحيطه العربي والاقليمي ثانيا .. فالربيع العربي الذي كان هو اول ردت فعل لديمقراطية العراق على مستوى المحيط العربي الذي اريد له التأثير على عراقنا الحبيب بكل السبل و الطرق ..
كان تفجير مرقد العسكريين في سامراء في عام 2007 هو من اعظم ما عان منه العراقيين لأنه عندما نتذكره نتذكر ذهول العراقيين بماذا يفعلوا بعد هذا التفجير ؟ والكل راهن واولهم اعداء العراق ان هناك حرب طائفية مقبلة تحرق الاخضر واليابس .. الا انها اخمدت تلك الفتنة بفضل من الله وتسديد الحكماء بضبط النفس.
فلم يكتفوا اعداء العراق بفعلهم بل كشروا بأنيابهم القذرة وساعدوا على دخول الدواعش واحتلوا اجزاء كبيرة من ارض العراق, ابتدأوا بالموصل وجعلوها خلافتهم المزعومة حتى اسقطوا محافظات شمالية وغربية وهددوا حزام بغداد وعاثوا بالبلاد شرا وقتلا وسبيا للنساء .. وكل هذه الاحداث امام مرى العالم بأجمعه !
كل هذه الذكريات تغزوا الذاكرة في لحظة اعلان النصر النهائي واسقاط دولة الخرافة في الموصل .. فلا بد من الشكر ولكن لمن يكون الشكر ؟ ونحس به كل الشكر لمن ؟
لله .. طبعا ولا منازع هو له الشكر والحمد سبحانه وتعالى .. وبشكره تدوم النعم .. ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق..
للشهداء وذويهم .. هؤلاء هم الاولى في الشكر بلا منازع لأن التضحيات بالدم والنفس اقصى غاية الجود..
للقوات الامنية بكل صنوفها وتشكيلات الحشد المقدس بكل مقاتليه وقياداته .. نعم واكيد هم الذين صنعوا النصر وثبتوه ..
كل هؤلاء وغيرهم من الخيريين وقدراتهم في التضحية وصنع النصر .. نعم ونعم ..
لكن كيف نشفى الغليل بالشكر والدعاء لمن يمثل هذا النصر كله والعراق كله ؟
نعم .. هو ذلك الاب الذي مثل رمز الاسلام المعتدل والدين المحمدي الاصيل ذلك الشيخ الكبير الوقور الذي هيبته هزت وارعبت المتكبرين والجبابرة .. نعم ذلك الاب لكل عراقي بجميع اديانه وقومياته وطوائفه التي بفتواه الكريمة ( فتوى الجهاد الكفائي) تذكرت الايات الكريمة التي نزلت على الحبيب المصطفى محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) اذ قال وعزً من قائل ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) ..سورة الحج)) نعم تذكرت كيف رجع المسلمون الاوائل بعد انتصارهم من معركة بدر اول المعارك في الاسلام التي مثلت انتصار ارادة الخير على قوى الشر وحيوا الرسول ودعوا له وفرحوا بالنصر معاه ..
اليوم .. نعم ترفع لك القبعات بالتحية والاجلال يامن رسمت وخططت النصر وترفع لك اكف الايادي بالدعاء بموفور الصحة والعافية والعمر المديد لتبقى خيمة يستظل بها كل العراقيين ونسال الله بحق جدك المصطفى ان تسلم راية العراق الغالية الى امامنا الغائب( الحاضر )الحجة ابن الحسن العسكري عجل الله فرجه الشريف وسهل مخرجه والعراق والعراقين وانت ايها السيد السيستاني بكل خير .