17 نوفمبر، 2024 11:47 م
Search
Close this search box.

لمن ترفع الرايات ؟

 وحطت الحرب اوزارها .. وتنفس الناس الصعداء او يكادون ، من اتون حرب ظالمة غير متكافئة الوسائل والغايات ، خطط لها جيران حقودون، ونفذها عدو جاهل لا يجيد الا العاب البلاستيشن والمغامرات اللا محسوبة ، ورقصت لها سيقان المذهبيين الجدد وسوقوها للعوام على انها انتصار آل البيت الابيض لآل بيت نقي تقي ، وسلمتهم يد الاحتلال مفاتيح الحكم والنفوذ ومعها دفة حكم جديد يمتاز بطائفية لم تألفها قواميس الوطن والمواطنة .
وبعد ان تهشمت انياب المحتل بفضل ضربات قدر لها ان تغير مشروعا خططت له الدوائر البعيدة والقريبة ، وقدر لها ان تعيد كرامة الانسان العراقي وكرامة امة باكملها اهينت مرات عدة وهي ترى اراذل البشر يطأون رؤوس ابناء الرافدين ويحجبون شمس الحرية عنهم باكياس سوداء مثل قلوب الجلادين .! بعد كل ذلك آن الاوان ان ترفع رايات الفخر لاهله وان تدق لهم اجراس النصر  ..
فراية اولى لشهداء ابطال اختطت دماؤهم عنوان كارمتنا واملنا في الحياة ، والى عوائلهم التي نكبت بهم وعانت وتعاني فقدانهم وفقدان من يعينهم على ايام الدهر وعادياته . وتخلت حكومات ما بعد الاحتلال عن تقديم الدعم اللازم لهم .
وراية الى ابطال احرار ساحوا في شوارع وازقة مدنهم ليدفعوا جيشا غاشما لا يعرف المنطق ولا يرعى في عراقي إلا ولا ذمة ، وسام الناس سوء العذاب ، فقاتلوه بما يملكون من ادوات قديمة وتقليدية وتفوقوا عليه وعلى اسلحة دماره بثبات اسطوري ، قهر الظالم واذهل العالم ، فمن يصدق ان مدينة مثل الفلوجة وبحجم سكانها ومساحتها تطرد الجيش الاول في العالم وتمنعه من دخول المدينة ستة اشهر او يزيد ، بعد معركة طاحنة تسبب الكوابيس لقادة المارينز وجنوده  ، ولا زالوا الى يومنا هذا يتعالجون من اثارها النفسية في مراكز متطورة في امريكا والمانيا وغيرها ! في ملحمة سطرت عنها الكتب العربية والاجنبية ، واحتفلت بها الفلوجة قبيل ايام وكرمت شهداءها بنصب تذكاري كبير يعانق سماء الحرية والاباء ، وعلى نفقة ابنها خميس الخنجر – جزاه الله كل الخير – الذي فقد اخاه الاكبر شهيدا في اول ايام الاحتلال وبادواته الخسيسة .
   وراية نرفعها الى روح وطنية جامحة سادت نفوس ابناء الوطن الواحد ليتلاحموا من الفلوجة الى النجف الى بغداد وسامراء وكركوك ويصفعوا كل مشاريع التآمر والتقسيم التي جاء بها الاحتلال ولجنته الشكلية في صياغة الدستور والتي رسمت خارطة تقسيم العراق في مواد دستور من المفترض ان يكون صماما لوحدة العراق . ومصدرا لقوته لا لفرقته ، ثم تشاء الاقدار ان يحارب الدستور ومواده من صنعوه برضى المحتل ومباركاته اليومية لعمل اللجان وليظهروا حرصهم على وحدة بلد مزقوه بأنانية وطائفية نادرة التكرار .!! لا لحرصهم على وحدة البلد وانما للامساك بتلابيب ومقدرات البلد وتطويعه جنديا مكلفا في الحرس الثوري الايراني !!
وراية اخرى ترفع للاعلام العراقي والعربي والاجنبي وشهدائهم في العراق والذين كافحوا وناضلوا اكثر من الكثيرين من دعاة النضال ومشايخه الجدد ، وسكان الفلل الشاهقة في هذه العاصمة او تلك !! ودفعوا دماءهم بحس عروبي او انساني من اجل قضية عادلة ، شاهدوها عيانا وعايشوها في يومياتهم في مدن العراق .. فتحية لطارق ايوب ومن تبعه في مسيرة شهداء الاعلام الصادق من اول ايام المحتل الى يومنا هذا .
وراية اخيرة تشمخ في عنان السماء لتصل بمداها الى اسوار سجون المحتل وورثتها الجدد لتعانق من حرموا الحرية من اجل قضيتهم وخدمة اوطانهم ، ومن معهم من ابرياء الابتزاز المادي وابرياء المخبر السري والعلني !  .. فرج الله عنهم وابدلهم خيرا من ايامهم التي عانوها ، وذاقوا ويلاتها ومراراتها . في سجون تفتقد لابسط مواصفات الانسانية في كثير منها ، وادوات تعذيب يتفنن السجانون من الاعداء والاقرباء في اختيارها حسب مواصفات ” التكنوإجرام ” !!
تلك ايامك يابلدي .. وتلك هي ايام اعدائك المنهزمين والموتورين .. ندم وذل واندحار ……

أحدث المقالات