الى أخواني الذين اعرف نواياهم النقيّة ولذا انصحهم ونفسي مخلصا ،وكذا لبعض المتشدّقين بنوايا دفينة،،أقول:
الولاء للدين لايتعارض مع الولاء للوطن مطلقا ، والإعجاب بتجارب الاخرين والاشادة بنهضتهم لايمثل بالضرورة انتماءً لهم ، والا لأتهمْنا جميع “المتشدقين” الآن ، بالولاء لليابان ضد بلدانهم ولاتهمناهم بالولاء للصين دون اوطانهم، ولاتّهمْنا كل الطامحين للعلوم بالولاء لانشتاين “الكافر” دون “النبي المسلم” ، ولإتهمنا كل المتسكّعين ليلا بالولاء (لصبيحة ذياب وساجدة عبيد) دون نساءهم وزوجاتهم ، ولأتهمنا كل السياح بالولاء لفينيسيا واسطنبول دون عواصمهم الاسوأ عيشا ومدنهم البائسة ،،! فلماذا تقبلونه تجاه الغربي والبعيد والعدوّ ، ولا تطيقونه تجاه ابناء دينكم وملّتكم!؟
هوّنوا عليكم ولاتختلطنّ عندكم المفاهيم ولاتشتبكنّ عندكم الصور .! ولايخدعنّكم الشيطان بحجج مزوّقة ليسحب قلوبكم -دون وعي منكم- الى النفاق على الاسلام ، حاشاكم واعاذكم الله منه .
خرقُ الولاء للوطن يكون بتخليك عن حبه وحمايته وسيادته ، لصالح قوة اجنبية طامعة او التهاون معها او تشجيع عملاءها لمصلحة دنيئة كما يفعل بعض حكام بغداد ومطبّلوهم مع ايران و حكام الشمال ومؤيدوهم مع تركيا وبعض سياسيي الصدفة مع بلدان الخليج ، هذا هو خرق الولاء.
اما حبّ الاسلام اينما كان ونصرة الدين اينما برز ، فلا يتعارض مع الولاء ،بل انه الولاء نفسه .
وأنا عن نفسي اهتمّ لآخرتي التي سيسالني الله فيها عن ديني وماصنعت له ، ولو راودني عدوّ على كرامتي ووطني لقاتلته ولو خادعني باسم الدين لكشفته ورددته ، ولو كان مسلما، ف”حب الوطن من البر” والموت دونه شهادة ، ولكن لا اتوكّأ على هذا -ظلما وغرورا- لأتخلّى عن موالاة المسلمين الصادقين اينما كانوا “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ” ۚ
ارجو ان تكون الفكرة وصلت “وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ”.