12 أبريل، 2024 8:07 م
Search
Close this search box.

لمـــــاذا .. المسير في طريق كربلاء الكرامة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

بدءاَ يجب التاكيد بان لا للشعائر التي تعطّل الحياة , ونعم للمارسة المنضبطة الواعية .. الواعية بالاهداف والغاية , والمراعية لمصالح العباد والبلاد .. لا لتعطيل المدارس ولا تعطيل العمل في الدوائر والف كلا لإشغال القوى الامنية عن اهدافها في محاربة الارهاب والجريمة ونعم للوسطية في الممارسة !

إنـّـــــــــــــــــــــــــه .. نهر بشري متدفّق من كل اصقاع الدنيا صوب كربلاء الحسين … اجتذبهم حسين العشق … فجادوا بسخّي العطاء وكل بحسبه وقدرته .. فالسائرون فيهم المسبّحون – أوالباكون المواسون – والمستغرقون باسترجاع ذكريات ايام كربلاء .. هؤلاء قد تركوا اعمالهم ومصالحهم واغلقوا بيوتهم , حامليم معهم الذين لايقدرون على المسير .. من شيخ مسن او امراة عجوز او طفل رضيع .. محتسبين هذا العناء – الشهد .. كنوع من المواساة للمصطفى الحبيب ولاخيه الوفي علي ولبضعته الزهراء الطاهرة .. وان تكن هذه المودة لآل بيت النبي عبادة يثاب عليها المسلم .. فهي تستبطن إستنكار حضاري ضد منهج الظالمين أين ومتى ماوجدوا , فأمية لم تمت بعد ونهجها ينموا حيثما توفرت بيئة آسنة – ولئيمة نتنة – بأيادً قذرة من اعداء الانسانية كأمثال يزيد وشمر ونساء من على شاكلة مرجانة وسمية وسيدتهن العاهرة هند – فالتاريخ قد يعيد نفسه بوجوه مختلفة ؟!

 

قال لي صديق محايد : أهتمامكم بهذه الفعالية وتقديسها , يقابله تهوين المسالة او التهكم عند الاخر المخالف .. فالنظر للامور يحدث من زوايا مختلفة فيحدث الاختلاف حتماً وتبقى الحقيقة نسبية دوما وحتى ان النسبية تنطبق على هذه العبارة التي ذكرت .. واجبت نعم أؤمن بنسبية النظر للامور فكل ينظر الى الهرم من زاوية نظره , وحتى نسبيتنا هذه تنطبق عليها مقولة النسبية ايضا .. ولكن هناك ثوابت منذ خلق الله الارض ومن عليها كقٌبح الظلم والسرقة والكذب والقتل والاعتداء على الاخر, وهي متطابقة في الحكم عليها في جميع القوانين الوضعية , في انحاء المعمورة وايضاً مع قوانين السماء .. والحسين (ع) خرج لطلب الاصلاح وليقول للظالم يزيد كلا وكانت اعظم كلا في التاريخ .. ونحن نجدّدّ هذه الصرخة في وجوه الظالمين كل عام .. وحيثما الظلم باق !

 

اقول لكل متفلسف غير منصف : لقد ذكرتني بـــــــــــــــــــــــ لماذا تركيز الأئمة – بعد الشهيد الامام الحسين – على احياء عاشوراء الامام واستحباب البكاء عليه .. انها عملية الاستحواذ على القلوب العاشقة لتوضيفها للغاية العظمى للنهضة الحسينية وهو تصحيح المسار من الباطل ( الاموي أو أي باطل ) في اي زمان الى العدل والحق في جانب النهضة الحسينية وشعاراتها التي وردت في كلمات سيد الشهداء في ميدان كربلاء : { ألا وإن الدعّيّ ابن الدعيّ قد ركز بن اثنتين .. بين الذلّة والسلّة وهيهات منا الذلّة } – او { الموت اولى من ركوب العار } – او { الا ترون ان الحق لايُعملُ به والباطل لا يُتناهى عنه .. ليرغب المؤمن في لقاء الله محّقّا } – او { الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يديرونه ما درّت معايشهم فاذا مُحصّوا بالبلاء قل الديّانون } – او { لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقّر اقرار العبيد ( او لا افرُ فرار العبيد } او { إني لم اخرج أشراً ولا بطراً , ولا مُفسداً , ولا ظالماً , وإنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي (ص) أُريد ان آمر بالمعروف , وانهى عن المنكر , وأسير بسيرة أبي وجدي } .. انها إيقونة  مدرسة آل البيت كما يصفها علي ع :  ((مناخُ ركابٍ , و مصارعُ عُشّاقْ )) .. انها ثورة مبادىء ورسالة وان  كتبت بالدم لكي تبقى اكثر ثباتا في صفحات التاريخ ! ان الشهيد لم يبايع يزيد المسخ ليعطيه الشرعية الدينية ( لان الحسين ابن الرسول الاكرم ) – انه قد رفض ان يكون شاهد زور – بالرغم من اغراءات السلطة ولو شاء  ذاك لكان من المقربين للبلاط الاموي ..  ! ان المسيرة المليونية اعظم توظيف للعشق من اجل الحق والوقوف بوجه الظالمين !

قد يعترض علينا معترض وهابي رخيص يعبد رباً له وحواس وجسم انسان ضخم ويتهمنا بتوحيدنا و بالشرك حين ننادي ياحسين .. اعلم نحن ننادي : ياحســـــــــــــــــــــين باننا جئناك ياسيدي ملبــّين طائعين لكي نسير على نهج ثورتك التي تضمنتها شعاراتك استجابة لله ورسوله لانك الإسلام الحقيقي .. وهوالاسلام ما كان متصلاً بحبل السماء وخط الأنبياء ، مذيّلا بتوقيع الأولياء ومختوما بخاتم الأصفياء فما بالك إن كان ممهوراً بدماء سيد الشهداء وكل ما عدا ذلك زيف وهراء صنعه الشياطين وعاظ السلاطين (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون) وكما  وصفهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع (كَأَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُكْفِئُوا الْإِسْلَامَ عَلَى وَجْهِهِ انْتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ وَنَقْضاً لِمِيثَاقِهِ الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ لَكُمْ حَرَماً فِي أَرْضِهِ وَأَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ).

 

هم أكفئوه بالفعل وأصبح الناس إلا أقلهم لا يعرفون غير هذا الذي يتقيأه علينا وعاظ السلاطين صباح مساء.. إسلام داعش والنصرة وبوكوحرام ووهابية آل بني سلول !

الصراع ماض والوعد الإلهي بنصر المستضعفين السائرين على نهج الصالحين والأنبياء والمرسلين قادم لا محالة فهو وعد الله الذي لا يخلف وعده (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).

دعوني اعود الى بعض مشاهداتي في هذا المسير المقدس .. فحين دخلت احد مواكب الخدمات المنتشرة على طول الطريق بين النجف وكربلاء – نزولا لتوسل احدهم بي – وكأنّي انا المتفضل عليه بقبول دعوته .. وكنت اشكوا آلامـــاً في اطرافي بحكم كبر سني ووزني الزائد .. فاخذوني الى غرفة صغيرة وتناوب علي اثنان من زين الشبان لعمل المساج لي وبمراهم طبية مروغة .. فانسوني بعنايتهم الفائقة بي وبأدبهم العجيب تعب المسير .. ثم وفروا لي حمّاماً ساخنا .. وقاموا بغسل ملابسي وتجفيفها بالحال .. فنالني اشد الحياء مما شاهدته من تفاني واخلاص في اسداء الخدمة للجميع .. ولا اريد ان اتناول تفاصيل الاطعمة والاشربة والحلويات .. بل يأتيك كل ما تتمنى .. ثم جاء وقت النوم .. وهدأ المكان وامتلات القاعة الكبيرة باكثر من مئتين من الزائرين .. ولاحظت مجموعة من شباب الموكب جالسون في البرد القارص خارج القاعة لحراسة المكان والسهر على راحة الزائرين .. ياترى هل يقوم هؤلاء بهذا الفعل لولا عشق الحسين ؟!

غادرت المكان وانا اردّدّ :

 تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَع

صلوات ربي على  الحسين وعلى ال بيته واصحابه

وعلى  المرابضين  في الخنادق

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب