تشابكت الروئ واختلفت المعايير, وتفتت المقاييس, واختلطت الاوراق حابلها بنابلها ,وتغيرت معالم الارض في ظروف عصيبة قادت العراقيين الى متاهات لا يعرف كنهها الا الله سبحانه وتعالى, وجعلتهم في أتون مأساة عميقة مخيفة ,وأرعبت الكثرة التي لا تملك الا رغيفا مغمسا بالشرف والسمو, وكأني بلسان حال العراقيين ومنهم العرب السنة هل نستحق الذي جرى ويجري؟ لم يبق شاخصا تاريخيا لنا على الارض, ولم يبق لنا شاخصا اقتصاديا الا وسوي بالأرض, وانتهت الى ما انتهت اليه كل البنى التحتية في مدننا وقرانا وخربت شوارعنا ,ودمرت مدارسنا وجامعاتنا , وحرقت مساجدنا
,وسكت اذاننا في أكثرها , وهلك حرثنا حيث خربت أكثر بساتين العرب السنه وحرقت ونهبت مزارعهم ومحاصيلهم, وفخخت بيوتاتهم وسويت بالأرض بمختلف الذرائع والحجج ,وحال شيوخهم ونسائهم ,وكبارهم ,وشبابهم واطفالهم شمت بهم الاقربون قبل الابعدون, حيث يفترشون أرض النزوح من جنوب بغداد وصولا الى اعالي قمم كردستان , ورأوا من الذل ما لم يره أهل بغداد اذ بان الغزو التتري, وصاروا في شظف من العيش بعد أن كانت الدنيا تفخر بكرمهم وصاروا يستجدون اللحاف بعد أن كانوا غطاءا وسترا لأكثر العراقيين بلافخر, وديست أنوفهم بالأرض بعد ما رأوا قناني المياه ترمى لهم
كالكلاب ,الخلاصة لمصلحة من تستباح أنفس وأموال وأعراض وأرض العرب السنة؟ ولمصلحة من هذا التقتيل بلا هوادة وبمختلف الذرائع ؟ اذا كان من أجل الدين فبئس الدين القتال للطفل والمرأة والشيخ ؟واذا كان من أجل الوطن ؟فبئس الوطن الذي لا يحترم قوانين السماء قبل الارض؟واذا كان من أجل الجاه والمنصب؟ فمن العاهرات من تعتز بمهنتها وجاهها عند صاحبها؟ بئس الجاه والمنصب اللعوب, وكل هذا الذي حدث و يحدث يقينا ومعي كثر من العراقيين يعرفون أن خيوط تشابكه قد أضحت داخليا وإقليميا ودوليا, بسبب تجار السلاح وتجار الموت من السياسيين, فبئس التجار وبئسِ
السياسيون ,فلمصلحة من فعلتم بنا هكذا ؟ خسأتم وخسأت تجارتكم والاعيبكم التي باعتنا بأبخس الاثمان وصرنا في مهب ريح لن تتوقف في القريب والله أعلم.