كل منا يتذكر أزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا بداية الستينات من القرن الماضي ، وكيف ادعى الرئيس كندي آنذاك . أنها صورايخ تهدد الأمن القومي الأمريكي في العمق القريب ، وكاد العالم آنذاك أن يشهد حربا نووية مبيدة لعموم البشر على كوكبنا الذي سيشهد يوما حربا كونية بسبب نزوع الرأسمالية الإمبريالية نحو التهام خيرات هذه الكرة من يد شعوبها ، والسؤال لماذا لا في كوبا ولماذا نعم في اوكرانيا وجورجيا وقبلها في بولندا وجيكيا وغيرها من دول حلف وارشو السابق ،؟
لماذا تدعى اوكرانيا لأن تكون عضوا في الناتو.؟ وهي تعلم أنها تكمن عند خاصرة روسيا .؟ أو لماذا يشجع الغرب ويحرض جورجيا للدخول في الناتو العجوز.؟ والسؤال الأهم هو لماذا يستهدف الناتو روسيا وهي لم تعد ذلك الاتحاد السوفيتي الاشتراكي الشيوعي المعادي للرأسمالية.؟ هذه الأسئلة أجاب عليها تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية ، حيث تشكل حلف شمال الأطلسي من تجمع للدول الرأسمالية ذات التاريخ الاستعماري القديم ، ومن نموذج الدولة الإمبريالية الصاعدة الا وهي الولايات المتحدة ، ليكون بمثابة اليد القادرة على ضرب الاشتراكية الصاعدة والمتمثلة بحلف معاهدة وارشو ، وبدأ الصراع البارد بين المعسكرين المتصارعين ، حتى تفكك الاتحاد السوفيتي وزوال حلف وارشو ، وظهرت روسيا الاتحادية بجغرافيتها الحالية ومساحتها تزيد على ١٧ مليون كم ، مشكلة خطأ بريا يربط اوربا بالصين ، ذلكم العملاق الهادئ المطعون هو الاخر في الخاصرة أيضا عند جزر كيموي .( تايوان) .
ان زعيمة العالم الرأسمالي لم تعد مطمئنة على نفسها إزاء ظهور عملاقين اوراسيويين منافسين إزاء أفول نجم العمالقة الاوربيين ولو اتحدوا لأنها لم تعد تستطيع أن تتمترس وراء العولمة ، ورايناها تتمرد على ثوابت الرأسمالية بالحمائية التجارية إزاء الصين ، وراحت تتنقل باساطيلها في بحر الصين الجنوبي وتتحرش بروسيا في اوكرانيا وان نجحت في جورجيا وربما عند بعض دول آسيا الوسطى ، الأمر الذي دفع بالدب الابيض الثلجي القطبي الروسي بأن يجري تمارين الإحماء والرياضة الجسدية بعد سبات نسبي في اوكرانيا ، التي ابتلت بزعيم منتخب بليد لم يكن ليفهم الدوافع الجيوسياسية ودورها في تحريك الآلة العسكرية ، ولم يكن يفهم أن الغرب لا يضحي بحضارته وتقدمه من أجل اوكرانيا ذات أغلبية روسية لا تنفصل في النتائج عاطفيا عن روسيا الام ، وهو ايضا لا يعلم أن الغرب درس مليا شخصية الزعيم الروسي وتطلعاته السياسية ، وأنه رجل المهمات المخابراتية والهجومية، وان هذا الغرب وفي المقدمة الولايات المتحدة أراد أن يمتحن روسيا على الرحلة الأوكرانية ، لذا فقد كان للأطلسي مأرب من وراء اختلاق التماس مع روسيا لمعرفة مدى جدية الروس وخاصة الشيوعيين وقدرتهم على تحريك الأحداث ، ومدى جرأة أولئك الروس في اعلان الحروب ما دامت تتعلق بمستقبل روسيا الاقتصادي المتمثل بعداء امريكي سافر ومتأصل منذ التأسيس لخط الغاز الروسي إلى ألمانيا ، لأن هذا الخط حرم الولايات المتحدة من فرصة تصدير الغاز الحجري الأمريكي إلى أوربا وكان سيأصل ويعمق علاقة روسيا بعالم بحاجة لعقود طويلة إلى ذلك الغار النقي والرخيص ، لقد خسرت اوكرانيا بعنادها الغرب والشرق معا.