إن الانقلاب العسكري هو ظاهرة قد تتسم بالعنف ويرافقها سفك دماء وبطش ولجوء لاستعمال وسائل القوة وفرض أجواءاً يغلب عليها مظاهر حظر التجوال ومنع حركة العجلات وما يصاحبه من وقف العمل بالدستور وحل البرلمان وفرض الاحكام العرفية وتغييب للحياة المدنية وانتشار لحركة العجلات العسكرية في الشوارع وتنفيذ الاعدامات السريعة بعد المحاكمات الفورية وسيطرة القوة ورجال العسكر وهيمنة المظهر العسكري على المشهد السياسي
إن الاحزاب السياسية هي التي أوصلت العراقيين الى قناعة بأن الاحزاب الموجودة على الساحة العراقية لا أمل يرتجى منها بعد أن تلاعبت بالمال العام ودعمت مافيات الفساد والمليشيات والفصائل المسلحة ومالها من ارتباطات مشبوهة وولاءات للدول الاجنبية مما أدى الى الانهيار الشامل والشلل التام في البلد واستحوذت على كل مفاصل الحياة بسبب الانتخابات غير النزيهة والتي أساسها التزوير مما أشاع الخيبة والفشل
ولهذا فان لنا الحق ان نقول ان الاحزاب هي التي تتحمل كل المسؤولية بعد أن أوصلت الشعب العراقي الى حالة من القنوط والاحباط بعد أن غلقت الطريق أمامه وحرمته من الحياة الكريمة وأحالت العراق الى ركام وأشاعت فيه كل مظاهر الخوف والفساد والقلق وفقدان الامان
وللانصاف ان جميع الاحزاب القومية والماركسية والاسلامية كان لها فرصة في إستلام السلطة ولكنها فشلت فشلا ذريعا وأساءت كثيرا للعراق والعراقيين وجميعها تملطخت أياديها الملوثة وأصابعها القذرة بدماء العراقيين الابرار الشرفاء وعلينا ان نفصل بين الحزب وبين الفكر لان جميع الاحزاب قد قدّمت مصالحها وأنانيتها على المبدأ والفكر
لذا فان العراقيين حينما يفكرون بالانقلاب العسكري ليس حبّاً به أو رغبة اليه لانهم بطبيعتهم يطمحون للحياة المدنية ويتغنون بالحرية ويؤمنون بالتداول السلمي للسلطة ولكنهم اليوم يعتبرون الانقلاب العسكري رحمة لهم مما حلّ بالعراق وخروجاً من الازمات التي عصفت به وتفاقمت بوجود هذه الاحزاب وهم من حثالات المجتمع يستعينون بعصابات إجرامية لفرض سطوتهم على المجتمع والتي إستباحت كل شيء حتى باتت تعطي إنطباعاً بفقدان الامل بعد أن ذاقوا كل المآسي والآلام