15 أبريل، 2024 7:45 م
Search
Close this search box.

لماذا يكره بعض السياسيين عبد الكريم قاسم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا احد يختلف في مدى وطنية واخلاص الزعيم عبد الكريم قاسم لابناء شعبه حتى الاعداء اقروا بهذه الحقيقة على مضض ،لان الرجل لم يترك بابا ينفد فيه الخصوم لاجل التشكيك في ولائه ونزاهته المشهود لهما  من قبل الجميع . مع كل هذا الحب الشعبي لرجل لم يحكم العراق سوى اربع سنوات كانت قلقة من الناحية السياسية ومليئة بالمؤامرات الداخلية والخارجية ، فانه استطاع خلالها ان يرسي صروحا حضارية ما زال تذكرها الاجيال ولعل اهم تلك الانجازات التي تحسب للزعيم قضاؤه على مشكلة السكن في ظرف قياسي رغم الرجل جاء الى الحكم بلباس العسكر ومات مضرجا فيه ، لكنه استعان باهل الخبرة والمشورة في ايجاد الحلول الناجعة للهاربين من الظلم من اهالي الجنوب والذين سكنوا في بيوت جلها من الصفيح والقصب والطين فضلاعن توزعيه لقطع الاراضي على الهيئات التعليمية حيث انشأت في اغلب مدن العراق احياء عرفت بـ(حي المعلمين ). هذا جانب بسيط من اجازات ابن العراق البار قابله حب شعبي منقطع النظير لتواضعه وبساطته ،ومع كل هذا الحب فان طائفة من بعض السياسيين كانت ناقمة على شخصية قاسم لدرجة الكره الاعمى ولعل جل هؤلاء هم من اذناب الملكية الذين جردوا من دونماتهم التي اخذوها بغير وجه حق وحكمهم القاسي على الفلاحين وسرقة تعبهم الذي يتبخر عند اول اطلالة لموسم الحصاد وخروجهم خالين الوفاض . الصنف الثاني من الفئة النقمة على عبد الكريم قاسم هم من بعض دعاة القومية والعروبة التي حاول حاول الزعيم ان يستبدلها في نفوس العراقيين ويجرهم الى قضية اسمى وهي الولاء للعراق قبل كل شيء ،ولكن بعض هؤلاء وبتحريض من رأس التيار القومي العربي انذاك جمال عبد الناصر حاولوا اتهمام قاسم بالشعوبية بعدما عجزت ماكنتهم الاعلامية الضخمة من فتح ثغرة بسيطة في جدار نزاهته واخلاصه  او نعته بالعمالة لجهة معينة سواء كانت شرقية ام غربية . الشعوبية مفردة طالما تغنى بها بعض القوميين وطبلوا لها لاجل تشويه صورة الرجل البيضاء بعدما عجزت كل محاولات للنيل منه والتشكيك بوطنيته التي استوعبت الجميع بكل طوائفهم ومذاهبهم ،بل حتى يهود العراق الذين شعروا بنوع من الرخاء الامني خلال فترة حكمه (1958- 1963) . طبعا الحقد والكره امر متوارث لايشمل فترة حكم قاسم بل امتد حتى اليوم حيث مازال بعض السياسيين يتحسسون منه ويحاولون قدر الامكان تجاهله بطريقة مكشوفة تخفي وراءها التطرف الطبقي . اما الفئة الثالثة من بعض السياسيين هم الذين عموا بفعل ماكنة التشويه الاعلامي  فانحرفوا تبعا للاهواء الشخصية تحركهم خيوط خارجية مريضة . رغم الفئات الثلاث اعلاه فان عبد الكريم  قاسم بيقي حبه محصورا بين ضلوع الجماهير التي اورثته هي الاخرى الى الاجيال الجديدة من خلال التحسر على ايامه والانجازات التي حققها والتي لم تستطع رجل في مثل ظروفه ان يحققها ولانه  جاء من اجل الشعب ومات في سبيله .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب