18 ديسمبر، 2024 9:50 م

انها صرخة مدوية اطلقتها أمرأه امريكية بعصبية بالغة بعد تفجير مركز التجارة العالمي ، عبرت فيها عن سؤال ذكي لم تستلم جوابه لحد الآن .
هذه الصرخة ينبغي ان يطلقها اليوم كل الطبقة السياسية اليوم في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية بكل اشكال الحراك السلمي الحضاري .. والكل يصرخون باتجاه النظام السياسي الطائفي.. نظام الفساد .. ولعل من الواضح للجميع ان هذه الصرخة مكبوتة في صدور الجماهير لكل المحافظات ، وخصوصا محافظات (الفقاعة النتنة) والتغييب القسري والنزوح المستدام .

اقول هنا ان المشكلة تكمن في ان امريكا تعي لماذا يكرهها غير الامريكيين خصوصا ألا انها ماضية في مخطط كبير للهيمنة الكاملة على العالم ولن تغير هذا المخطط الا بالقوة ، ولديها ترسانة اعلامية ضخمة تساهم ابنتها المدللة اسرائيل بثلاثة ارباعها تمكنت من اقناع جزء من الشعب الامريكي ان ادارتهم تريد تحقيق مصالحهم ،( الحلم الامريكي ) ولعل ذلك لا يخلوا من الحقيقة

نظامنا السياسي الذي هو الوحيد في العالم لا يسمي نفسه ولا الناس تسميه (نظام) بل (عملية) سياسية وضع اسسا لاستمراره تخيل انها كافية لأسناده على الدوام وتتلخص في مظلومية الشيعة والكرد والاجتثاث والتغييب وحقوق الضحايا ، وهذه كلها كانت تكفي لسنين عدة بعدها يبدأ الشيعة والكرد والضحايا يتساءلون : نحن ضحايا نعم ، لنفترض ذلك ، نحن مظلومون نعم لنفترض ذلك.. ثم ماذا؟؟ ما الذي قدمه المخلصون لنا ؟؟ رواتب رفحاء والشهداء والسجناء وأسعدهم بقطعه ارزاق ارامل وايتام اركان النظام السابق وحجز املاكهم وحرمهم من حقوقهم الدستورية دون سند دستوري او قانوني ومن هذه الحقوق حق الاجتماع والتظاهر وغيرها من اساسيات (المواطنة) .وكل ذلك بلا (حلم عراقي) ولا بناء امبراطورية كأمريكا بل حلم السعلوة وبناء امبراطورية لغيرنا نكون نحن تابعون لها

ليس هكذا تروى الابل يا سياسيين ان اولاد الضحايا وغيرهم يريدون عمل يريدون تعليم راق ومشافي محترمة ومستقبل زاهر وآمن فليس بالراتب وحده يحيا الانسان يريدون (دولة مثل كل الدول ) وهذه العبارة اتفق عليها ثلاثة من ابطال التوك توك على شاشة الرشيد الفضائية وكانوا خمسة اولهم عمره 17 سنة ثالث متوسط وهو سائق وليس مالك والمالك اشتراه بالتقسيط .. وآخرهم 42 سنة خريج ادارة واقتصاد حرقوا تكتكه في المنطقة الخضراء واشترى آخر وكلهم اشتروها بالتقسيط .. يقول احدهم نقول لهم نريد وطن يعطونا 125 الف نرجع ونعيدها عليهم (نريد وطن) يزيدونها الى 150 الف .!!!

لهذا يكرهونكم .. لأنكم لم تشعروا بهم يوما وتصرفتم على انهم غير موجودين بل ليسوا طرفا بكل معادلاتكم .. تريدون فرصة (41) وهم يتذكرون مخرجات الفرص ويتذكرون ال(100)يوم ويتذكرون اتفاق اربيل ووثيقته وغيرها الكثير

كان من ضمن نقاط اتفاق الشرف التشريعات وظهر تعديل اول تشريع وهو تعديل قانون التقاعد الذي من اسبابه الموجبة تحسين الوضع المعاشي فرفع جزء من الحد الادنى 100 الف دينار اما الحدود العليا فقد انزل بعظهم الى 75% من الحد الادنى ورفع مدللي العراق من السماء الاولى الى السابعة فصارت اعلى من راتب الوزير والنائب كما يقول الخبير طارق حرب .

اخيرا لا بد لكم من ان تجيبوا على السؤال المركزي ..لماذا يكرهوننا وفي كل احتجاج تحترق مقرات احزابنا ولماذا .. ولماذا ؟؟ولماذا ؟؟ فلا يمكن ان اجيب السؤال بأقل من الف صفحة .. راجعوا انفسكم فما زال في القوس منزع