فكرة تقسيم العراق إلى ثلاث اقاليم كونفدرالية او دول ليست جديدة على الأمريكان، فقد سبق ان صرحو ا بها حتى قبل الاحتلال ثم جاء وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر ليدعوا في عام 2006 إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة اجزاء
ولما كانت الوحدة الوطنية في العراق غير مقدسة بدليل الصراع المستمر ومحاولة ابادة الاخرين وعمالة اغلب الاحزاب لدول الجوار ومحاولات الاكراد سرقة ارض العراق المضيف والانفصال عنه عنوة! ,فان كل ذلك يشجع الامريكان على اطلاق تصريحاتهم المتكررة هذه لسببين برأي هما تهديد بعض اطراف الصراع وابتزازها وفي نفس الوقت يخدر الانفصاليين ويبقيهم على امل الانفصال لكن لا يعطيهم اياه فيبتزهم ايضا لتحقيق غاياته بحجة ان الوقت لم يحين الان!.
الانفصال والوحدة هذان المتناقضان يعملان بوقت واحد في العالم فترى دول تتوحد فيدراليا واقتصاديا ودول تطالب بالانفصال مثل اسكتلاندا و جزء من اوكرانيا لكن الذي يميزها عن العراق والدول العربية ان تلك تحاول الانفصال بارادتها بينما تريد امريكا فرضه على العراقيين لان الاكراد هم اصلا ضيوف على العراق استوطنوا فيه ولا يشكلون غير 15% باحسن تقديرا وفق احصاءات ما قبل العدوان الثلاثيني على العراق بعد ان ضم الكويت اليه وأن أي استفتاء شعبي يجيز انفصال مدن الاكراد التي استوطنوا بها يجب ان يشمل الشعب العراقي بكامله لذلك فهذه عقبة كبيرة لا يمكن حلها وهي ضد الانفصال لذلك تعمل امريكا على خطين الاول بعد القضاء على حزب البعث او اضعافه لانه حزب قومي ولا يمكن ان يوافق بأي صورة من الصور على تجزيء العراق بينما معلوما انه يسعى للوحدة العربية ,كذلك القضاء على سنة العراق لانهم لا يهادنون المحتل واما منتمين الى احزاب قومية او اسلامية ترفض أي طرح للتقسيم لذلك يقوم الفرس واحزابها بمباركة امريكية بعملية الابادة الجسدية بحق الممانعين وتبقي الحزب السني الوحيد الذي مشى وراء مصالحه الضيقة كمن تلقي اليه لقمة مربوطة بحبل يلهث ورائها كلما وصل اليها سحبتها منه وابقته بما يسمى العملية السياسية للمحتل على امل الحصول على اقليم تلك العملية التي اثبتت فشلها ومن يقودها على مدار الاعوام السابقة ومنذ الاحتلال الامريكي الايراني للعراق.
لعب مسعود البرزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس الإقليم الذي لا يتغير!،(لا ادري لماذا تلصق كلمة دكتاتوري بصدام فقط !) دوراً فعالاً في عدم استقرار العراق،فهو لا يألوا جهدا او يجد حرجا التصريح بصورة علنية عن رغبته وحزبه على الانفصال عن البلد الوحيد الذي استضاف الاكراد واعطاهم حقوق المواطنة من تعليم وتمثيل .. ومعروفا فان الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) قد حرموا الاكراد بالحصول على دولتهم داخل حدود ايران مستقر هجرتهم الاخير بايام معاهدة لوزان عام 1923،التي حرمت الشعب الكردي من التمتع بحقه في إقامة دولته القومية بغرب ايران .
هناك معلومتان لا يختلف عليهما اثنان الاولى ان الاستعمار البريطاني معروف بخباثته في تقسيمات الحدود التي اينما وضع يده عليها فانه نصب شركا او مشكلة مستقبلية تنزف الدماء بسببها لذلك الشعب او البلد والثانية ا لا وجود يذكر للاكراد بذلك التاريخ(1923 ) في العراق عدا مدينة صغيرة اقامها القائد العثماني سليمان كملاذ امن لاكراد ايران من بطش الفرس ولذلك سميت المدينة على اسمه بالسليمانية .ولم يكن معقولا ان تقطع جزء من العراق الذي غالبيته كلدانيين وأرمن وعرب مسلمين وتركمان وتقول انها اراضي كردية لذلك فانا على قناعة ويوما سيكشف المستور من ان الانكليز شجعوا الاكراد على الهجرة الى العراق وسوريا وحتى شمال تركيا لخلق وضع طوبوغرافي يسبب مشاكل تضعف ما تبقى من الدولة العثمانية أي تركيا.
أقول لولا خباثة الانكليز لتم اقامة دولة الاكراد في غرب ايران ولما تعرض الشعب الكردي لكل الماًسي التي شارك بها وفعلها قادتهم المطالبين بالاستيلاء على اراضي عراقية ثم الانفصال عنه , ولو كان قادة الاكراد مخلصين لشعبهم لعملوا وركزوا على النضال من اجل اقامة وطن قومي لهم غرب ايران لاسيما وان عددهم تجاوز ال 8 مليون هناك فلذلك ينطبق عليهم قول المظلومين الظلام حالهم حال الكثير من الشيعة الذين غسل دماغهم الفرس واحشوها بالمظلومية الخيالية والغير واقعية ,ولما تمكنوا تحولوا انفسهم الى ظلام منتقمين من اخوان لهم احتضنوهم وعاشوا وتقاسموا معهم الحياة الحلوة والمرة .فماذا نفعهم الانتقام من اناس بسبب هوياتهم وماذا فادهم القتل والتهجير وخصوصا بعد اكثر من 12 سنة من انتهاء مظلوميتهم وماذا نفعتهم ايران وقدمت لهم غير الاحزان وترسيخ اللطم ومشاهد الزيارات المؤلمة ..بيد ان أائمة الظلال لا تدع عيونهم تنفتح حتى يرون ان الفرس يحتفلون سنويا لمدة 14 يوم بعيد نوروز عيد عبدة النار من فرس مجوس وتركوا اعياد المسلمين لتكون احزانا والام .!ثم ماذا قدموا لانفسهم هؤلاء المظلومون وقد طفح الكيل لدى الغالبية فخرجوا في مظاهرات ؟!!.
اذن حتى تقسّم امريكا العراق عليها ان تنهي وجود الاكثرية التي سترفض انفصال شمال العراق منه عن طريق تحويله الى اقاليم شيعية كردية وسنية لا حول ولا قوة لها ان لم تستطع ان تقضي عليهم لذلك فامريكا تغض الطرف عن جميع الجرائم الوحشية التي تقوم بها ايران وحلفائها من ميليشيات تابعة لهاضد السنة لغرض اضعاف السنة والقوى الوطنية والقومية وتجبر الباقين على الهجرة ومغادرة العراق وتشارك بالمجازر ضد السنة والمتظاهرين السلميين منهم وزرع داعش بينهم كي تعطي المبرر لحرب الابادة فمرجعيات شيعة ايران جاهزة كي تحول جميع السنة الى وهابيين ودواعش .. الطريف ان ايران لا تفضل تقسيم العراق لانها تريد ان تبتلعه بالكامل وتدمجه مع سوريا ولبنان لذلك فاول خطوة تدلل على نجاح مسعى امريكا هو بقبول ايران والشيعة بقيام اقليم شيعي في العراق .
اذا كان الامر كذلك فيستطيع قائل ان يقول لقد كان بمستطاع امريكا منذ الايام الاولى للاحتلال ان تقسم العراق الى ثلاث اقاليم وتضع عملائها الجاهزين لرئاسة هذه الاقاليم ولكن نقول ان المعادلة كانت ستختلف وان الاقليم السني الذي لو وجد لاصبح قوي بقواه الذاتية من بعثيين ووطنيين واسلاميين ولاستطاع ان يقلب الطاولة على امريكا وعملائها لذلك كان لابد لامريكا ان تكذب وتخدع السنة بانها تريد قيام اقليم سني لحمايتهم و ان تبقى تكرر التهديد بالتقسيم الى ان تحقق غاياتها في عدم الممانعة من خلال اضعاف القوى التقدمية والسنة .
هذه هي الحقيقة واضحة كما اراها وكما كان رأي سابقا ان امريكا تخادع ولن تعطي السنة اقليم ولذلك هي تكرر اسطوانة تقسيم العراق على اقل تقدير ان التكرار يخلق اللامبالاة ! , وسيكون تقسيم العراق الى ثلاث دول مسئلة امر واقع من اجل الخلاص الوهم.