في منتصف السبعينات شهد العراق نزوحا مقصودا اليه من قبل المصرين , فكان اشبه باسراب الجراد الذي ينتشر في مزرعة مثمرة فيجعلها عصفا ماكولا , وهذا ما حصل في العراق بالكمال والتمام , وقد كان النظام البعثي يروج اعلاميا بان العراقين يحبون المصرين , بينما الحقيقة اكثر دولة يكرهها اهل الغيرة العراقيين هم المصرين , لاسباب عدة منها الجانب النفسي لعوائل الشباب العراقين الذين زجوا في مطحنة الحرب العراقية – الايرانية , بعد ان اخذ المصريون مكانهم في الشارع والمعامل والوظائف , والمصريون جلبوا معهم اساليب وخدع بعيدة عن قيم وشيم العراقين كالمتجارة بالسوق السوداء والكبسلة والكذب والغش وبانهم اصحاب شهادات اقلها دبلوم تجاره.
لقد قاوم الشعب العراقي وجود المصرين حتى وصل الامر الى قتل اعداد منهم من ارتكب جريمة اخلاقية , لكن النظام السابق شرع قوانين وضوابط مرعبة ضد العراقين ولصالح المصرين بل امر بتجنيسم بالجنسية العراقية , فاصبح المصري سيد على العراقي والعراقي عبد ومواطن درجة ثانية , ومنح منهم من يتزوج ارملة عراقية مبلغ 5000$ والمغفلة من تزوجت مصري فخدعها وسرق مالها وهرب الى مصر .
محاولة اذلال العراقين وكسر عيونهم لا تجدها عند صدام وحده بل عند كل دعاة القومية العربية ومن يمني نفسه بالخلافة الاسلامية , فاياد علاوي عام 2010 صرح للاعلامي د. نبيل جاسم ان مصر متفضلة على العراقيين ولا اعرف بماذا متفضله ؟! هل بارسال ابو ايوب المصري لقتل العراقين بالمفخخات ؟!او بابو ذيبه المصري الذي افتى باغتصاب عروس الدجيل وقتلها ؟!
ليس المصري وحده يفضل على العراقي , كذلك الفلسطيني والاردني والمغربي والتونسي , فصدام في الثمانيانت جلب فلاحين مغاربة واعطاهم اراضي زراعية وبنى لهم بيوت ومنحهم تسهيلات مالية , وكانما العراق خلى من الفلاحين العراقين !! في بداية الثمانينات كنا طلابا في الجامعة, نتقاضى 30 دينار مخصصات من الحكومة , ولكن الطلبة العرب يعطوهم اكثر منا بكثير فنراهم يصرفون ببذخ ويتصرف البعض منهم بافعال تخدش الحياء .
لقد كان في رقبة صدام دينا للمصرين لانه عاش على فتتات موائدهم , وعندما اصبح حاكما اراد رد هذا الدين براس العراقيين وعلى حساب كرامتهم ومالهم …اليوم الحالة تتكرر فمن عاش في ايران يريد رد الدين والضيافة بنفس المنوال , فمطاعم العتبة في كربلاء والنجف لا تقدم الطعام للعراقي مختصرة خدمتها للايراني والباكستاني واللبناني , بل الزائر الاجنبي يسمح له بدخول الموبايل الى الاضرحة المقدسة ولا يسمح للعراقي بذلك , مما يجعل العراقي يشعر انه غريب في وطنه مهان الكرامة , فهل الله ابتلانا بساسة لا يحترمون مشاعرنا ولايحافظون على كرامتنا ويسعون الى كسر عيوننا امام الاجنبي ؟! وهل رايتم مثل هذا في زيارتكم لمشهد وقم ومرقد السيدة زينب في سوريا والمقامات والاضرحة في لبنان ,هل اعطيَ خصوصية وتفضيل لعراقي ؟! وهل احد قدم قدح ماء لزائر دون مقابل؟! تفضيل الاجنبي على العراقي اخذت منحى العادة والتثقيف الممنهج , فهناك فنادق في المدن المقدسة لا تستقبل الا الاجنبي ومواكب وبيوت تفضل الزائر الاجنبي على العراقي …انا اقول : ليس هناك بلدا اسلاميا يدعي العدل والمساوة كايران , ففي عام 2011 سافرت الى قم في وقت كانت المدارس معطلة والايرانيون يصطافون للسياحة , فكل فندق نطرقة لا يستقبلنا ويستقبل الايرانين فقط , وقيل لي والعهدة على القائل انه سافر الى ايران قبل اشهر وزار مدينة الالعاب فكانت تذكرة الدخول للايراني 15 تومان ولغير الايراني 35 تومان … و ليس هناك بلدا اكثر ديمقراطية من استراليا …ساعطيكم حادثة عشتها عام 2008 كنا طلابا ولدينا مشروع زراعي تجريي في قرية بمدينة ادلايد واجرنا فندقا في قرية , ولكن الغي حجزنا وحولوه الى فندق اخر من اجل فلاحين استرالين حضروا معنا لمشاهدة البرنامج التدريبي فشغلوا هذا الفندق لقربة والخدمة الجيدة فيه.
هكذا تلك الشعوب التي تحترم مواطنيها وتحافظ على كرامتهم ماديا ومعنويا وليس الحكومات العراقية التي تفضل الاجنبي على ابن العراق الاصلي , فمتى نصحوا لنرى حاكما عراقيا غيورا على كرامة ومصلحة ابناء بلده فيجعلهم في المقدمة والاولوية ولا يفضل عليهم الاجنبي تحت مظلة القومية او الدين وكانما لدينا نقص في عروبتنا واسلامنا ؟! فالعراقيون هم اصل العرب وتدينهم هو الاسلام الحق , ولكن نحن ايتام قيادة سياسية ودينية , ومن يتصدى لهذه المواقع لا يشعر بشعورنا ولا يشاركنا همومنا .