رغم انهم يكشفون جرائم حكومة المنطقة الخضراء ويسلطون الاضواء على سرقاتهم واختلاساتهم وعمولاتهم بغير حق , ورغم انهم يتلفضون احيانا بكلمات بذيئة تصف البعض منهم وصفا مرادفا للحيوان او الطفل الرضيع او الغبي ..ورغم انهم يخصصون حلقات خاصة تنتقد فلان من الزمرة الضالة المضلة , وفلان هذا قد يكون رئيس الوزراء السابق او الحالي او حتى ما يسمى رئيس الجمهورية او اعضاء برلمان , فالمجال مفتوح لهم بانتقاد أي عضو ميليشيا او وزير وأي شخصية لكن باسلوب هزلي لا يمكن ان يكون جادا .فتعالوا نبحث هذا الامر..
اقول لكم : لو اخذنا أي جريمة من جرائم هؤلاء الخونة والعملاء وطرحناها للنقاش او التحليل او الانتقاد بصورة علنية لادى ذلك الى فوران الدم وترتفاع الضغط لدى الشعب و لن ينخفض الا بعد ازاحة او محاكمة هؤلاء السراق والمخربين لكن قام هؤلاء البهلوانيون والمهرجون بنجاح بالتحفيز المستتر لعقولنا لايجاد بديل عن الغضب الطبيعي و استبدال احاسيسنا ومشاعرنا الجياشة الطبيعية بالتفكه والنكتة حتى اصبحت الجريمة شيء عادي وسرقة اموال الدولة والاجيال القادمة شيء بسيط نضحك عليها و ههههه لقد كشفناك !!( كرة عين امك )! .. بعدما كانت جريمة واحدة بشعة تقيم الدنيا وتقعدها وتجعل الجماهير تطالب بالقصاص من فاعلها اصبح القتل الجماعي نكتة وشيء متكرر تعودت الانفس عليه ,فلماذا ؟.. لان بهلوان مهرج استبدل الغضب بالضحك والمحاسبة بلوم فكاهي وجعل الامور تصبح طبيعية فمهد للطغات الاستمرار بالقتل والسرقة والفساد الإداري والانتقال الى مناطق ومدن اخرى لممارسة نفس الجرائم التي ينأى عنها الضمير الانساني دون محاسب ولا ثورة وغضب جماهيري . هؤلاء البهلوانيون والمهرجون هم اعضاء فاعلين في برنامج الحرب النفسية الموجهة ضد الشعب وبرامجهم هي فعلا خطرة ولئيمة يخوضونها ضد الشعب واحاسيسه من مدخل خفي وهزلي حوّل ضميرالانسان شيئا فشيئا الى مستتر فاصبح كل شيء طبيعي لديه أي (ذنب بسيط يغتفر ) وهذه مثل تلك وذاك لم يأتي بجديد وهذا الملعون بالغ فيطلب منه التخفيف !.. يعني الجريمة لا بأس بها لكن عليه ان يخفف من بشاعتها !!ألم تندهشوا وتسألوا انفسكم بكيف يسمح لحفنة من هؤلاء البهلوانيون بالخوض في كل صغيرة وكبيرة يفضحون ببرامجهم كل الجرائم المكشوفة والمستورة.. بحيث يجعلوك تتسائل هل يعقل ان تكون هذه ديمقراطية فعلا وان الحكام الخونة ديمقراطيين أم ان ورائها شيء اخر ؟؟ ثم هل عرفتم لماذا يبقى البهلوانيين والمهرجين يقدمون البرامج التي يسبون فيها اعضاء الحكومة والبرلمان ولماذا جعلوها ناجحة شعبيا ويدفعون لهم مبالغ خيالية ؟ .. الأمر جلى جدا ولا يحتاج لأن نشرحه اكثر, ذلك لانهم يخدمون هؤلاء الخونة من خلال امتصاص الغضب الشعبي العارم ونجحوا بتحويله الى مزحة يتفكهون عليها ويتناقلها الناس في اجهزة التلفاز و حتى في – الواتس اب – وغيره ! فلا ضمير يصحى ولا نفس ثائرة تعود فلقد سيطروا على عقول اغلبنا ثم رضى الغالبية بالمشاهدة والضحك وكأنما هذه هي عقوبة السارق والفاسدين العادلة ! ثم نامت العقول واستقالت السواعد الثائرة وهذا هو دور هؤلاء العملاء المهرجون الذين أوجدوا ببرامجهم القبيحة تلك المَخرج الفكاهي لكل جريمة بشعة يرتكبها من يفترض انهم يديرون امور البلد ويحرصون على خدمته واستمروا بممارسة الفساد والجريمة مهما كانت مرفوضة اجتماعيا وقانونيا وانسانيا,فلديهم اسطول مهرجين قادرين على تحويل الغضب الى نكتة وضاع العراق وشعبه بسبب نكتة .