لماذا يغضبون من جماليات البصرة ؟!

لماذا يغضبون من جماليات البصرة ؟!

فصائل اسلامية غاضبة من جماليات البصرة ..فعالية عرض ازياء يستنكروها ويتهمون رعاتها بالعمالة لأميركا رغم حضور قيادات سياسية فيها اغلبها مرتبطة بتيارات واحزاب اسلامية لم تر في الفعالية لاعمالة ولا تجاوزاً على قيم واخلاقيات ومحددات المجتمع البصري الذي تريد ان تحتكر نوعه وشكله ورسائله قوى التطرف الاسلامي !

شهدت البصرة عرضاً للأزياء قدمته المصممة البصرية المغتربة سهى التميمي، عرضاً جمع بين التراث البصري والحداثة الأوروبية اعتبرته بعض القوى الاسلامية غير ملائم للثقافة المحلية ولا يتناسب مع القيم الدينية والاجتماعية السائدة في المدينة وكأن معايير الثقافة والقيم  حكرا على هذه القوى وليس في مجتمع متنوع كالمجتمع البصري ..!

لاتدرك ولا تع هذه القوى اننا حين نتحدث عن البصرة فإننا نتحدث عن مدينة ومجتمع له ريادات ادبية وثقافية وحتى دينية من أزمان تأسيسها مرتبطة بطبيعة البصرة بصفتها ميناءً يستقبل ويودع يومياً آلاف الجنسيات الأجنبية،مما يعني أن البصرة مرتعاً للثقافات وللتنوع .

نتحدث عن مدينة ولد فيها الفلاسفة والمفكرون والشعراء وولدت فيها المدارسالفكرية المتنوعة والمختلفة..

نتحدث عن مجتمع بصري كان عنواناً للتعايش بين المختلفين دينياً وفكرياً  وحاضناً

للحوارات بين المدارس الاسلامية والمختلف بل والمتناقض معها ..

يقول احد الكتّاب ” حين نتحدث عن البصرة القريبة منا تاريخياً، بصرة القرنالعشرين والحادي والعشرين، فإننا لم نعرف إلا أنها تستقبل الملوك بضحكتها،وتودع العشاق بغمزة عين، فتحت شواطئها ونبت الغناء تحتها، وبين أمواجهاصدح المغنون، وخلف سفائنها ناح التائهون، ومن خلالها عرفنا الهند وما وراءه،وبسببها زرع الخليج أحلامه، نخلها أكثر من أحلام أبنائها، وحلم أبنائهاأشهى من برحيها ورازقيها..”

يريدون قتل بصرة الجاحظ والفراهيدي والحسن البصري  وواصل بن عطاء  وسعدي يوسف والسياب وسيتاهوكوبيان وأمل خضير وسليمة خضير ..

لماذا ؟

كم هي عسيرة الاجابة على هذا السؤال بما فيها من قلب مكلوم دام ، وعلى غير عادتي في الكتابة ساستعين بنص شعري مطول لشاعر عراقي مغترب في عاصمة الضباب لندن اسمه كريم عبد لاأعرفه ولم اقرأ له سابقا ، لكني في هذا النص عن البصرة سأشاركه بسؤال هو عنوان قصيدته :

هل يحق لي أن أكتب قصيدةً عن البصرة؟

رفعت بعض المقاطع منها فهو يكتب بحرية مطلقة وانا اختار منها بحرية منقوصة والحليم من الاشارة يفهم !!

يقول الشاعر كريم عبد

البصرةُ التي أُحبُّها كثيراً

البصرةُ التي لن يسقطَ نداها عن أزهاري

مهما هزّتني الريح

البصرةُ التي تضربُ جذورُها عميقاً

في أرض الكلام

وترنُّ في بساتينها أجراسُ الكلام

فيستيقظ الجاحظ

كي يُوقظَ العصافيرَ والأنهارَ وجذورَ النخيل

البصرة التي لم يتمكن منها القتلة

ولصوص الدواب

………

…….

مبعثرةٌ في بُرك التاريخ المتعفنة؟

أيغتصبُها رعاةُ المهانة؟

…….

…….

جرحُ البصرةِ على قميصي

لذلكَ يوجعني الكلام

جرحُ البصرةِ في قدمي

لذلك أعرجُ وأنا أحث السير إليها

جرحُ البصرةِ في روحي وأنا أغني

البصرة زهر الرمان

البصرة وردة

البصرةُ أحلى بستان

في هذا العالم

* * *

البصرةُ التي حملتنا على كتفيها

ترفعُنا دائماً إلى أعلى

كأطفالٍ موشكينَ على الطيران

تـتـشبثُ بنا ونتشبثُ بها

كي لا نفلت من بين يديها

لكننا طرنا فعلاً فطارت معنا

سحنا في السماوات السبع

والأرضين السبع..

لكننا في النهاية عدنا إلى البصرة

* * *

كيفَ لي أن أكتبَ قصيدةً عن البصرة؟

مدينةٌ مجروحةٌ تغرقُ في قطرة ندى

بينما تسبحُ في داخلِها أنهارٌ وبساتينُ

وشعوبٌ تأتي وأخرى تختفي في بحر الزمان

كيفَ لي أن أكتبَ قصيدةً عن البصرة

يقرأُها حقلُ الريحانِ فيتسعُ

يقرأُها الصفصافُ فيطير؟

ووجه البيان اتهاماً لبعض أعضاء مجلس محافظة البصرة بـالتورط في رعايةهذا الحدث، معتبرين أنذلك يعكس أجندات خبيثة مرتبطة بالاحتلالالأميركي“.

كما طالب المجلس بمحاسبة المسؤولين عن الحفل، مستنكراً حضور بعضأعضاء المجلس بقوله: “هل كان حضورهم بتكليف من المجلس؟، مشيراً إلىضرورة تشريع قوانين تمنع مثل هذه الفعاليات الدنيئة والمشينة، وفقتعبيرهم.

بنفس السياق، أصدرت قيادة قوة الطوفان بياناً، تابعته منصّةالجبال، أدانتفيه واستنكرت حفل عرض الأزياء، متسائلة: “هل تحول مفهوم الثقافة إلى عريومجون في شهر الطاعة؟“.

وأضاف البيان: “مرة أخرى، يتجاوز من يُحسبون على البصرة، ومن تسللواغفلة في زمن الفوضى الخلّاقة التي جاءت بها أميركا باسم الديمقراطية“.

أحدث المقالات

أحدث المقالات