23 ديسمبر، 2024 3:00 م

لماذا يصر المالكي على دعم اجهزته الامنية الفاشلة ؟

لماذا يصر المالكي على دعم اجهزته الامنية الفاشلة ؟

عودنا المالكي على ترديد اسطوانته المشروخة التي يدعم فيها الاجهزة الامنية بالرغم من اصرار هذه الاجهزة على الفشل المتكرر وبالرغم من كل الدماء الغزيرة والزكية التي يدفعها العراقيون يوميا كضريبة لضعف هذه الاجهزة وهشاشتها امام مخططات وضربات الارهاب الموجعة  ، فهل لهذا الدعم غير المبرر من ســر ؟ ولماذا يصر المالكي على دعم هذه المؤسسات الامنية الكارتونية وهو يعلم علم اليقين انها اصبحت لا تمثل شيئاً للمواطن العراقي سوى انها تستنزف الكثير من امواله وثرواته على حساب معاناة كل الفقراء والايتام والارامل وانها اصبحت عبئاً ثقيلاً في عرقلة اعماله اليومية في الشوارع والطرقات ؟ واستناداً الى هذه الحقيقة التي اضحت مكشوفة للقاصي والداني فان التبرير الوحيد لاصرار المالكي على دعم مؤسساته الامنية المتهاوية هو انه يريدها قوات مسلحة تدعمه وتحميه وحده في ساعة احتضاره  كما دعمها وحماها من غضبة الشعب في كل فشلها وخيبتها ويريدها قوات مسلحة تقف وراءه دون غيره عندما تحين ساعة رحيله غير مأسوف عليه ويريد قوات مسلحة لا تنقلب عليه عندما تنحاز لشعبها ووطنها  .
لقد جاء المالكي بأسوأ الضباط والقيادات الامنية المتمرسة على الاحتيال وخداع الاخرين والمجردة تماما من اي شعور بالوطنية والاخلاص ووضعها في مواقع ومناصب لا تستحقها ومنحها من االرتب والامتيازات ما لم تكن لتحلم به في اي وقت من الاوقات وكان الهم الاول لهؤلاء الضباط وهذه القيادات كما هو ديدنها في السابق هو تحقيق مصالحها الشخصية والحصول على اكبر قدر من المنافع مستفيدة من هذه الفوضي وهذا الارباك والارتباك بعيدا عن اي اهتمام بمصالح الوطن وعن اي حرص على حياة الشعب وهو ما يفسر هذا الانهيار الامني وهذا التخلف في مواجهة عمليات الارهاب . ويبدو ان المالكي يسترشد بما فعله صدام ايام حكمه الاسود ويحاول الافادة من تجربته في المطاولة  والقدرة على البقاء عندما جعل صدام الاولوية لأمنه الشخصي وعندما اصبحت كل تلك الجيوش الامنية الجرارة وقياداتها تعمل على حمايته وحماية سلطته القمعية الفاسدة وفات المالكي ان قيادات تلك الجيوش الامنية هي ذات القيادات المتلونة والمتقلبة التي تعمل معه اليوم وهي ذات القيادات الامنية التي خدعت صدام وغشته ثم تخلت عنه في ساعة الشدة وتركته يواجه مصيره لوحده دون ان يكون لها اي وفاء لمكارمه وانواطه وشاراته .