من الصفات المذمومة التي ورد النهي عنها في احاديث اهل البيت عليهم السلام صفة الكذب وهذه الصفة فضلا عن كونها مرفوضة اخلاقيا فقد جاءت هذه الاحاديث لتنبه المؤمنين الى الخطر الذي تجره اليهم هذه العادة السيئة اذا واظبوا عليها وسأكتفي بهذا الحديث المروي عن الامام الحسن العسكري (عليه السَّلام ) حيث يقول ( جعلت الخبائث في بيت، وجعل مفتاحه الكذب( ولا اعتقد ان هذا الحديث يحتاج الى شرح او تفصيل فهو يعكس وبصورة واضحة ان الكذب اساس كل بلية وهو المحرك الرئيسي للكبائر بحيث ان جميع الكبائر يكون مصدرها الكذب ومع ذلك فإننا نلاحظ وبكثرة ان دولة رئيس الوزراء لا يتهاون في ممارسة هذه الصفة الممقوتة جهارا نهارا بل وفي ابسط الموافقة فضلا عن المواقف الصعبة التي تكون مصداق للمقولة “”حقيقة الصدق ان تصدق في مواقف لا ينجيك منها الا الكذب” والسؤال الذي يطرح نفسه انه لماذا ينحدر رئيس الوزراء الى هاوية الكذب وهل هناك مبررات تجيز له ذلك واعتقد ان هذا السؤال يشغل الكثير من العراقيين واما الاجابة عليه فيندرج في عدة احتمالات الاول ان الرجل يعتقد ان امور البلد لا تسير الا اذا استخدم الكذب كوسيلة لتثبيت اركان الحكم فالعراقيون ونتيجة لبساطة بعضهم وسذاجة البعض منهم تنطلي عليهم الكثير من الامور والاحتمال الثاني ان الرجل لا يكذب وانما هو يعتمد على معلومات تم تسويقها له وبالتالي فان ذنب وجريمة الكذب على الذي مرر هذه المعلومات وليس على المالكي نفسه والاحتمال الثالث ان لكل انسان اخلاق وصفة سائدة في تركيبه الفسيولوجي وصفة الكذب عند السيد المالكي بالذات لا بالعارض والاحتمال الرابع ان المالكي يكذب من اجل مصلحة البلد فلو لم يكذب لأدى ذلك الى خراب البلد وانهيار بنيته التحتية وهناك احتمال اخر ان الرجل لا يكذب وانما هو صادق ولكننا نتعقد خطئا انه يكذب واما الرد على هذه الاحتمالات فهو بسيط جدا ونستطيع ان نجد له ادلة واقعية من الواقع المعاش وعلى كافة الاصعدة فمثلا على الصعيد الامني نجد ان العراقيين يقتلون بالعشرات يوميا ومازالت جثث ابنائنا المظلومين من ابناء القوات المسلحة في الانبار تشهد على ذلك واما على صعيد الفساد والفاسدين فحدث ولا حرج فصفقات الاسلحة والمشاريع الوهمية كالنار على المنار واما على صعيد الاسكان وتوزيع قطع الاراضي فالمساكن العشوائية التي تملأ العراق من اقصاه الى اقصاه دليل واضح على الكذب فيه واما على صعيد الوحدة والتآخي فاصبح العراق وبفضل سياسة رئيس حكومتنا طرائق قددا اذن الموضوع لا يحتاج الى عناء في اثبات ان كل ما يصدر من دولة رئيس
الوزراء هو كذب محض فهل يعقل ان دولة مترامية الاطراف يكون بناؤها على الكذب وهل يعقل ان دولة رئيس الوزراء والمتملقين حوله والمعتاشين على كذبه والوصوليين الذين يحيطون به لم يسمعوا ان العراقيين يقولون في موروثهم الشعبي ” ان حبل الكذب قصير” .