1
في الدعاية الانتخابية يستخدم المتنافسون قوائم ومرشحين كل وسائل التاثير في الناخب لحيازة صوته , واذا كانت الدول العريقة في العمليات الانتخابية قد وضعت خطوطا لايمكن تجاوزها في الدعاية فاننا في العراق ما زال كل شيء عندنا بلا خطوط ولا حدود .
في دعايته الانتخابية يلوح رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بالانفصال عن العراق واعلان الدولة الكردية المستقله , وطبيعي ان مثل هذا الاعلان والدعاية يرافقها سيل من الكلام المنمق الذي يصور للمواطن الكردي مكاسب الدولة الكردية المستقلة , ان تهذيد بارزاني العراق بانفصال شماله جاء في حال تشكلت حكومة اغلبية في بغداد !! وكأن ليس من ثوابت الديمقراطية ونتائج الانتخابات في اغلب بلدان العالم ان هناك اغلبية سياسية تشكل الحكومة واقلية سياسية تحتل مقاعد المعارضة .
مسعود بارزاني قال في لقاء مع نخبة من المستمعين اليه : ان الكرد لايرضون بان يبقوا مهمشين ….. ولاندري في اي مرفق من مرافق الدولة كان الكرد مهمشين , افي رئاسة الجمهورية ام في الحكومة ولهم فيها ست وزارات ونائب رئيس وزراء , ام في البرلمان ولهم كامل استحقاقهم الانتخابي ومنصب نائب رئيس البرلمان ؟
ان معارضة اربيل لحكومة اغلبية سياسية انما يقصدون منها بقاء حكومة بغداد ضعيفة لا تستطيع انجاز اي شيء مهم لابنائها في الوسط والجنوب لانها تحت رحمة التوافق والمحاصصة والمقاطعة بينما تعمل حكومة اربيل بانسجام من دون مشاركة اي عربي لها .
وعلى النغمة ذاتها ستاتي معارضة قائمة (متحدون) لحكومة اغلبية سياسية ولنفس السبب هو تعطيلها عن انجاز اي شيء واظهارها بمظهر العاجز من خلال مقاطعة الوزراء وتناقض المصالح وانعدام روح الفريق الحكومي الواحد , وهذا يعني بقاء العراق في وحل الازمات نفسها لاربع سنوات قادمة .
اعتقد ان وعي المواطن لواقعه ومستقبله وادراكه لاهمية حكومة منسجمة ذات فريق واحد تساندها اغلبية سياسية برلمانية هو الحل نحو التغيير الذي تطالب به المرجعية وملايين العراقيين .
2
حذار من الدعاية الانتخابية
في حمى الحملات الدعائية والاعلامية الانتخابية يحاول بعض المتنافسين توظيف المرجعية الدينية وارشاداتها للامة الى قائمته , ويصور للجمهور ان المرجعية الدينية عندما تدعوا الى انتخاب الاصلح والاكفأ والانزه انما تقصده هو وقائمته , ويوظف هؤلاء رجال دين ومنابر صلاة الجمعة بل وبعض افراد مكاتب المرجعيات الدينية فتغدق الاموال هنا وهناك وتباع سمعة المرجعية وابوتها بثمن بخس , ولاغرابة في ذلك فقد واجه الائمة (ع) مثل هذه النماذج , وان بعض اقرب المقربين الى الائمة تاجروا باسم الائمة (ع) وخدعوا الناس واستمالوهم بعيدا عن خط اهل البيت .
فمما رواه المؤرخون ان ابا حمزة البطائني وزياد القندي كانا من اقرب المقربين الى الامام الكاظم (ع) , وكان البطائني وكيلا ومعتمدا مطلقا عنده وكانت بعض اموال الامام مودعة لديه لكنه انحرف واشترى بعض كبار القوم بالاموال واسس مذهب الواقفة ولم يعترف للامام الرضا (ع) بالامامة , وكان في مواقفه التي حرف الناس بها عن اهل الامام الرضا يستند الى روايات ينسبها الى اهل البيت او يفسرها ويؤولها بالطريقة التي تخدم اغراضه .
ومن هذا الواقع التاريخي ومن حياة الائمة (ع) وما واجهوه من حركات منحرفة تاسست على ايدي مقربين منهم نقول ان النظر والاستماع الى مايصدر من الحواشي ورجال الدين وائمة الجمعة يجب ان نتعامل معه بحذر , وان القاعدة التي ينبغي ان نرتكز اليها هي ان المرجعية ليست حزبا ولا تيارا وملاحظاتها تعم جميع المتصدين في العملية السياسية في العراق من رؤساء ونواب ووزراء ومحافظين واعضاء مجالس محافظات ومدراء عامين وكل من يشغل منصبا مهما في الدولة , فلا يقل احد انه بمنأى عن نقد المرجعية الدينية وانه يمتلك تزكية منها , ومن لديه تزكية منها بختم المرجع نفسه فليخرجه لنا .