24 ديسمبر، 2024 3:58 ص

لماذا يشتموننا صباحا مساءا

لماذا يشتموننا صباحا مساءا

خطف الشيخ قاسم سويدان وقتله مدان من الناحية القانونية والشرعية , وهذا امر لاينكره عاقل لان عملية الخطف والقتل تدل على الفلتان الامني , ولكن الى جانب ذلك ندين ردود فعل السيايس السنة ومن يدور في فلكهم ويسير في ركبهم على حالة الخطف والاغتيال لما فيها كثير من التجني والتخبط ونكران الجميل .

هؤلاء السياسيون سواء رئيس مجلس النواب او نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي او نائب رئيس الوزراء صالح المطلك , يبدوا انهم بانتظار هكذا حدث ليوظفوه – وان لم يشعروا – في خدمة داعش وتحقيق اهدافها ,

لقد اتهمت الاطراف السنية السياسية الحشد الشعبي بالجريمة وصنفته مليشيا منفلتة وطالبت الحكومة بمصادرة سلاحه , وكانه حيثما قتل سني فالقاتل شيعي بالضرورة , ان الاتهامات البائسة نكران لتضحيات ابناء الحشد التي قدمها من اجل الدفاع عن السنة ومدنهم وخلاصهم من أسر داعش وطغيانها .

كما قام النواب السنة بتعليق عملهم في مجلس النواب وكأن هذا المجلس – على بؤسه – يعمل لمصلحة الشيعة , او هو مؤسسة من مؤسسات الشيعة وليس – كما هو المفروض – برلمانا لكل العراقيين , ان خطوة التعليق هذه انهت شهر العسل الذي عاشته حكومة السيد العبادي وعلى الرجل ان يستبدل اعصابه باسلاك من نحاس وقلبه بقلب من فولاذ ليقاوم ابتزاز السياسيين السنة والكرد الذين صرح قائدهم مسعود بارزاني بانه سوف يقاوم قوات الحشد الشعبي اذا دخلت كركوك لان هذه المدينة قدس الكرد وقد عادوا اليها كما عاد اليهود الى قدس فلسطين .

جريمة الخطف والاغتيال للشيخ الجنابي وقعت في احدى مناطق جنوب بغداد وهي منطقة تقع في نفوذ العشائر السنية وفي نفوذ داعش ولا مانع من ان يكون مرتكبو الجريمة من هذا المكون لضرب الوحدة العراقية المتحققة – وان بشكل خجول – ضد ارهاب داعش , اما نقل الضحية الى منطقة شيعية فهو اجراء لاحكام السيناريو الطائفي , واحب هنا ان اذكر سيناريو كان يقوم به هتلر لتبرير الهجوم على بولندا في الحرب العالمية الثانية حيث كان يرسل بعض الوحدات الخاصة سرا الى الاراضي البولونية لتهاجم الوحدات العسكرية الالمانية من الحدود بين البلدين , وهنا يضخم هتلر عبر رجل الدعاية الالمانية غوبلز الهجوم ويعده اعتداء على الرايخ الالماني وتهديدا لمصالح المانيا مما مهد لاجتياح بولندا واسقاطها , وهنا مالمانع ان يكون هتلر عراقي سني داعشي قام بذات العمل ؟ .

ما يؤسف له ويحز في نفوس الغيارى ان ترتفع صيحات شتم الشيعة وهم اغلبية الشعب العراقي في تشييع الشيخ الجنابي , وهي شتائم ذكرتنا بشتائم المجرم احمد العلواني على منصات الفتنة في الانبار , وبالمناسبة ينتظر هذا المجرم الافراج عنه قريبا بعد ان حكم عليه بالاعدام .

ان شركاء الوطن سواء من السنة او الكرد عليهم ان يقرروا موقفهم الصريح والنهائي من الوحدة العراقية وذا تملصوا من هذا المطلب فعلى القيادات الشيعية ان كانت شجاعة ان تصارحهم بهذا المطلب , والا فمن غير المقبول ان يشتم الشيعة مع كل تضحياتهم لادنى حادث يصيب سنيا او كرديا ولو كان ملوثا بالارهاب .

ليس من المعقول ان يقوم العراق على دماء الشيعة ويتمتع الاخرون بخيراته كما قامت بغداد على اجساد العلويين في عصر المنصور العباسي حيث دفنوا احياء في ركائز البناء بينما غصت قصور بني العباس بالاف الجواري والغلمان