الإعلان عن أن السيد مقتدى الصدر يواجه تهديدات بإغتياله ، ليست من (نسج الخيال) ولا هي (بالونات إختبار) يريد الرجل وتياره السياسي (الأحرار) إشاعتها بين أوساط الراي العام العراقي، لأغراض (كسب التأييد والولاء) لزعيمه، فالقاعدة الشعبية المليونية التي حضرت الى ساحة التحرير تأييدا له ورفضا لأية محاولات استهداف للرجل ، تكفيه الإشارة ، ولكن ليثبت لمن أشهروا أفلاسهم بأن من هددوه بالتصفية ، أن محاولاتهم هذه ستذهب هباء منثورا، وإن الاقتراب منه أبعد اليهم من منال الشمس!!
لكن العراقيين (عاتبون) فعلا على السيد مقتدى الصدر لأنه لايريد كشف هؤلاء الان، او الاعلان عن أسمائهم على الملأ، وبخاصة كما قيل ان وراء تلك المحاولات (دولة جارة) ، ليس من المصلحة (التنكيل) بمواقفها في هذا الظرف العصيب، وهو لايريد أن يفتح النار على أكثر من جبهة، وبخاصة مع خصومه واعدائه السياسيين من بني جلدته، بعد ان أيقن العراقيون جميعا الجهات التي توجه مثل هكذا (تهديدات) وبعض من هؤلاء هم في (هرم السلطة)، والاخرى تحت اطار تجمعات سياسية، أو (تختفي) تحت عنوان (الحشد الشعبي) تسعى لتحريضهم ، وإشاعة اخبار عن (محاولات إستهداف) من قبل التيار ضدهم، بالرغم من ان السيد مقتدى الصدر لايريد سوى (فك الاشتباك) بين أجنحة السلطة ، وان لايتحول الامر الى (صراع مسلح) فيما بينها تقوده جهات سياسية وبخاصة في الانتخابات المقبلة تريد ان تحرم التيار من فرصة حصوله على اعلى الاصوات، وان هذه الجهات تستخدم (أذرع السلطة) في محاولاتها لمواجهته او العمل على التضييق عليه، عله يكون بمقدورها ثنيه عن مشروع الوطني العراقي، أو على الأقل لايكون (حجر عثرة) لعرقلة توجهاتها في أن تفرض (وصايتها) على الشارع العراقي ويكون لها (الكلمة الفصل) في إشاعة (ارهابها) و (سطوتها) وتجد في امتلاكها السلاح الثقيل وبيادق السلطة ومراكزها ما يسهل عليها الوصول الى هدفها في إزاحة كل طيف وطني يريد ان يكون له الغلبة في الشارع العراقي، أو رفض محاولات رهن ارادة العراقيين بيد الأغراب!!
فالرجل ، مقتدى الصدر، يمتلك من العمق الجماهيري والقاعدة العريضة التي تظهر أمام الملأ بين وقت وآخر ، ماتعطية (أرجحية الوجود الجماهيري الواسع) بلا منازع وهو لايحتاج الى (دعاية) ولا الى (بهرجة سياسية) أو (رغبة في حب الظهور) ولا هو يرغب بـ (كرسي سلطة حقير) بقدر ما يريد ان يظهر حالة (تحد) ظهر جليا بكل هذا السيل الجماهيري الجارف في ساحة التحرير وفي المحافظات الاخرى التي تسارعت لاعلان التأييد له وأمام كل من هددوه بأنه سيكون (هدفا) لمحاولات (البعض) من الحاقدين على مسيرته لإغتياله او تصفيته انه لم يأبه لكل تلك المحاولات الخائبة إن لم تزيده إصرارا على الظهور، وهو سيبقى يطالب بالتمسك بمواقف وطنية عراقية ترفض (المزايدة) على دماء العراقيين او ربط (ولاءاتهم) بدول أخرى ، وهو لأنه عراقي النشأة والولادة وعروبي الانتماء، فهو لايروق لهؤلاء الذين ارتضوا ان يكونوا أداة بيد الغير يحركونهم كما شاءوا ، بل ان السيد مقتدى الصدر (إكتسح) ولاء ليس الشارع العراقي بل حتى (المحيط الاقليمي) الذي يكن له الاحترام والتقدير حتى وان لم ينضم لتياره ، لانه خاض حروبا بلا هوادة من اجل محاربة الفساد والمفسدين ومن أرادوا ان يرهنوا ارادة بلدهم بالخارج، ووقف بقوة بوجه من حاولوا أن يفرضوا (دكتاتوريتهم) على الشعب العراقي ووجد في الارادة الوطنية والديمقراطية الصحيحة وليست المزيفة ، الطريق الأمثل لكسب الرأي العام العراقي، الذي يرى في توجهات الرجل انه أكثر صدقا مع شعبه وأكثرهم قربا الى تطلعاته والى أن يكون العراق هو بوابة الجميع للانفتاح على المحيط الاقليمي، بلا ( عقد ) أو ( ضغائن ) او ( أحقاد) وان لايتم تحريك عوامل الشحن الطائفي والمذهبي مرة أخرى لتكون هي الطاغية على المشهد السياسي العراقي ،وحاول النأي بها والسير مع توجهات المشروع الوطني القابل للتلاقي والاقتراب مع كل المكونات عربا واكرادا واقليات ..وسنة وشيعة واديان اخرى يلتقون على مشتركات كثيرة يجمعهم الشعور بالانتماء الوطني والوازع الوطني وليس الديني، وهو يرفض ان يتغلب الوازع الديني على الوطني، بل يسعى الى (التوازن) في التوجهات بين الاطياف السياسية، ولهذا كسب كل هذا التأييد العراقي الواسع حتى مع من لايلتقي معه في التوجهات الطائفية او المذهبية، بل انه حتى العلمانيين وجدوا في حركة السيد مقتدى الصدر فرصتهم للظهور ولأن يكون لهم وجود مؤثر على المسرح السياسي وكان معينهم في كل مرة، لكي يكون لهم وجود يرتقي الى نبل أهدافهم وفي ان يبتعدوا عن تحريك الشارع العراقي طائفيا وان تكون المشتركات الوطنية هي من لها الغلبة في أي تحرك جماهيري شعبي لكسب قاعدة جماهيرية عريضة ما اكسبه احتراما كبيرا بين ملايين العراقيين.
نعم ان التأييد الواسع وكل هذه (الجماهيرية) الكاسحة للسيد مقتدى الصدر في الساحة العراقية ، تثير (نوازع الشر) لدى الجهات الحاقدة لاستهداف الرجل، وقد تعرض علنا لمحاولات تهديد واغتيال من جهات كثيرة يعرفها العراقيون، لكن الرجل لم يأبه لكل تلك التهديدات، وظهر أمام كل من حاولوا ثنيه عن مشروعه الوطني ، حتى ظهر مجددا في ساحة التحرير متحديا جميع هؤلاء،غير هياب، لكن اعداءه شعروا بـ (رعب آخر) عندما ظهر أمامهم وصدره عامر بالايمان وحب العراقيين، حتى ولوا اعداءه ومن حاولوا استهدافه مدبرين يجرون أذيال الخيبة والخذلان!!
أجل إن جماهيرية السيد مقتدى الصدر لاتحتاج الى (براعة محللين) ولا الى (مكاتب دلالية) في (دكاكين السياسة) ومزايداتها الرخيصة ، وبل و يرفض ان يدخل (صالونات التجميل) التي أضطر (البعض) دخولها لتجميل أشكالهم وألوانهم وتوجهاتهم السياسية ، حتى أرعبهم ظهوره بهذا الحجم الكبير المهول الذي ظهر به قبل ايام، في كل محافظات العراق في الوسط والجنوب وفي بغداد وحتى في المحافظات الغربية فأن للسيد مقتدى الصدر (مكانة) يتصدر بها المشهد السياسي العراقي، وليس بمقدور كل الزعامات الوطنية المنضوية تحت اطار (ديني) على الأقل أن يكون لها جمهور بتلك المساحة العريضة ، التي حظي بها زعيم التيار الصدري، ويعرفها حتى الامريكان أنفسهم وجيران العراق ودول العالم الاخرى، وليس بمقدورهم ان يتجاهلوا قوته ولا استحواذه على ملايين المؤيدين من أتباعه ، حيث تكون بغداد قصب السبق في التأييد الواسع له بلا حدود!!
ومن المعيب بل ومن المخجل أن تجد من (يتآمروا) ضد السيد مقتدى الصدر او يدبرون له (محاولات الاغتيال) هم على (مقربة) منه ،من بني جلدته، كما أشرنا، والأكثر إيلاما بالنسبة له ان يتم إتهام (دولة جارة) بأن لها (ضلع) في مثل تلك المحاولات، ويبقى السيد مقتدى الصدر الزعيم الوطني، بلا منازع، شاء الاخرون أم ابوا، وهو لايخشى ولا يهاب من كل هؤلاء الذين هددوه، وله من شعبه ما يكفيه فخرا انه ابن العراق ، صاحب كل تلك الحضارة الضاربة في الأعماق ، وهي رصيده في هذه الدنيا، ومعينه في الملمات..(أما الزبد فيذهب جفاء ، وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض)… “والله المستعان على مايصفون”!!