28 ديسمبر، 2024 1:12 م

لماذا يرفض المتدينون نظرية التطور؟

لماذا يرفض المتدينون نظرية التطور؟

ثمة من يدعي أنه عالمٌ، يفهم بإمور الحياة، ويفقه جميع علومها، لقرائته كتاباً أو كتابين(في أحسن الأحوال) وإلا فأغلب المدعين، من الذين يسمعون كلاماً ممن سبقوهم بالإدعاء، وهم على خطاهم سائرون؛ لذا كُلما فتحنا موضوع نظرية التطور، هبوا في وجوهنا قائلين: هل تقبلون أن يكون جدكم الأعلى قرداً؟ وإذا كان كما تزعمون، فلماذا لم نرَ قرداً يتحول بشراً؟

هذا جُلَّ ردهم حول الموضوع، ويمكنني أيضاً أن أقول لهم: ذكرت الكتب المقدسة، مُسخ الإنسان إلى قرد، أي تحوله إلى قرد، وذلك بغضب الرب عليه، فلماذا لم نرَ بشراً تحول إلى قرد؟ ولماذا تتقبلون أن يتحول الإنسان إلى قرد، ولا تتقبلون أن يتحول القرد إلى إنسان!؟

لهم ولغيرهم نحاول شرح نظرية التطور، عسى أن ينتفعوا أو يكفوا ألسنتهم:

أحد أفضل التّعريفات لمصطلح “التطوّر البيولوجي” وأكثرها وضوحًا هو ما وردَ في كتاب(علم الأحياء التطوّري – Evolutionary Biology)لعالم الأحياء الأمريكي دوغلاس فوتويما(Douglas Futuyma)، حيث قال:

في أوسع معانيه، التطور يعني مجرد التغير، ولذلك المطلح منتشر بكثرة(ويستخدم في العديد من السياقات). المجرات، اللغات، والنظم السياسية كُلها تتطور. أما التطور البايلوجي على الجهةِ الأُخرى فهو تغير في صفات مجموعات من الكائنات الحية والذي يتجاوز عمر الفرد الواحد. التنشؤ والتطور الذي يطرأ على الأفراد لا يُعدُ تطوراً، فالكائنات الحية لا تتطور كأفراد. التغيرات التي تطرأ على مجموعات من الكائنات الحية والتي تُعتبر تطورية هي تلك التغيرات القابلة للتوريث، عن طريق المادة الجينية أو الوراثية من جيل إلى أخر. التطور البايلوجي قد يكون طفيفاً أو ضخماً، ويشمل كل شئ من التغيرات الطفيفة في نسب الأليلات)مفرد أليل Alleles – بالإنجليزيّة هي نسخ مختلفة لنفس الجين أو المورّث) المختلفة في مجموعة من الكائنات الحية مثل التغيرات التي تحدد نوع الدم وحتى التغيرات المتتابعة التي أدت إلى تطور الكائنات الحية البدائية الى الحلزونات، النحل، الزرافات.

التّعريف الثاني الذي تقدّم به الدّكتور سكوت فريمان)Scott Freeman( عالم الأحياء الأمريكي في كتابه علم الأحياء(Biological Science) ، والذي يُعيّن لطلاّب الجامعات في الولايات المتّحدة:

كما هو الحال مع نظريّة الخليّة، نظريّة التطوّر بالإنتخاب الطّبيعي تشمل أنماطًا وآليّات. نظريّة داروين ووالاس تقدّمت بإدّعائين هامّين بما يتعلّق بالأنماط الموجودة في العالم الطّبيعي. الأوّل هو أنّ الأنواع الحيّة مرتبطة بسلفٍ مشترك . وهذا يُخالف الرّؤية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، وهي أنّ الأنواع الحيّة تمثّل كينونة مستقلّة خلقت بشكلٍ منفصل. الثاني هو أنّه على عكس الرّؤية المتوافق عليها في ذلك الزّمان وهي أنّ الأنواع الحيّة لا تتغيّر عبر الزّمن، داروين ووالاس اقترحا أنّ الأنواع الحيّة من الممكن أن تتغيّر من جيلٍ إلى جيل. داروين أطلق على هذه العمليّة إسم ‘الإنحدار مع التغّير” وذلك التطوّر هو تغيّر في صفات مجموعة[من الكائنات الحيّة]عبر الزّمن. والنّظريّة تعني أنّ الأنواع الحيّة ليست كينونات مستقلّة لا تتغيّر، إنّما مرتبطة ببعضها البعض، ومن الممكن أن تتغيّر عبر الزّمن.”

بقي شئ…

يجب على من ينتقد نظرية ما، أن يقرأها أولاً، ثم يتدبرها، ثم يحاول فهمها، فإن إستطاع ردها أو الإتيان بجديد، وفق طرح علمي، وإلا فليصمت، ولا يجعل من نفسهِ أُضحوكةً للأخرين.